((الواقع الجديد)) السبت 8 يوليو 2017 / عدن – خاص
بِسْم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن مليونية الذكرى ال23 لاجتياح الجنوب 7 يوليو المشئوم
يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم:
لقد مضى على اجتياح الجنوب 23 عام من قبل عصابة الاحتلال اليمني التي تحالف فيها كل من عفاش وزبانيته، وحزب الاصلاح المتطرف واتباعه من عناصر الجهاديين او ما يسمى بالأفغان العرب العائدين من حروب أفغانستان بالاضافة الى رموز ومشائخ القبائل الشمالية المتوحشة والمتخلفة، وجميعهم تحالفوا لاحتلال الجنوب طمعاً في تقاسم الثروة والأرض، وهو ما تم بالفعل اذ شنت تلك القوى حرباً شرسة استخدمت فيها اعتى الأسلحة ودفعت بجميع مواطنيها واستخدمت الفتوى الدينية التي استباحت دماء الجنوبيين وتحديداً الأطفال والنساء، وباحتلال الجنوب جرى تسريح الموظفين المدنيين والعسكريين وتدمير البنية التحتية للجنوب والاستيلاء على ثرواته وخيراته والتنكيل بالجنوبيين طوال السنوات الماضية، وهاهي ثورة الجنوب قد اندلعت منذ عشر سنوات اذ جاءت للتعبير عن رفض شعب الجنوب للاحتلال والمطالبة باستعادة دولة الجنوب واستقلاله ثم تهيأت الظروف مؤخراً لحمل السلاح فجاءت المقاومة الجنوبية معلنة انطلاق الكفاح المسلح في سبيل الخلاص من المحتل اليمني وبما ان الحرب الأخيرة قد جاءت كأمر واقع فرضتها ظروف المرحلة على الجنوبيين الباحثين عن اي مخرج من جحيم معاناتهم الا ان التضحيات التي قدموها ويقدمونها والانتصارات التي تحققت حتى اللحظة تعرضت وتتعرض للمؤامرات في سبيل إجهاضها وحرفها عن مسارها.
ايها الأحرار:
ان المقاومة الجنوبية ومعها مكونات الحراك المؤمنة بهدف التحرير والاستقلال وبجانبهم الجنوبيين الشرفاء قد اخذوا على عاتقهم العهد بالمضي قدماً نحو تحقيق الاستقلال الناجز للجنوب، وان الاحتفاء بمثل هكذا ذكرى أليمة لم يكن من قبيل احياء مناسبة بقدر ما جاء لانتهاز الفرصة الثمينة وارسال رسالة للعالم والرأي العام بان شعب الجنوب الذي يناضل منذ سنوات عديدة وقدم ويقدم الشهداء والجرحى لم ولن يقبل الا باستقلال الجنوب وان محاولة فرض اي مشاريع سياسية منتقصة ليست سوى حلول ترقيعية سيكون مصيرها الفشل مهما بلغ حجم المؤامرات الرامية لإرباك قضية الجنوب، وان على دول العالم وفي مقدمتها دول الجوار ان تعي ان التغاضي عن مطالب الجنوبيين لا يصل بها الى نتيجة إيجابية وان “الدولة المنتهية” في ما يسمى “اليمن” لم ولن تعود حتى الى ابسط صورها السابقة ولو بشكل عصابات كما كانت عليه بل ستظل هذه المنطقة في الشمال والجنوب منطقة تناحر وصراعات لا حدود لها وستصبح مركز للارهاب والتطرف ومكان لبناء العصابات التي ستقلق امن واستقرار الجميع، وعليه فان الفرصة قد سنحت امام العالم بشكل اجمع ان يقف ليس لمجرد التضامن مع شعب الجنوب انما لتثبيت امن واستقرار العالم ودون اتاحة الفرصة امام الجنوبيين في تحقيق هدفهم ستبقى كل الأبواب مفتوحة امام تطور المشاكل والكوارث الأمنية وعندها سيُصبِح من الصعب إقامة دولة في الجنوب او في الشمال اذ ستصبح كل المناطق بيئة خصبة لنشوء وتكوين الجماعات المتطرفة والإرهابية عندها ستهدد الطرق والممرات الدولية وستصدر عناصرها الى دول المحيط والعالم، وهذا الامر ليس مجرد تخمين او تحليل بقدر ما هو امر واقع بدأت ملامحه بالظهور خصوصاً في ظل استمرار الصراع العالمي بين مختلف القوى الإقليمية والدولية.
يا شعبنا الجنوبي:
ان ساعة الخلاص قد أضحت قريبة جداً وعلينا جميعاً ادراك المرحلة وهضم تفاصيلها بفهمها فهماً صحيحاً لا انانية فيه ولا مكابرة لأننا اذا استمرينا على حالنا هذا فغداً سيعض الجميع أصابع الندم فالمصالح الشخصية الآنية قصيرة جداً لن تدوم مهما بدت مغرياتها امامنا، وان السياسة لا تبقى على مرتكز معين او خط واحد تسير عليه باستمرار، لهذا علينا ان نضع مصلحة الجنوب والثورة الجنوبية فوق كل المصالح الذاتية وفوق جميع الاعتبارات لضمان تحقيق المصلحة المشتركة لكل الجنوبيين دون استثناء، وان هذه المصلحة المشتركة لم ولن تتحقق الا بالتكاتف والتضامن وتخطي جميع التباينات وتجاوز النظرة المناطقية والشللية الضيقة وأننا بتحقيق استقلال الجنوب نستطيع تحقيق الحياة الكريمة لكل الجنوبيين وسنظمن لأجيالنا القادمة العيش بأمن واستقرار بدلاً من حياة الذل والمهانة.
