((الواقع الجديد)) الثلاثاء 12 ديسمبر 2017 / وكالات
أرسلت بريطانيا إشارات قوية عن تغيير جوهري في سياستها بشأن التعامل مع الإخوان المسلمين وربطت أنشطتهم للمرة الأولى وبشكل مباشر بالإرهاب. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الخميس إنه من الواضح أن بعض الجهات التابعة للإخوان المسلمين مستعدة لغض الطرف عن الإرهاب. وأضاف في كلمة أمام دبلوماسيين وخبراء في وزارة الخارجية البريطانية أنه ينبغي أن تفتح بريطانيا عينيها إزاء الإخوان المسلمين، مؤكدا أن حكومة بلاده تدقق بشكل أكبر في طلبات التأشيرات والعمل الخيري والروابط الدولية التابعة للجماعة. وشدد بقوله إن جماعة الإخوان المسلمين أحد الأكثر الأطراف دهاء من الناحية السياسية في العالم الإسلامي ولكنه انتقد أيضا سلوكها في الشرق الأوسط وبريطانيا. وتابع “من الخطأ تماما أن يستغل الإسلاميون الحريات هنا في المملكة المتحدة… ومن الواضح تماما أن بعض الجهات المرتبطة بالإخوان المسلمين مستعدة لغض الطرف عن الإرهاب”. واعتبر خبراء في الحركات الإسلامية أن تصريحات جونسون القوية ضد الجماعة لا يمكن أن تكون عرضية، وأن الأمر يرتبط بتقارير حصلت عليها لندن تثبت علاقة الجماعة بصيغة من الصيغ بموجة الإرهاب التي تستهدف بريطانيا ودولا أوروبية أخرى. وأشار الخبراء إلى أن التحقيقات المختلفة، وإن لم تثبت ارتباطا وثيقا للجماعة بالهجمات، إلا أنها أكدت الدور المحوري الذي لعبه فكر الإخوان وأنشطتهم لجذب شبان بريطانيين من ذوي أصول إسلامية إلى التشدّد والانغلاق. وكانت دراسة أجرتها مؤسسة “توني بلير فور غلوبال تشينج” كشفت مؤخرا أن الطريق الذي تسلكه غالبية الجهاديين البريطانيين يمر عبر جماعات إسلامية تدّعي أنها غير متطرفة. وأكثر الجماعات الإسلامية غير العنيفة في الغرب، التي تملك تأثيرا واسعا على الحركة الإسلامية البريطانية بشكل عام، هي جماعة الإخوان المسلمين التي أدينت في تحقيق رسمي قاده السفير البريطاني السابق في الرياض السير جون جينكينز عام 2014، بأن الانضمام إلى صفوفها هو مقدمة للعنف والتطرف. وبات ينظر إلى جماعة الإخوان، إلى جانب تنظيمات إسلامية أخرى، بعضها غير ناشط سياسيا، على أنها مراكز تجنيد للمتطرفين، خاصة أن الجماعة تمتلك أذرعا مختلفة طلابية وخيرية تتولى استقطاب الآلاف من الشبان وخلق بيئة جديدة أمامهم تساعد على العزلة وتبني الفكر المتشدد المعادي للثقافة الغربية. وشدد وزير الخارجية البريطاني على أن حكومة تيريزا ماي تدقق بشكل أكبر في طلبات التأشيرات والعمل الخيري والروابط الدولية للإخوان المسلمين. وتعرضت بريطانيا لأربع هجمات مميتة في لندن ومانشستر بين مارس ويونيو هذا العام أودت بحياة 36 شخصا. ومثل رجل أمام محكمة، الأربعاء، متهما بالتآمر لقتل رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وهي أنشطة دفعت الحكومة البريطانية إلى تسريع عمليات المراقبة ومراجعة أنشطة مختلف الجمعيات والمنظمات الإسلامية.