((الواقع الجديد)) الجمعة 1 سبتمبر 2017 / المكلا – خاص
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبة أجمعين.
الأخوة المواطنون
الأخوات المواطنات
يا أبناء محافظة حضرموت الأوفياء في داخل الوطن وخارجه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
يسعدني ويشرفني أن أتوجه إليكم اليوم باسمي شخصياً وباسم قيادة السلطة المحلية محافظة حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الثانية لأنقل إليكم تحياتي وتحيات وتهاني فخامة الأخ/ المشير الركن/ عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية- القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات والعزة والرخاء.
تأتي احتفالاتنا اليوم بهذه المناسبة الدينية العظيمة في ظل ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد بفعل نزيف الدم الذي تشهده بعض مناطق الوطن بسبب تلك الحرب الظالمة التي أشعل فتيلها القوات الانقلابية الحوثعفاشية والتي أرادت بفعلتها هذه الانقلاب على الوطن والدولة لتعيدنا إلى عهود ما قبل الثورة .. وذلك تنفيذاً لسياسات وأجندة مشبوهة يقودها النظام الإيراني الساعي إلى فرض هيمنته وسيطرته على منطقة الشرق الأوسط بما فيه بلادنا ومن خلال تلك الفئة الضآلة التي كانت جزء من هذا المخطط الإيراني .. هذه الحرب التي قادها الانقلابيون ضد شعبنا وتدمير انجازاته ومكتسباته ومقدراته وقتل وتشريد أبناءه ومع ذلك فإننا نستطيع القول بأن أهداف المرتهنين لسياسات أسيادهم في الخارج قد فشلت أمام الضربات الموجعة لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المدعومة من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتين وصمود أبناء شعبنا .
إلا أنه يمكنا القول بأننا في محافظة حضرموت نحتفل بهذه المناسبة ونحن نعيش في ظل ظروف أكثر أمناً واستقراراً بفعل تلك الانجازات والانتصارات الساحقة التي حققتها قوات النخبة الحضرمية في حربها ضد فلول وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذي سيطر على مدينة المكلا وساحل حضرموت طوال عام كامل ودحره من حضرموت دون رجعه ، وأنه من الصعوبة بمكان الحديث عن تلك المنجزات التي تحققت لأبناء حضرموت وفي مقدمتها استقرار الأوضاع الأمنية وتوفر كافة الخدمات الضرورية ومعالجة صعوباتها دون الإشارة إلى انتصارات قوات النخبة الحضرمية والتي مثلت واحد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى أن ينعم أبناء المحافظة بهذا الوضع الاستثنائي.
أيها الأخوة
أيتها الأخوات
أبناء حضرموت جميعاً
إننا لا ننكر وجود بعض المشكلات والنواقص والصعوبات التي تواجهنا اليوم وهي عبارة عن تراكمات لسنون ومراحل مضت وأمام هذا الوضع فإننا لا نريد أن نبالغ في تقديم الوعود بصنع المستحيل وبضربة عصا سحرية كما لو كانت بأيدينا وسائل وإمكانيات تحقيق كل شي لكننا نعدكم بأننا سنبذل قصارى جهودنا ومعنا كل الخيرين من أبناء المحافظة ونعمل ليل نهار من أجل تجاوز ما يمكن تجاوزه من هذه الصعوبات ووفقاً والإمكانيات الذاتية المتوفرة والمتاحة.
كما لا يسعنا هنا أن نشير إلى أن ما استطعنا تحقيقه خلال الفترة القليلة الماضية ونعني بها فترة ما بعد معركة النصر والتحرير لا يعبر عن طموحاتنا وتطلعات أبناء المحافظة لكننا مع ذلك نشعر ودون أدنى شك بأن الوضع العام في حضرموت يمثل أفضل حالاً إذا ما قارناه مع باقي محافظات الوطن أكانت المحررة أو تلك التي لا زالت تحت سيطرة الانقلابيين كما إننا نشعر بأن المستقبل سيكون أفضل وأجمل من الحاضر.
الأخوة والأخوات جميعاً
أن ما يهمنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى هو وحدة الرأي والموقف .. وحدة الهدف .. ووحدة الصف لأبناء المحافظة والوقوف في خندق واحد والإسهام بشكل فاعل في حفظ الأمن والاستقرار وأن نمد أيدينا جميعاً باتجاه مساعدة قوات النخبة الحضرمية والأجهزة الأمنية التي تتحمل على عاتقها اليوم هذه المسئولية .. علينا أن نحارب كل المظاهر المخلة بالسلوك العام والمعرقلة لاتجاه وطريق تطورنا فحضرموت لا يمكن أن يبنيها غير أبناءها.
