السبت , 16 نوفمبر 2024
org_sadaaden-com_636382097210248957

صحيفة اماراتية : تحالف إصلاحي حوثي برعاية قطرية للانتقام من اليمن

((الواقع الجديد)) الاحد 13 اغسطس 2017 / الاتحاد – سام عبدالسلام

سارع عدد من القيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح «الإخوان» في اليمن والذي تدعمه قطر إلى إطلاق مبادرات ودعوات تحت مسمى المصالحة الوطنية مع ميليشيات الحوثي الانقلابية في تأكيد إضافي على الأدوار المزدوجة التي يلعبها هذا الحزب ضد أمن واستقرار البلد والمنطقة. وسعت قيادات إخوانية عقب إعلان المقاطعة لدولة قطر بسبب سياستها في دعم الإرهاب وتمويله، إلى فتح قنوات تواصل مع ميليشيات الحوثي وإبرام اتفاقات بين الطرفين اللذين يمثلان أمام العالم أنهما عدوان وفي الباطن صديقان مقربان ينفذان أجندة خارجية لتدمير والأضرار باليمن والمنطقة.

ولقيت الدعوات الإخوانية ترحيباً سريعاً من قبل قيادات حوثية على رأسهم رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي الذي قال «إن هذه المبادرات مرحب بها». هذا التقارب غير المفاجئ بين الإخوان والحوثيين ليس بغريب، فهناك دلائل تؤكد أن الطرفين خلقا تحالفات سرية برعاية طهران والدوحة منذ 2012 لوضع أرضية مناسبة لإظهار هذا التحالف السري إلى العلن تحت مبرر مصلحة البلد وأمنه واستقرار.

وانعكس هذا التوافق بين الإخوان والحوثيين بشكل سريع من خلال اللقاءات بين الجانبين حيث وجهت قيادات في حزب الإصلاح عناصرها الذين زرعتهم في جبهات قتالية بترك مواقعها وتسليمها للميليشيات الحوثية مثلما حدث في محافظة ريمه التي شهدت خلال اليومين الماضيين عودة لعشرات المقاتلين الإخوان من الجبهات بشكل طبيعي إلى مناطقهم الواقعة تحت سيطرة الميليشيات دون أية ملاحقات أو مضايقات.ومنذ عام 2012 كانت الوفود الإخوانية تقوم بزيارات سرية متواصلة إلى معقل الحوثيين في محافظة صعدة تحت رعاية قطرية ـ إيرانية وعقدت لقاءات مستمرة مع زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، ناهيك عن لقاءات لقيادات بارزة في حزب التجمع اليمني للإصلاح مع الدوائر السياسية الإيرانية والأمنية في طهران على رأسها الحرس الثوري. العلاقة المتينة بين الجانبين كانت واضحة منذ الساعات الأولى للانقلاب حيث أسهم الإخوان بتسهيل مهمة الحوثيين في السيطرة على العاصمة صنعاء والتمدد سريعا في المحافظات الأخرى وصولا إلى مدينة عدن في الحرب الأخيرة التي اندلعت أواخر مارس 2015، ناهيك عن الوثائق التي تم الحصول عليها بمشاركة عناصر أخوانية في جبهات القتال إلى جانب صفوف الميليشيات وإعطاء معلومات وإحداثيات لمواقع ومعسكرات قوات الجيش الوطني والتحالف العربي. الدعم الحوثي والإخواني مؤخرا لدولة قطر ضد جيرانها وأشقائها في الخليج والوطن العربي يعكس حقيقة الأدوار الخبيثة للتحالفات الشيطانية التي رعتها الدوحة خلال السنوات الماضية للإضرار بأمن واستقرار اليمن والمنطقة العربية بشكل عام، حيث رافق الدعم السياسي تحركات داخلية بين الطرفين من أجل زيادة الأدوار المشتركة للإضرار باليمن وأمنه واستقرار عقب فضح حقيقة التنظيمات الإرهابية والتمويلات السخية التي تتلقاها من قطر أثناء مشاركتها في التحالف العربي، وكذا الدعم المعلوماتي المقدم للميليشيات الحوثية بمواقع قوات الجيش الوطني والتحالف العربي لاستهدافها وصولا إلى السعي نحو توحيد الجهود من أجل ضرب الشرعية واستهداف التحالف وأهدافه في اليمن المرتكزة على تأمين المنطقة وإفشال أي تهديد بالأمن القومي العربي.

