((الواقع الجديد)) الخميس 8 يونيو 2017 / المكلا – حضرموت
اعداد: صلاح بوعابس
أجرت إذاعة المكلا اليوم حوارًا مع محافظ محافظة حضرموت اللواء الركن ” أحمد سعيد بن بريك” تحدث فيه حول عدد من القضايا والمواضيع التي تهم حضرموت وأبنائها وزيارته لدولة الأمارات العربية المتحدة الشقيقة
وتقدم محافظ حضرموت في بدء الحوار الذي أجراه معه الاعلامي” محمد قاسم المفلحي” بالتهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك لأبناء حضرموت عامة مشيرًا إلى أن شهر رمضان يأتي هذا العام وقد تجاوزنا مرحلة عام كامل من تحرير المكلا تحققت فيه جملة من الانجازات تتعلق بعد التحرير بتأمين الخدمات للمواطنين مثل الكهرباء والمياه والتعليم والصحة ناهيك عن الخدمات الأخرى المكملة الخاصة بتأمين الأمن الغذائي وتأمين الشيء الأكبر الذي هو أمن وأمان المواطنين في حضرموت وبالتالي نحن نشعر بأنه امامنا مسؤليات جسام للمرحلة اللاحقة خاصة بعد مرور عام أتضح بأنه فيه عقبات موجودة مصطنعة وبعضها ناتج عن ظروف الحرب في اليمن , والأشياء التي هي ناتجة عن ظروف الحرب نحن ندركها ونعرفها وبالتالي لسنا ممن يطالب بأكبر مما هو موجود , لكن نحن في تلك العقبات المصطنعة من قبل أجهزة بعينها وبذاتها في جهاز الدولة بشكل عام والتي اتخذت موقفًا سلبيًا خلال الفترة الماضية من مطالب وحقوق وواجبات الحكومة اتجاه حضرموت”.
وحول سؤال حول نتائج زيارته إلى دولة الأمارات العربية المتحدة الشقيقة قال محافظة حضرموت : “بخصوص الزيارة هي الأولى من نوعها منذ بدء الأزمة نحو أكثر من عام ونصف , وحملت الزيارة دلالات كبيرة بالنسبة لحضرموت وللجنوب بشكل عام , وقد جاءت بدعوة من سمو الشيخ “محمد بن زايد” ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الإماراتية , وقد حظينا باستقبال يفوق المعتاد , واهتمام غير عادي , ووضع لنا برنامج لقاءات للاطلاع على منجزات دولة الإمارات الشقيقة وأيضًا اطلاعهم على الصعوبات التي تعاني منها حضرموت ,أصداء هذه الزيارة تناولتها وكالات الأنباء المحلية والعربية والدولية لأهميتها كون حضرموت تمثل جزء كبير من جغرافية الدولة اليمنية وتمثل أيضًا أهمية كبيرة بالنسبة لموقعها الاستراتيجي”..
وأضاف : “تمخضت عن هذه الزيارة نتائج أخذت شقين , الشق الأول وهو الإطلاع على الصعوبات التي تمر بها حضرموت بعد التحرير , وما هي أهميتها في استقرار المواطنين في خدماتهم وأمنهم وتلبية احتياجاتهم , الشق الثاني كان فرصة أن نتابع عن تشكيل أعلان المجلس الانتقالي السياسي الذي كرس أكثر من20 يوم في مباحثات جانبية مع دول مجلس التعاون وبالذات التحالف (المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية المتحدة) , وكان لنا أن نوضح ما هي الأسباب التي دفعتنا إلى تشكيل هذا المجلس وما هي أهميته وأيضًا مدى فسلفته بقضايا تتعلق بحقوق وتقرير مصير شعب الجنوب الذي عاني فترة 26 عام من أساليب الاضطهاد لمحو الهوية وايضًا ممارسة بعض الأساليب العنصرية مما أوجد لنا انطباعًا عكس ما كنا نطمح عليه في أيام الأولى لتحقيق هذه الوحدة , انطباعًا كره للوحدة, واستقرارها سيوجه الكثير من المشاكل , وبالتالي تم طرح المسألة بشكل واضح بأن أسباب ما يدور حاليًا داخل اليمن من حروب ومحورها القضية الجنوبية التي تتكرر اطروحتها ..
