((الواقع الجديد)) الجمعة 7 يوليو 2017 / حضرموت (متابعات)
مرت بالأمس ذكرى رحيل الشهيد اللواء/ السيد صالح ابو بكر بن حسينون الشخصيه القياديه الفذة التي تمثل روح حضرموت والجنوب (1936-1994م)، فهو الشخصية الحضرمية والقائد العسكري الكبير والذي أحب وطنه حضرموت والجنوب وأحبته تلك الارض الطاهرة ودفن فيها شهيداً مناضلاً فذاً مدافعاً عن ارضه ووطنه وسيخلد ذكراه التاريخ بأحرف من نور وسطر أروع البطولات العسكرية للدفاع عن حضرموت وترابها وعزتها فقد طالته ايادي الغدر.
أستشهد السيد صالح يوم الأثنين الرابع من يوليو 1994م في نهاية حرب العدوان اليمني على الجنوب ” غدرا بعد تبادل السلام مع الغادرين” من المرتزقة الذين جندهم نظام الاحتلال اليمني لغزو الجنوب واستباحته .
= ولد الشهيد السيد صالح ابو بكر بن حسينون عام 1936م في كوخ من القصب بمنطقة غيل بن يمين محافظة حضرموت..وهو ينتمي الى السادة الحضارم “مولى الدويله”.
وعاش قبلياً بين قبائل الحموم الجبلية التي تقطن مابين وادي المسيلة والساحل.
= التحق بمدرسة اولاد البدو الرحل في المكلا، والتي تأسست لهذا الغرض وكانت بمثابة جناح صغير لجيش البادية الحضرمي.
= بعد الدراسة الابتدائية، التحق بجيش البادية الحضرمي برتبة رقيب، وتلقى تدريبه كعامل صحي، وقضى معظم خدمته في جيش البادية الحضرمي متنقلاً يقدم الخدمه العلاجيه والرعاية الصحية في منطقته والمناطق المجاورة وفي مواقع رجال القبائل والساكنين في الصحراء والذين كانوا ينظرون اليه كطبيبهم الخاص.
= عند الاستقلال الوطني لدولة الجنوب، عام 1967م، اختار ان يبقى في الخدمة وعُين كضابط الواجبات العامة في جيش جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية..بعدها تم ترقيته..وعُين في القيادة العامة في عدن، وشغل رئيس للأركان.
= في عام 1979م، عين في منصب سفير لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في موسكو (الاتحاد السوفيتي)، وبقي فيها حتى عام 1983م..ثم عاد الى عدن وعين وزيرا للاتصالات بعد فتنة يناير 86م، ولعب دورا رئيسياً في اعادة النظام والاستقرار الى البلاد، وعين وزيراً للنفط والمعادن وهو المنصب الذي بقي يشغله حتى إعلان الوحدة بين دولة الجنوب واليمن في 22 مايو عام 1990م، وبعدها شغل منصب وزير للنفط بصورة مثالية بشهادة الاجانب.
= كانت وزارته ناجحة بشكل كبير..وكان يوصف من قبل بعض المراقبين الغربيين كرجل فني تكنوقراط، وكان اول اكتشاف نفطي رئيسي في دولة الجنوب تم في عهده، وفي حقل المسيلة بحضرموت، المنطقة التي ينتمي اليها في غيل بن يمين.
= في بداية عام 94 م اختار ان يعود من العاصمة اليمنية صنعاء الى الجنوب..وكان واحدا من منظمي المقاومة الجنوبية ضد الاحتلال اليمن في حرب صيف عام 1994م.
= استشهد وختم حياته الحافلة بتقديم روحه هو وابنه فداء للجنوب وحضرموت بالقرب من منطقه فوه بضواحي المكلا حينها، غرب المكلا على الساحل الحضرمي في 4 يوليو 1994م،..وباستشهاده فقدت حضرموت والجنوب رجل عظيم بأخلاقه واعماله..وفقد الوطن رجل له مهارات والهام وخبرات قياديه كالتي كانت لدى “بن حسينون” وباستشهاده على تخوم المكلا بحرب احتلال الجنوب عام 1994م، في مشهد دراماتيكي يعبر عن شجاعة نادرة انهارت المقاومة الجنوبية وتراجعت معنويات المقاتلين..عليه رحمة الله.
