“الواقع الجديد” الأثنين 13 نوفمبر 2017 المكلا / خاص
أهّلت الإمارات، العضو البارز في التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، العديد من السجون اليمنية التي دمرها الانقلابيون في عدن والمكلا، في دعم أكد مسؤولون أمنيون وناشطون أنه رد عملي على مزاعم قطرية وإيرانية حول بناء سجون سرية في جنوب اليمن.
وأهّلت الإمارات في العاصمة الإقليمية لحضرموت شرق عدن، السجن المركزي عقب تدميره من قبل داعش والقاعدة اللذان احتلا المدينة لأكثر من عام، قبل أن يتم تحريرها من قبل قوات النخبة مسنودة بفرق خاصة من القوات المسلحة الإماراتية في أبريل (نيسان) 2016.
وصرحت السلطات المحلية بمحافظة حضرموت، أنه بدعم وتأهيل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تم افتتاح السجن المركزي بمدينة المكلا.
وأعلنت مصادر رسمية عن نقل الموقوفين على ذمة قضايا الإرهاب للسجن المركزي والبدء بتجهيز ملفاتهم لإحالتهم للقضاء.
وقال محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني خلال الافتتاح: “السجن المركزي تعرض للتدمير والتخريب خلال فترة سيطرة الجماعات الإرهابية على مدينة المكلا وعموم ساحل حضرموت، وعودته بكافة مرافقه وأقسامه لممارسة دوره يعد أمراً في غاية الأهمية”، مثمناً الجهود التي قدمتها الإمارات من أجل إعادة تشغيل مرافق السجن وتطويره.
تأهيل سجن مركزي في عدن
وفي العاصمة المؤقتة عدن، أهّلت دولة الإمارات سجن المنصورة المركزي الذي تعرض لأعمال تدمير جراء الحرب العدوانية التي شنها الحوثيون على المدينة.
وقام وفد حكومي يمني برئاسة النائب العام الدكتور علي أحمد الأعوش، ومدير شرطة عدن اللواء شلال علي شائع ورئيس اللجنة الوطنية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان القاضي سعيد المفلحي، ووفد حقوقي وإعلامي محلي ووفد من التحالف العربي، اليوم الإثنين، بالاطلاع على أحوال سجني المنصورة وبئر احمد.
واطلع الوفد على أحوال المساجين في سجن المنصورة المركزي، والتجهيزات الحديثة في السجن التي قامت الإمارات بإعادة تأهيلها وصيانتها، والتي شملت توسعة العنابر وتجهيزها بالمستلزمات الضرورية وبناء حمامات ومطبخ للسجن، وتجهيز إدارة السجن بما تحتاجه من أجهزة ومعدات للممارسة عملها.
والتقى الوفد خلال الزيارة بعدد من مسئولي السجن بينهم مدير السجن نقيب اليهري الذي أطلع الوفد على أحوال السجناء والتجهيزات التي نفذتها إدارة السجن لإعادة تأهيل وصيانة العنابر والأقسام بدعم من الإمارات، والتي أسهمت في تخفيف معاناة نزلاء السجن وتوفير بيئة مناسبة لهم.
وأكد اليهري أن السجناء يعيشون في بيئة طبيعية بعيداً عن ترويج وسائل الإعلام المعادية والتي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار عدن. كما قام الوفد بزيارة سجن بئر احمد الذي تم إنشائه مؤخراً بدعم من دولة الامارات، والذي يحتوي على عدد من العنابر والأقسام المجهزة بما يتناسب مع حقوق السجناء ويوفر لهم بيئة مناسبة، وخلال الزيارة اطلع وفد حقوقي على أحوال السجناء وفند كل ما نشر في وسائل الإعلام المعادية والتي تروج لمزاعم وجود تعذيب في السجن.
تفنيد مزاعم السجون السرية
من جهته، قال الناشط الحقوقي والعضو في الحراك الجنوبي صلاح عبدالله الحضرمي إن “دولة الإمارات قدمت دعماً كبيراً ومتواصل في شتى نواحي الحياة، وعملت على تأهيل المباني والمقرات والمنازل التي تضررت جراء الحرب العدوانية التي شنها الحوثيون وأتباع صالح على البلاد والدمار الذي أحدثه الإرهابيون في حضرموت وشبوة”.
وأوضح أن “الإمارات لم تكتف فقط بمحاربة الانقلابيين والإرهابيين، ولكن عمدت على معالجة آثار الدمار الذي خلفته مليشياتهم”.
وعن تأهيل السجون، قال الحضرمي: “أهلت الإمارات ممثلاً بذراع الإمارات الإنساني (هيئة الهلال الأحمر الإماراتي)، سجن المكلا الذي دمره الإرهابيون، والآن هو أفضل مما كان عليه”.
ولفت إلى أن حكومة أبوظبي قدمت أيضاً للنزلاء في السجن رعاية صحية كاملة، إضافة إلى الطعام والملابس، لتفنيد المزاعم التي تحدثت عن وجود سجون سرية وأعمال تعذيب للسجناء”.
تأهل الكوادر الأمنية في السجون
وقال الخبير والناشط الحقوقي حسين حنشي رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء، إن “تأهيل دولة الإمارات يأتي في سياق الدعم المتواصل الذي تقدمه لليمن، وتأهيل السجون يأتي في إطار دعم كبير قدم ولايزال يقدم لليمن عسكرياً وإغاثياً وإنسانياً”.
ولفت حنشي إلى أن “قيام الإمارات بعملية الصيانة والتطوير للسجون اليمنية يؤكد حرصها على ضمان انسجام هذه المنشآت مع المتطلبات الإنسانية والحقوقية، فالإمارات عضو فاعل في التحالف العربي عملت على تأهيل وصيانة العديد من السجون اليمنية للتماشى مع المعايير الدولية الخاصة بالسجون، وأيضاً تقدم رعاية خاصة للنزلاء”، مؤكداً أن “السجون التي تمت صيانتها وتأهيلها تتمتع بمستوى عال من المواصفات التي تحترم إنسانية نزلاء هذه المنشآت”.
وقال إن “دعم الإمارات لا يمكن حصره على السجون وتأهيلها، فالإمارات تقوم بدعم عسكري وتقود عملية ضد التنظيمات الإرهابية ناهيك عن الحرب الأهم ضد الانقلابيين”.
وكشف الناشط الحقوقي محمد القاضي، رئيس مؤسسة الجوما الحقوقية، أن الإمارات قامت بتأهيل العديد من الكوادر الأمنية الخاصة بالسجون على كيفية التعامل مع المعتقلين والنزلاء، وهذا يؤكد حرص واهتمام الإمارات على الجانب الانساني”.
وقال القاضي : “زرت سجن المنصورة المركزي في عدن برفقة وفد حقوقي محلي ودولي واطلعنا على عملية الصيانة والترميم اللتين تمت للسجن”، مؤكداً أن الإمارات وفرت مولداً كهربائياً للنزلاء في السجن، وهناك ملعب رياضي، ناهيك عن الرعاية الصحية الكاملة للنزلاء.
وتقدم الإمارات دعماً متواصلاً لليمن وخاصة المدن المحررة، حيث أهلت البنى التحتية في المدينة من بينها مطار عدن الدولي الذي تم تأهيله وصيانه بدعم وإشراف من دولة الإمارات .