وأكد المحافظ بن بريك بأن بتعاون الأخوة في مجلس التعاون وقوات التحالف وايضاً فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي نحن نعتبر وجودنا تحت عباءة شرعيته الكاملة سيتم معالجة الكثير من القضايا العالقة والشائكة , مبينًا بأنه تم طرح أهم القضايا التي تؤرق السلطة المحلية في حضرموت وبالذات ممارسات السلطة الشرعية اتجاه قضايا حضرموت وايضاً حصارها وخنقها في كل شيء وفيما يتعلق بانتزاع حقوقها انتزاع وما اتفق عليه بلغة الحوار ..
ونوه المحافظ : “نحن صح الحضارم طيبين ومسالمين لكن لا يعني أن السابقين كانوا يسرقونا ويأتي التاليين يقولك هذا سترة قصيرة نحن با ندفره , نحن نقول هذا كلام لن يمشي وبالتالي لا يمكن ان نسمح به”.
وطالب محافظ حضرموت الحكومة بالأيفاء بالتزاماتها التي قطعتها كحقوق ومطالب حضرموت وأبنائها .
وقال : “تفصيلًا مثلناها بـ “السيمان” وهذا عبارة عن مجموعة أشياء تؤخذ علينا لكن لا يتم استرداد نصيبنا منها , وبالذات في مجال منتجات النفط حدد لنا نسبة 30% , والآن تقدر مديونية الحكومة لنا حوالي 156 مليون دولار وإجمالي ما تصدر من نفط يقدر بحوالي 780 مليون دولار , الدولة لا ندري اين وضعتها , وفي أي مجال” .
ولفت المحافظ بن بريك إلى أنه في الوقت الذي نرى سوء الخدمات في عدن وأبين ولحج , فأننا في حضرموت بتوفيق من الله تمكنا من حجز بعض الايرادات التي نوفي بها في تغطية ومعالجة بعض القضايا الأساسية داخل المحافظة ” إلا أنه “كرر المطالبة بالايفاء بالالتزام والحقوق أتجاه حضرموت حتى لا يدفعونا في أتخاذ تدابير وإجراءات تكون سببًا لتفجير مشكلة بيننا وبين السلطة , لأننا ليس بحاجة لتحمل هذا الكلام ولا لخلق هذه المشكلة , لكن لا يعتبرونا عبطاء وهم شطار سنضطر لإتخاذ تدابير مؤلمة جداً للحكومة وللقيادة بشكل عام تتعلق بانتزاع مطالبنا وحقوق ابناء حضرموت وتلبية احتياجاتهم وتأمين الكهرباء وتوفير الوقود والمشتقات النفطية وتأمين التعليم واستقرار مكاتب الدولة داخل المحافظة وكل سبل استقرار الخدمات” .