وإذا كنا هنا بصدد الحديث عن الجانب الأمني فإن علينا أن نشعر بالفخر والاعتزاز لما قدمته قوات النخبة الحضرمية وتقدمه حتى اليوم إلى جانب أجهزة الأمن الأخرى وما اقترحته هذه القوات من مآثر بطولية ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال وسيرويها التاريخ في صفحاته بأحرف من نور تشهد على عظمة الانجاز وبطولات الحضارم الذين ضربوا أروع مثال في الإقدام والبسالة والتضحية والتأكيد على إننا جزء فاعل ومؤثر في منظومة الحرب ضد الإرهاب وشركاء حقيقيين فيها.
أن الملف الأمني سيظل في مقدمة اهتماماتنا لارتباطه بمستوى تطور كل جوانب الحياة المختلفة وفي هذا السياق فإننا سنعمل على تطوير وتحديث أجهزتها الأمنية ورفع كفاءتها تأهيلاً وتدريباَ وتسليحاً، كما إننا عاقدون العزم على تحقيق ذلك الحلم الذي ظل طويلاً يراود أبناء حضرموت بحيث سنقوم قريباً بافتتاح كلية الشرطة محافظة حضرموت وهو الهدف الذي أصبح على مقربة منا .. هذا الصرح الذي نعتبره مصنع للرجال ورافد للقادة الأمنيين. وهذه هي البشرى التي نحملها لهذا الجيل الذي يعول عليه تحمل أعباء ومسئولية مستقبل أمن واستقرار حضرموت ونطمئن الجميع بأننا نُعد حالياً لوضع اللمسات الأخيرة للإعلان عن تدشين الافتتاح وبدء الدراسة بكلية الشرطة حضرموت والمتوقع أن يكون في نهاية هذا العام 2017م أو بداية العام 2018م ولنا هنا أن نشير إلى إننا تمكنا من تخريج عدد من دفع الضباط التابعين لقوات النخبة الحضرمية.
الأخوة المواطنون
الأخوات المواطنات
لقد آن الأوان لأن نتحرك وبخطى ثابتة نحو المستقبل الذي نريده لحضرموت .. وحددنا اتجاه عمل السلطة المحلية بالمحافظة في النقاط الـ 16 التي نستطيع القول بأننا قد بدأنا برسم خطوطها وعناوينها كما بدأنا نخوض في تنفيذها وبمساندة قوية من أبناء المحافظة الجادين في مواكبة المرحلة والسير قدماً بحضرموت نحو تحقيق أماني وطموحات أبناءها .. ومع إننا في قيادة السلطة المحلية بالمحافظة نعمل في ظروف صعبة وبإمكانيات وموارد محلية شحيحة لذلك فقد اتجهنا صوب جلب الاستثمارات وفي مجالات عدة منها الكهرباء ولدينا اليوم أكثر من عرض استثماري في هذا الجانب تم إحالتها إلى المختصين لدراستها والرفع بالنتائج لاتخاذ القرار بشأنها .. ونجدها مناسبة اليوم هنا بأن نجدد دعوتنا للمستثمرين من أبناء المحافظة والوطن ومن الأشقاء والأصدقاء للاستثمار في حضرموت وبدورنا فإننا على استعداد دائم لتقديم كافة التسهيلات الممكنة لإنجاح استثماراتهم خاصة وأن حضرموت تتوفر فيها كثير من الفرص الاستثمارية المربحة والناجحة في مجالات الثروات النفطية والمعادن والزراعة والأسماك والتصنيع وفي مجال الاستثمار السياحي.
إننا في قيادة السلطة المحلية بالمحافظة نولي اهتمام بالغ لقطاع التربية والتعليم ولنا هنا أن نشير إلى أن جهود حثيثة تبذل من أجل استقرار العملية التعليمية بالمحافظة وانتظامها ومعالجة بعض مشكلاتها وبالذات في مجال تغطية النقص في المعلمين ووجهنا التربية والخدمة المدنية بتجديد تعاقدات المعلمين وفقاً وضوابط محددة سلفاً.
كما لا يفوتنا هنا أن نثمن دور مكتب التربية والتعليم ساحل حضرموت الذي أنجز عدد من المشاريع التعليمية والتربوية والمجمعات وقاعات الأنشطة والتي قمنا بافتتاحها في مديريتي غيل باوزير والشحر والتي بلغت كلفتها الإجمالية (400.000.000) أربعمائة مليون ريال ..
كما إننا نولي اهتمام كبير لقطاع الصحة الذي يعد من بين المرافق الخدميـــة الأساسيـــــة المرتبطة بحياة الناس وندعو جميع المشتغلين في هذا الحقل من أطباء وأخصائيين إلى بذل المزيد من الجهود نحو تحسين مستوى الخدمات للمواطنيــن .. وستقوم السلطة المحلية بالمحافظة بدعم هذا القطاع وتوفير احتياجاته وفقاً والإمكانيات المتاحة ونعبر عن تقديرنا لما يبذل في هذا المجال.
