((الواقع الجديد)) الأربعاء 6 ديسمبر 2017م
كتب / د. عيدروس نصر ناصر
لست من أدعيا الفراسة ولا من الميالين إلى ثقافة التشفي لكن اي مبتدئ في متابعة مجرياة الحياة السياسية في اليمن كان لا بد ان يتوقع امرا مشابها لما جرى للرئيس السابق من نهاية مأساوية بكل المعاني والابعاد.
لست في وارد تقييم حياة الرجل فهي بحاجة إلى مجلدات لكن ما يمكن رصده على وجه السرعة ان (الزعيم) وقد صار سابقا راهن كثيرا على ذكائه وفطنته وقدرته الخارقة على حبك المكائد وطبخ المؤامرات وتسخير كل ذلك للانتقام من الشعب اليمني الذي ثار عليه في العام ٢٠١١م كما كان طوال حياته.
وبدلا من دعم الرئيس الانتقالي في إنجاز مهام الانتقال راح صالح يسخر انصاره لتخريب العملية السياسية من خلال تفجير انابيب النفط وقصف اعمدة الكهرباء وتعطيل نشاط وعمل المرافق الحكومية من خلال اجهزة دولته العميقة، ولم يكتف بهذا بل عقد صفقته الخائبه مع الد اعدائه (جماعة الحوثي) مراهنا هلى نسيانهم ما فعله بهم من أفعال وما الحقه بهم من أضرار.
الحقيقة أنني اكره اخبار القتل والاغتيال، لكن أكثر ما يحزنني ان لي زملاء ارتبطت بهم بعلاقة شخصية تقوم على الاحترام المتبادل، بغض النظر عن افتراقنا في الموقف السياسي، وإذا ما صحت ابناء مقتل الزميل ياسر العواضي فإنني لا استطيع ان اكتم حزني والمي لنهايته المبكرة فهو شاب كا ن ما يزال بإمكانه العيش بطريقة افضل لو انه لم يربط مصيره بمصير رجل تضاءل عدد انصاره وتقلصت مساحة خيراته وكثر اعداؤه واتسعت مساحة شروره حتى لاقى ما لاقى من النهاية المأساوية.
الذين يسمون علي عبد الله بالشهيد يتطوعون له بما لا يقره إلا رب العالمين وحده، لكننا نعلم جميعا أنه لم يمت وهو يدافع عن قضية مبدأية عادلة ولو كان عن ناقة تتعثر او عن مسكين تعرض للظلم، الرجل قتل وهو يدافع عن امواله المهربة . . قتل وهو هارب من خصوم تحالف معهم ليؤذي خلفه الذي اختاره لنفسه وراهن على انتهاء فترته ليعود خلفا له ولما أعياه الانتظار استقدمهم، لكنه لم يستقدم إلا من يضعون له النهاية التي جرت.
ولله في خلقه شؤون