استشهد بن حسينون إثر احتدام المعارك على تخوم المكلا، ولم يدر ان ثمة مؤامرة لتصفيته، فذهب شخصيا إلى منطقة فوة لاستيضاح الموقف وايقاف تقدم القوات الغازية، وتوقف في فوه ليشاهد حركة اضطراب السيارات والجنود، فنزل مترجلا من سيارته ليسأل الجنود عما يجري فحدث هرج ومرج ووجد نفسه وهو يحاول ممسكا بماسورة لبندقية أحد الجنود الذي وجه بندقيته إليه، ومابين الشد والجدب والإمساك بماسورة البندقية انطلقت رصاصات الغدر إلى أضلاع الشهيد بن حسينون ويهرب مطلق الرصاصات وسط زخم الاضطراب بالمنطقة وليتم نقله إلى المستشفي بالمكلا، ولكنه يصل وقد فارق الحياة.
لقد قاد الشهيد صالح ابوبكر بن حسينون معارك الشرف والبطولة في جبهة العبر بحضرموت، في 1994م، التي لم تستطع الجيوش الغازية اختراقها، وانتقل الى جبهة ساحل المكلا (الغبر) لتعزيز تلك الجبهة وتطهيرها وتقويتها بأبناء حضرموت من المجندين الخريجين من الخدمة العسكرية وأبناء قبائل حضرموت وجعلها شبيه بجبهة العبر والتي كأن يقودها ابناء حضرموت تحت قيادة القائد الميداني المناضل (عبدالرحيم احمد عتيق) ابوعباس.
وعندما شعروا الغزاة اليمنيين بان القائد بن حسينون تحرك لإنقاذ جبهة ساحل حضرموت وما تشوبها من ضعف واختلالات احسوا بان ذلك الرجل حركته غريزته ووطنيته للذود عن حضرموت فقرروا تصفيته جسدياً والغدر به، وتمت تلك المؤامرة لقتله لكونهم يعرفون ذلك البطل المغوار بانه صنديداً وعنيداً لأرضه ولن يستطيعوا احتلال حضرموت إلا بعد موته والتخلص منه وبالفعل تمت تصفيته في المكلا بالقرب من نادي ضباط الشرطة بمنطقة اربعين شقة بالغدر به بخدعة دنيئة في ذلك اليوم المشئوم، احتلت بعدها عصابات الفيد والنهب مدينة المكلا.
ومن مآثر ذلك القائد الكبير انه فكر ملياً وعمل على انشاء قوة عسكرية من ابناء حضرموت وقبائلها والخريجين من الخدمة العسكرية من ابناء حضرموت تحت مسمى حماية الشركات ولغرض سيطرة ابناء حضرموت على ارضهم وفرض معادلة جديدة متوازنة ولكون المؤسسة العسكرية والأمنية موزعة مناصفة بين كتلتين من تلك المشيخات والإمارات الجنوبية المتخلفة، وللتاريخ في احدى محاضراته لتلك القوة العسكرية الحضرمية وبعد تشكيل كتائبها كان يقول ومن اقواله المأثورة (نحن الحضارم يجب ان يكون لنا ثقلنا وقرارنا المصيري على ارضنا وسيادته سوى ان كنا في دولة الوحدة او خارجها ولن نكون تابعين لأي جهة او افراد بعد اليوم…) فجن جنون هؤلاء المحتلون لحضرموت وقرروا تصفيته جسدياً لأنهم احسوا بان بن حسينون ذلك الرجل العملاق قد تربى على ايدي قادة جيش البادية الحضرمي (H.B.L) سوف يعيد امجاد ذلك الجيش البدوي الحضرمي تحت مسمى حماية الشركات مع العلم وعندما تم تشكيل تلك الكتائب الحضرمية تم رفض رفضاً باتاً اعطاء أي ارقام عسكرية او ضمها ضمن قوة وزارة الدفاع.
لا يسعنا هنا إلا ان نترحم على ذلك القائد العظيم والبطل المغوار شديد البأس والوطني الغيور، فان بن حسينون لم يمت فألف بن حسينون موجودين ولن تعجز امهات حضرموت من انجاب مليون بن حسينون.
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما .. رقصت على جثث الأسود كلاب
لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها .. تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
تموت الأسد في الغابات جوعاً .. ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل قد ينام على حرير .. وذو علم مفارشه التراب