ويؤكد المحللون أن قطر سعت منذ اندلاع الحرب في اليمن مطلع 2015 من خلال مشاركتها في قوات التحالف العربي إلى زيادة أدوار ذراعها في البلد المتمثلة بالإخوان ودفعهم إلى الحكومة الشرعية للعب أدوار مزدوجة وخبيثة بدء من عرقلة الانتصارات الميدانية للتحالف والشرعية في عدة محافظات كما حدث في تعز وإب والبيضاء ومأرب والجوف، وعقد اتفاقات سرية مع الميليشيات الانقلابية تتضمن تسهيلات لمواصلة احتلال المحافظات وتثبيت أقدامهم في المدن اليمنية.

وأضاف المحللون أن الإخوان داخليا لعبوا في اتجاهين عبر دعم الميليشيات الانقلابية في الجبهات وتمهيدا لهم استهداف قوات الجيش الوطني والتحالف العربي وكذا اتجاه آخر في عرقلة جهود تطبيع الأوضاع واستقرارها في المحافظات المحررة عبر دعم الجماعات الإرهابية لإحداث الفوضى وعرقلة أي جهود للتحالف بالنهوض وإعادة الأمل لأبناء الشعب اليمني.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني، فيصل الصفواني أن قطر في مهمة انتقامية من اليمن واليمنيين، عقب الاتهامات الإقليمية بدعمها للجماعات الإرهابية بالمنطقة، مضيفا أن الدوحة سعت إلى توجيه طاقاتها السياسية والإعلامية من أجل ضرب اليمن وتفكيك القوى الشعبية والسياسية المناوئة للميليشيات الحوثية الانقلابية والترويج لتقارير ضد دول التحالف العربي ويخدم قوى الانقلاب التابعة لإيران في اليمن.

وأشار إلى أن حكام قطر بما يقومون به حيال اليمن لا يهدف سوى لتوفير فرصة إنقاذية للميليشيات الحوثية التابعة لإيران، موضحاً أن هناك توجهاً قطرياً على أرض الواقع لخدمة أجندة إيران في اليمن ومنطقة الخليج العربي بشكل عام.وأضاف الصفواني أن الميليشيات الانقلابية منذ بداية مشوارها جاءت عبر تحالف استراتيجي وأمني مع دولة قطر، وهذا يؤكد المبررات ودرجة التعاطف مع قطر في هذا اللحظة، وأن التحالف الوثيق بين الحوثيين وحكام الدوحة يأتي في سياق أجندة طهران الإقليمية وتحت رعايتها المباشرة.

وأشار إلى أن دولة قطر كانت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي بادرت بالوقوف إلى جانب الحوثيين علنا ودعمهم السياسي والعسكري خلال الحروب الستة التي خاضتها الميليشيات الحوثية ضد الحكومة اليمنية والنظام الجمهوري تحت غطاء مبرر الوساطة الأخوية.

ويرى المحلل السياسي محمد الولص أن الأصوات التي ارتفعت مؤخرا من قبل قيادات إخوانية موالية للشرعية بشأن حلول سياسية مع عصابات الانقلاب الإجرامية مكشوفة بأنها بإيعاز وأوامر من أجهزة قطر من أجل خلط الأوراق والمشهد اليمني لصالحها. وأضاف «بلا شك ودون أي مغالطة اتضحت كل النوايا العدائية لدولة قطر تجاه أشقائها في الخليج والوطن العربي عبر مشروع الشر والمكر الذي تحمله وأعلنت عليه رسميا، مضيفا أن المشروع القطري يحمل نفس المشروع الإيراني الفارسي في عدائها للسعودية بدرجة رئيسية».

وأضاف أن مقاطعة قطر كشفت للعرب والمسلمين كل نوايا هذه الدولة التي كانت تخفيها وتعمل فيها من خلف الكواليس ضد أشقائها في الخليج والوطن العربي، مشيرا إلى أن قطر أصبحت خنجر إيران في الجزيرة العربية، وأصبح جلياً وواضحاً أن أموال الدوحة تقوم بتمويل حركات التمرد الشيعية في اليمن والبحرين والسعودية وأفريقيا.

وأكد أن النظام القطري أصبح مركزاً خطيراً لتهديد الأمن القومي العربي ولابد من حلول جذرية لهذا الخطر من جميع دول الوطن العربي وشعوبها الذين يجب أن يتصدوا لهذه التصرفات العدائية التي ستخلف دماراً كبيراً في المنطقة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.