((الواقع الجديد)) الثلاثاء 25 يوليو 2017 / وكالات
لم تكن تصريحات سفير الامارات في موسكو عمر غباش بشأن تعاون قطر مع تنظيم القاعدة الإرهابي ما أدى لاستشهاد جنود إماراتيين في اليمن، وتأكيده وجود تسجيلات من الميدان تثبت ذلك، لكن الوقت ليس مناسباً للإعلان عنها، وتصريحات وزير الدفاع القطري خالد العطية حول مشاركة قوات بلاده في التحالف العربي بقيادة السعودية مفاجئة، فمنذ انطلاق عملية عاصفة الحزم كان معروفاً أن قطر تعد لتنفيذ أجندة خبيثة مضادة للأهداف التي تم وضعها في التحالف من أجل نصرة الشرعية في اليمن في وجه الميليشيات الحوثية والجماعات الإرهابية.
تصريحات الوزير القطري والسفير الإماراتي جاءت لتؤكد أن قطر لديها مشاريع خبيثة في اليمن وضد جيرانها وأهداف شيطانية تسعى إلى تحقيقها عبر حلفائها في اليمن من ميليشيات الحوثي المدعومة من حليفتها إيران أو تنظيم الإخوان والجماعات الإرهابية الأخرى التي استغلت تواجدها في التحالف لنصرتهم وتقديم الدعم المالي والعتاد العسكري بصورة غير مباشرة وملفتة.
خلال فترة عاصفة الحزم كانت التساؤلات كثيرة حول مشاركة القوات القطرية إلى جانب أشقائهم في القوات السعودية والإماراتية والسودانية والبحرينية في ميدان المعارك داخل اليمن، ومع الأيام تبين أن مشاركة قوات الدوحة جاءت رمزية لتغطية أهدافها الخبيثة وغير جدية في القضاء على الانقلابيين والإرهابيين، بل على العكس كانت مظلة لتحمي هذه الأطراف عبر وسطائها المتمثلين بتنظيم الإخوان المسلمين الذي لعب منذ انطلاقة الحرب دوراً ازدواجياً لتحقيق مصالح الدوحة وأجندتها المعروفة.ومع إطلاق التحالف العربي عملياته العسكرية الميدانية لتحرير اليمن من سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، سارعت قطر إلى البحث عن أي وسيلة لإيقاف الانتصارات واستغلت موقعها في قيادة التحالف لضرب العمليات خصوصاً مع تحقيق انتصارات في تحرير محافظات الجنوب على رأسها عدن وأيضاً البدء في تحرير محافظات في الشمال على رأسها محافظة مأرب الاستراتيجية.
وضعت قطر حلفائها في مأزق كبير في ظل التكاتف والانتصارات المتتالية التي تتجه نحو تحرير كافة الأراضي اليمنية من هذه الميليشيات الانقلابية، وفي مطلع سبتمبر من 2015 أطلقت الميليشيات صاروخاً باتجاه معسكر قيادة التحالف العربي في مأرب واستشهد حينها قرابة 100 جندي من القوات الإماراتية والسعودية والبحرينية وفي هذا الهجوم المدبر لم يمت في هذا الهجوم الدامي أي جندي قطري.
وأكدت وزارة الدفاع اليمنية أن هناك خيانة كانت وراء الهجوم على معسكر التحالف العربي، لتأتي كل الدلائل على أن هناك دوراً قطرياً خبيثاً وراء إعطاء الإحداثيات للميليشيات الانقلابية لضرب قوات التحالف، حيث سعت قطر لزرع حلفائها ممثلين بالإخوان في الحكومة الشرعية ورئاسة الجمهورية اليمنية وأيضاً في قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتحقيق أجندتها وأهدافها في عرقلة عمليات التحرير في المحافظات المحتلة من الميليشيات، وأيضاً ضرب الاستقرار في المحافظات المحررة عبر الجماعات الإرهابية.