كما استطعنا خلال الفترة المنصرمة من هذا العام بالبدء في تنفيذ عدد من مشاريع الطرقات منها طريق غيل بن يمين وإعادة تأهيل عقبة عبدالله غريب وفي مجال المياه فقد شهدت المحافظة تنفيذ عدة مشاريع في ساحل ووادي حضرموت.
الأخوة الأعزاء
وفي هذه المناسبة الدينية فإننا نجدها فرصة في أن نتوجه إلى قطاع التجار بوصفهم القطاع الأكثر ملامسة لاحتياجات الناس لذا ندعوهم إلى الإسهام ومواصلة جهودهم من اجل التخفيف من معاناة المواطنين من حيث توفير مختلف السلع الغذائية الاستهلاكية والسلعية وكذا المشتقات النفطية وعدم المغالاة في أسعارها ونعدهم بأن قيادة السلطة المحلية ستعمل جادة على تقديم كافة التسهيلات للتجار وتوجه غرفة تجارة وصناعة حضرموت بالساحل والوادي والصحراء بأن تقوم بتنظيم نشاط التجار وتتابع احتياجاتهم وتذليل صعوباتهم التي قد تعترض نشاطهم التجاري بسبب الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد . ونحن على ثقة من أن تجارنا لن يكونوا إلا داعماً وسنداً للسلطة المحلية في تنفيذ سياساتها الرامية رفع المعاناة عن كاهل المواطنين وتوفير احتياجاتهم بيسر وسهولة
يا أبناء محافظة حضرموت..
إننا نولي اليوم اهتمام خاص بقطاع الشباب الذين نرى فيهم جيل المستقبل الذي يقع عليه مسئولية حمل راية مستقبل حضرموت والسير بها نحو آفاق أوسع وأرحب وهذا في نظرنا لن يأتي إلا من خلال ما يبذل من جهد في التحصيل العلمي الذي سيمكنهم من تحقيق ولعب دورهم الريادي في الحاضر والمستقبل القريب والبعيد …
أن من واجب الشباب اليوم الاتجاه نحو التعليم الجامعي وما بعد الجامعي لأن في ذلك ضمانة أكيدة لمستقبلهم .. عليهم التحلي بروح المسئولية وحب حضرموت والوطن .. عليهم نبذ تلك الأفكار الدخيلة المعتمدة على تشويش أفكار الشباب في الاتجاه نحو التطرف والغلو والإرهاب لأن ذلك ليس من طباع وشيم الحضارم المشهود لهم بالاعتدال والوسطية والأمانة والقبول بالأخر وفي التاريخ شواهد بقيام الحضارم في نشر الدعوة الإسلامية في أصقاع كثيرة من العالم. ولذا فإننا نطالب شبابنا اليوم بإقتفاء أثر السلف وتجنب الوقوع في تلك المنزلقات التي تسيء لمجتمعهم والتي لم يألفها أبناء حضرموت من ذي قبل وبالذات فيما يتصل بالترويج وتعاطي المخدرات لأنها تشكل خطر ليس عليهم فقط ولكن على المجتمع بشكل عام.. وإننا نوجه مكتب الشباب والرياضة وكافة المؤسسات والمنظمات المعنية بالشباب لأن تلعب دورها التوعوي بين أوساط الشباب ولأن تقوم بوضع البرامج الثقافية والترفيهية والرياضية والاهتمام بالملاعب والصالات الرياضية لما لها من أهمية في قضاء الشباب لأوقاتهم وقتل الفراغ وستدعم السلطة هذا الجانب وبقوة بالنظر لما يمثله من أهمية في تربية جيل خالٍ من كل الشوائب والعيوب.
ولقطاع المرآة أيضاً حيز من اهتمامنا باعتبارها النصف المكمل للمجتمع ويقع عليها مسئولية المشاركة في بناء وأمن واستقرار المحافظة وتطورها وعلى اللجنة الوطنية للمرأة والاتحادات والمنظمات المعنية بشئون المرآة أن تبتكر الأساليب والطرق الجديدة والحديثة لتنظيم عمل ونشاط المرأة وتوجيهه بشكل يليق ودورها في المجتمع وحملها على أن تتحول إلى عنصر فاعل ومؤثر في الحياة العامة .. وعلى المرأة أيضاً الاهتمام بالتعليم وممارسة تلك المهن والحرف الحرة التي تعود بالنفع على المرأة وعلى المجتمع عموماً في أنٍ واحد والاستفادة من كل ما هو متاح وممكن ..
ختاماً فإننا نتوجه إليكم مرة أخرى لنهنئكم بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير ونجدها مناسبة أيضاً لنترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا في مختلف المراحل وهم يدافعون عن الحق ..
وليظل الوطن منتصراً
وحضرموت أمنة مستقرة مزدهرة
وكل عام وأنتم بخير
اللواء الركن/
فـرج سالميـن البحسني
محافـظ محافظة حضـرموت
قائد المنطقة العسكرية الثانية