((الواقع الجديد)) الثلاثاء 12 ديسمبر 2017م / وكالات
وقعت مصر وروسيا، بحضور الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، اليوم الإثنين في القاهرة، اتفاقًا لبدء تنفيذ مشروع محطة للطاقة النووية في مصر كما بحث الرئيسان التطورات في الشرق الأوسط عقب قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتشير زيارة بوتين إلى تنامي العلاقات بين روسيا ومصر ثاني أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد إسرائيل والشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وسيتوجه بوتين إلى تركيا بعد مصر التي وصل إليها قادمًا من سوريا حيث قام بزيارة قصيرة لقاعدة عسكرية روسية وأمر القوات الروسية في سوريا بالبدء في الانسحاب من الدولة العربية بعد حملة عسكرية استمرت عامين.
وبث التلفزيون المصري توقيع اتفاقية بدء العمل في مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية أثناء زيارة الرئيس الروسي بعد المباحثات مع السيسي.
وقالت شركة روس أتوم النووية الروسية المملوكة للدولة اليوم الإثنين إن المحطة النووية التي ستبنيها في الضبعة بمصر ستضم أربعة مفاعلات وتتكلف 21 مليار دولار ويتوقع أن ينتهي العمل فيها في 2028 / 2029.
وكانت مصر وروسيا قد وقعتا اتفاقًا أوليًا لإنشاء المحطة في 2015 متضمنًا أن تقدم روسيا قرضًا لمصر يغطي التكاليف.
استئناف حركة الطيران مع مصر
وقال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف للصحفيين اليوم الإثنين إن روسيا مستعدة لتوقيع بروتوكول مع مصر هذا الأسبوع لاستئناف رحلات الطيران المباشرة بين موسكو والقاهرة.
وذكر سوكولوف أنه قد يتم استئناف رحلات الطيران بين موسكو والقاهرة في أوائل فبراير/شباط، على مسارات شركة مصر للطيران وشركة الطيران الروسية إيروفلوت.
وقال بوتين بعد مباحثاته مع الرئيس المصري إن روسيا مستعدة من حيث المبدأ لاستئناف حركة النقل الجوي المباشر للركاب مع مصر، مضيفًا عبر مترجم أن من المنتظر توقيع اتفاق في المستقبل القريب.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية قد نقلت قول المتحدث الرئاسي في القاهرة إن من المنتظر أن يناقش الرئيسان استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر في أقرب وقت.
وعلّقت روسيا الرحلات الجوية المدنية إلى مصر في عام 2015 بعد أن فجر متشددون طائرة ركاب روسية بعبوة ناسفة بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار مدينة شرم الشيخ السياحية المصرية، ما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصًا.
مصر بين روسيا والولايات المتحدة
وتأتي الزيارة الروسية رفيعة المستوى لمصر بعد أن قررت الإدارة الأمريكية في آب حرمان مصر من جانب من المساعدات قيمته 95.7 مليون دولار وتعليق تسليم 195 مليون دولار أخرى لعدم إحراز القاهرة أي تقدم في مجالي حقوق الإنسان والأعراف الديمقراطية.
وكانت روسيا قد بدأت في أيلول 2015 عملية عسكرية لدعم بشار الأسد في سوريا وهناك مؤشرات على أن موسكو تصر على توسيع وجودها العسكري في المنطقة.
وفي نوفمبر تشرين الثاني نشرت الحكومة الروسية مسودة اتفاق بين روسيا ومصر يسمح للطائرات الحربية للبلدين بالاستخدام المتبادل للمجالين الجويين والقواعد الجوية فيهما.
وعلى نحو مطرد يعزز بوتين العلاقات مع مصر، وعندما زار مصر في 2015 كان أول رئيس لدولة كبرى يجتمع مع السيسي بعد توليه السلطة في منتصف 2013.
ودفع ذلك واشنطن إلى علاقات غير دافئة مع مصر، وعلّقت الحكومة الأمريكية بعض المساعدات العسكرية لها.
ومنذ ذلك الوقت كثف الزعيمان المصري والروسي التعاون بين بلديهما وقاما بإحياء التحالف التاريخي بين مصر والاتحاد السوفيتي الذي كان قائمًا في السبعينيات، وكانت مصر قد تقاربت مع الولايات المتحدة عندما توسّطت واشنطن في معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979.
تعاون روسي مصري حول ليبيا
وتهتم كل من مصر وروسيا كثيرًا بليبيا حيث تدعمان القائد العسكري خليفة حفتر الذي أصبح أحد أبرز القادة الليبيين منذ سقوطها في صراع بين فصائل مسلحة بعد انتفاضة 2011.
وأقامت روسيا علاقات قوية مع حفتر الذي أجرى محادثات عدة مرات مع مسؤولين روس وزار موسكو.
وأيضا قال مسؤولون أمريكيون في مارس/ آذار إن روسيا نشرت قوات خاصة في مصر قرب الحدود مع ليبيا في قاعدة سيدي براني، وقالت مصادر مصرية إن الروس استخدموا قاعدة مصرية أخرى هذا العام، ونفت روسيا ومصر تلك المزاعم.