ويؤكد المحلل السياسي مطلق الخريشي أن الدور القطري السلبي في اليمن ظل حاضراً عبر ذراعها السياسي والمسلح والمتمثل في حزب الإصلاح وقادته، إلا إننا لم نكن لنتوقع أن يصل الدور القطري الخبيث إلى استهداف التحالف العربي وقواته الذي هم من المفترض جزء منه، لعل استهداف قوات التحالف العربي في معسكر ماس صباح الجمعة الرابع من سبتمبر في محافظة مأرب شمال شرق اليمن بصاروخ بالستي كان له من الدقة في إصابة الهدف، ما أثار الشكوك حينها، حيث أسفر الحادث عن استشهاد قرابة 100 جندي من القوات الإماراتية والسعودية واليمنية، في حين لم نسمع عن أي قتيل في صفوف القوات القطرية المشاركة ضمن التحالف العربي.
وأشار إلى أن استهداف رموز وقادة التحالف العرب تواصل، حيث كان يوم 14 ديسمبر 2015 يوماً استثنائياً فقد تمكن صاروخ بالستي من قتل العقيد الركن عبدالله السهيان قائد القوات الخاصة السعودية وعدد من مرافقيه، بينهم ضابط إماراتي رفيع في جبهة المخا.التناهي في الدقة في وضع إحداثيات الأهداف التي ينفذها الانقلابيون وضع آلاف الأسئلة التي ظلت حبيسة الصدور ليأتي اليوم الذي نستبين فيه حقيقة استهداف شهدائنا وقادتنا.
وأشار المحلل مطلق أن الصورة تتضح جلياً أمام العالم والشعب اليمني لمجريات الأحداث على الأرض تجاه تباطأ العمليات العسكرية للتحالف العربي خصوصاً في المناطق الشمالية الشرقية، وكذا الجبهات الشمالية للعاصمة صنعاء وأيضاً عمليات الاستهداف الممنهج الذي تعرضت له قوات التحالف العربي ومدى دقتها المتناهية في الإصابة.
وأضاف «نستطيع اليوم أن نضع أيدينا على العديد من التفسيرات لما كان يحدث في هذه الجبهات، إذ أن الدور القطري العبثي الممنهج قد أصبح واضحاً للعيان، ويعلم المتابع اليمني أن دور الإخوان وقوات حزب الإصلاح المرابطة في عدة جبهات لم تتقدم، وإنما تم إيجادها لتنفيذ أجندات خاصة بالحزب المدعوم وبقوة من قبل الحكومة القطرية». وأضاف «لا يخفى على أحد طبيعة التقارب بين الإخوان والحوثيين، وما الاتفاق الذي تم بين الطرفين بعد دخول الحوثيين إلى صنعاء ومبادرة قيادات إصلاحية بالهرولة نحو كهوف مران في صعدة إلا ثمرة للتنسيق القطري الإيراني، إذ من المستحيل تقبل فكرة الاتفاق بين العدوين اللدودين بين عشية وضحاها إلا إذا كانت أياد خفية تحرك الطرفين». ويبدو جلياً للجميع دناءة الدور القطري ومدى سلبيته على عمليات التحالف العربي بالمجمل، وبالتالي صار في حكم الواجب على قيادة التحالف العربي وضع آلية أخرى للتعامل مع الذراع السياسي والعسكري لقطر في اليمن والمتمثل في حزب الإصلاح الإخواني وقادته.
بدوره أوضح عدنان الأعجم رئيس تحرير جريدة الأمناء اليمنية أن قطر سعت عبر التحالف العسكري إلى تقديم الدعم الوجستي والمادي للانقلابيين، حيث ركزت قطر على مساعدة الميليشيات الحوثية لتكثيف المعارك على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية من أجل الإضرار بالمملكة كهدف رئيسي.
وأضاف «المقاومة الشعبية الجنوبية المشاركة في جبهة محور البقع في صعدة حققت انتصارات كبيرة قبل أن تقوم أطراف ممولة من قطر على عرقلة تلك الجهود وإحباطها بهدف استنزاف دول التحالف خصوصاً السعودية في هذا الحرب واستمرارها لفترة طيلة لغرض الإضرار بالشأن الداخلي السعودي». وأشار إلى أن هناك دعماً استخباراتياً قطرياً تم تقديمه للانقلابيين خصوصاً في الهجوم الذي استهدف قوات التحالف في مأرب وغيرها في المحافظات وهذا يدل على أن ما حصل لم يكن بمعزل عن الدور الخبيث الذي تمارسه قطر عبر مشاركتها في التحالف العربي تحت مظلة دعم الشرعية اليمنية. وقال: سعت قطر إلى تقديم دعم لقيادات في حزب الإصلاح العسكري من أجل السيطرة على مشهد الحرب في عدة مناطق من بينها محافظة تعز التي لا تزال تعاني من هذه القيادات حتى اللحظة، حيث أسهم الدعم المقدم من الدوحة بالمال والعتاد إلى تنفيذ رغبة هذه الدولة في عرقلة عمليات التحرير واستعادة الشرعية للمحافظات المحتلة.