ايها الجنوبيين الأحرار:
ارجعوا الى عقدين ونيف من الزمن منذ العام 1994م كيف عشتم وكيف عانى كل الجنوبيين دون استثناء انها حياة العبودية دون شك، وكذلك انظروا اليوم بسبب المماحكات وأنانية البعض كيف أصبحنا نعيش في اللادولة حياة أشبه بحياة الغابة، فعلينا ان ندرك ان سيادة الاوطان واستقلالها هي مرتكز الحياة الحرة الكريمة.
ايها الجنوبيين الأحرار:
ان المرحلة الراهنة التي نعيشها تعد من اخطر المراحل التي نخشى اننا في حال ظلينا على هذا المنوال فان الصدمة هي البديل للحماس الشعبي وان التشتت والتمزق سيقودنا الى التناحر الداخلي وعندها سيعود الجميع للبحث عن عصاء المحتل اليمني وهذه ايضاً واحدةٌ من الامور التي تجري اليوم بأيادي قوى وشخصيات جنوبية وبكل اسف وربما دون ادراك تحت اوهام واحلام ذاتية ضيقة لا تتعدى حدود منازلهم وأقاربهم، وعليه ان ندرك جميعاً اننا وحتى اللحظة نعيش تحت الاحتلال اليمني وليس ان نستخدم حماس وعواطف الشارع الجنوبي كلما فقد أحداً منَّا او بَعضُنَا مصلحته او أراد تحقيق مصلحة شخصية، وان ما يسمى بحكومة الشرعية ليست سوى الوجه الاخر للاحتلال مهما كانت المبررات والحجج، ولم تصبح هذه الحكومة في يوم من الايام حكومة بصالح تحقيق الهدف لصعود شخص او مجموعة أشخاص فيها ثم تصبح حكومة خطيرة تستهدف الجنوب ان خسر احدهم منصبه او فقد مصلحته الشخصية.
ايها الأحرار:
ان الجنوب ملك لجميع الجنوبيين ولا يحق لهذا او ذاك إقصاء الجنوبيين او الانفراد بتحديد خارطة الوطنيين والوطنية، وخارطة العمالة وغيرها، فالجميع شركاء في هذه الثورة والمقاومة لذلك يجب عدم تجاوز المناضلين الاحرار او إلغائهم والانفراد بالقرار الجنوبي وفق مزاعم وأوهام تعمل على خداع الشارع الجنوبي وتتويهه، وعليه نؤكد الآتي:
1- تجديد التمسك بهدف التحرير والاستقلال
2- استمرار الثورة الجنوبية التحررية ورفض كافة المشاريع المنتقصة كالفيدرالية والأقاليم وغيرها من الحلول الترقيعية.
3- ندعو كافة مكونات الثورة والمقاومة الجنوبية الى الإسراع للاعداد لعقد مؤتمر جنوبي لقوى الاستقلال تجري فيه صياغة واقرار رؤية واضحة وتحديد الأهداف بوضوح وانتخاب قيادة الثورة وصولاً إلى إنجاز الاستقلال والخلاص من الإحتلال اليمني.
4- التمسك بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي على قاعدة تحقيق المصلحة العامة للجنوب بتحقيق الاستقلال الناجز.
5- رفض الاقصاء والتهميش ورفض المناطقية المقيتة مهما كانت المبررات والاسباب.
6- رفض الاملاءات الخارجية والالتزام بخطوط ثورية جنوبية وطنية واضحة معيارها الثورة والوطن في سبيل تحقيق الاستقلال، وان اي علاقة يجب ان يكون معيارها فقط قائم على الحصول على دعم ومساندة خارجية واضحة تضمن تحقيق فائدة للثورة وفي سبيل تحقيق الهدف النبيل المتمثل بالاستقلال وان لا يكون ثمنها اثارة الفتنة او استهداف جماعة او منطقة جنوبية.
7- رفض المشاركة في اي معارك خارج حدود الجنوب ورفض الزج بالجنوبيين في تلك المعارك.
8- رفض التطرّف والارهاب ومواجهته بكل الطرق والوسائل.
9- السعي الى إقامة دولة مدنية حضارية في الجنوب بعد الاستقلال يقوم نظام الحكم فيها على الديمقراطية والعدل والمساواة واحترام حقوق الانسان والالتزام بكافة المعاهدات والاتفاقيات والقوانين الدولية والاسهام في تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين.
10- الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى ورعايتهم ومنحهم مكانة خاصة في الجنوب.
المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحريّة للأسرى وأنها لثورة حتى النصر
صادر عن اللجنة التحضيرية لفعالية الذكرى ال23 ليوم اجتياح الجنوب 7/7
ساحة العروض – عدن – 7 يوليو 1994م