وأشار المحلل السياسي منصور صالح إلى حزب الإصلاح الإخواني في اليمن الممول من قطر الذي يحاول إقناع العالم بأنه يحارب الانقلاب والميليشيات وأنه خصم حقيقي للحوثي وصالح، والحقيقة أن الجبهات التي يديرها الإخوان لم تحقق إي منجز عسكري حقيقي باستثناء بناء جيش حزبي لتحقيق مصالح وأجندة في البلد عبر توجيهات خارجية. وأضاف: عمل حزب الإصلاح بإيعاز قطري على عدة محاور رئيسية في الجانب العسكري حيث سعى أولًا لمنع أي إشراك لأطراف أخرى غير موالية له ولقطر في الحرب والجبهات التي يديرونها بل على العكس سعى الإصلاح وقياداته العسكرية على مضايقة الأطراف الأخرى في المقاومة الوطنية واستهدافها كما يحدث حالياً في تعز وإضعافها من أجل السيطرة بشكل كامل على مجريات الحرب.
وقال : الدور المشبوه لقطر لم يكن بعيداً عن أنظار دول التحالف العربي وقيادته حتى فاض الكيل بتصريحات أميرها تميم التي لم تكن سوى تتويجاً للدور الشيطاني في كل ما يجري ليس فقط اليمن بل في دول عربية أخرى، والتي تعيق قطر عبر أدواتها الاستقرار فيها، أملًا في تركيع شعوبها أمام آلة الإخوان الإرهابية، موضحاً: تستخدم قطر الإرهاب كسلاح أول من أجل تحقيق إي أهداف خبيثة في زعزعة استقرار المنطقة وما يجري في مصر وليبيا واليمن رسالة واضحة يكفي التمعن بكيفية تعاطي إعلام الدوحة لما يجري في المنطقة، حيث تكرس قطر كل جهودها في دعم جماعات الإرهاب وتفريخ المليشيات وخلق الصراعات، لفرض معادلة تقول (إما الإخوان أو الفوضى).
ويؤكد الكاتب اليمني نايف السليماني أن الدوحة منذ اليوم الأول لانطلاق التحالف العربي عملت عبر تكريس كل إمكانياتها على تحقيق غاية تمكين الإخوان من الشرعية عبر أداتها المتمثلة بحزب الإصلاح وتفريخ جماعات مسلحة وإرهابية ومتطرفة وتقديم لهم الدعم المالي الكبير لتنفيذ أجندتها. وأضاف أن التحريض المكشوف الذي تبنته قطر عبر قناة الجزيرة ومشتقاتها ركز على شق العصا بين دول التحالف واستهدف بشكل خاص دولة الإمارات العربية المتحدة التي بذلت الغالي والنفيس بما في ذلك دم أبنائها لإنقاذ اليمن ومنع انزلاقه إلى مستنقع شبيه بالمستنقع الليبي الذي كان لقطر واتباعها الدور الأكبر في تشكيله عبر دعم مليشيات وجماعات إرهابية هناك. وأشار إلى أن قطر وجماعة الإخوان في اليمن أرادت استنساخ السيناريو الليبي من أجل إضعافه ونشر الفوضى فيه، حتى تتمكن أدواتها من بناء جيوش قوية قادرة على السيطرة الكاملة على هذا البلد. وأشار السليماني إلى أن الدوحة سعت لتحقيق أهدافها مستخدمة الحكومة الشرعية أو لنقل معظم من في الحكومة الشرعية الموالين لها والذين تم زرعهم لأهداف عديدة، وهو الأمر الذي يفسر وقوف أطراف فاعلة فيها ضد جهود المقاومة الشعبية والتحالف العربي في تثبيت الأوضاع في المحافظات المحررة وتحديداً في الجنوب.