وعن لقاءاته بالشخصيات وبعض الرموز السياسية أثناء زيارته للأمارات قال محافظ حضرموت “تمكنا خلال الزيارة من الالتقاء بكبار القادة والسياسيين من أبناء حضرموت وأيضاً من المواطنين والشخصيات والنخب التجارية والاقتصادية والاستثمارية الموجودة في دولة الامارات العربية المتحدة ناهيك عن ما لقيناه من حفاوة استقبال وما لقيناه من اهتمام من القيادة السياسية وحرصهم على الالتقاء بنا ومناقشة همومنا وهموم حضرموت وما نعاني منه , الجانب الذي يتعلق بالقيادات والشخصيات , وطبعًا أنا بصفتي محافظًا لمحافظة حضرموت صدري مفتوح لكل القيادات الموجودة في دولة الأمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية , وقد عملنا هناك في مصر لقاء عام في منتدى أبناء حضرموت وكان حضور مشرف للشباب والاكاديميين في جمهورية مصر وطرحناهم في الصورة من تطورات الأحداث ونتائج عملنا خلال عام كامل , أما في دولة الامارات فقد التقينا بالنخب القيادية والاستثمارية والسياسية أمثال الرئيس حيدر أبوبكر العطاس والمهندس خالد محفوظ بحاح وذلك بهدف الاستفادة من الخبرات السياسية وأيضًا الاستلهام من تجاربهم والاستماع للنصائح والانتقادات البناءة واستخلاص منها العبر والدروس لمصلحة حضرموت ومستقبلها” مؤكدًا بأن الأهم في هذه الزيارة كان لقائنا المتميز مع الشيخ محمد بن زايد الذي كان لقاءًا حارًا وحفاوة عالية وتقدير لقيادة حضرموت وأبناء حضرموت بشكل عام وعكست الصحف في اليوم الثاني اللقاء الودي الكبير موضحًا بأن “اللقاء بحد ذاته له أهميته وعلينا لا نستبق الحدث ولكن نقول ان دولة الامارات العربية المتحدة واقفة إلى جانبا”
وأضاف :”سمعت كلمتين من الشيخ محمد بن زايد قال لي “لا نترككم حتى الممات” , كلام من شخصية بهذا الحجم يعتبر لنا الشيء الكثير , وخلال الاسابيع القادمة ستلحضون الكثير من الأشياء التي ستنفذ على الأرض والواقع” .
وحول الأوضاع الخدمية الراهنة في حضرموت أشار المحافظ بن بريك إلى أن الوضع في حضرموت أفضل من كثير من المحافظات في جانب استقرار الخدمات واستتاب أنشطة مكاتب السلطة التنفيذية واجهزتها المختلفة ومؤسساتها من مياه وكهرباء وتعليم وصحة وغيرها .. موضحًا بأنه “تحققت أشياء كثيرة في ظرف سنة واحدة مقارنة بالمحافظات الأخرى , وهذا لم يتحقق إلا بتعاون الجميع في فرض دعائم الأمن والامان واستقرار الخدمات المختلفة” ..
وعبر محافظ حضرموت عن أسفه بأن معاناة السلطة المحلية من السلطة التنفيذية العليا , وقال : “لدينا رسائل وتوقيعات وتوجيهات ليأمنوا لنا حصتنا التي بلغت 156 مليون دولار , ويأمنوا أيضًا قيمة المولدات الكهربائية التي تقدر بنحو 180 ميقا أي ضعف ما كان موجودًا في السابق بحضرموت لمواجهة ازمة توليد الكهرباء”. منوهًا إلى التجار والمستثمرين الحضارم بتعاونهم وثقتهم بقيادة السلطة بالمحافظة أحضروا مولدات كهربائية من غير ضمانات” إلا أنه أكد بأن : الحكومة خذلتنا “..
وقال : “أنا أقولها صراحة يريدوا يفشلونا ويدخلونا في دائرة دوامة عدن ولهذا فأننا لجأنا لدولة الأمارات العربية المتحدة الشقيقة وإن شاء الله خلال أسبوع ستأتي كمية من الدعم كمديونية لتوفير وقود (المازوت والديزل) للمولدات لاستقرار الخدمة”..
وكشف محافظ حضرموت بأن “هناك التزامات ومديونية على السلطة المحلية بالمحافظة بلغت لحد الآن 16 مليار ريال , و أن استهلاك الكهرباء من الوقود في الشهر الواحد يصل إلى 7 مليارات ريال وهذا المبلغ يسير بالنسبة لعدن والدول المجاورة التي تستخدم نفس نوع المولدات التي لدينا” , مبيّنًا بأن السلطة المحلية بالمحافظة وفرت ايرادات من خلال زيادة مبيعات شركة النفط ساعدت على تخفيف هذه المديونية”.. مؤكدًا بأن “هذه القضايا وضعناها أمام السلطة والقيادة وقلنا بصريح العبارة نحن سننقل شكوانا إلى مكتب الأمم المتحدة وإلى اللجنة الثلاثية المشكلة من التحالف في الرياض وسنتظر إلى تقفيل الـ “البزبوز” ولا يروح للعبث” حسب قوله. مشيرًا إلى أن “الأيام القادمة كفيلة لحل هذا الموضوع ما لم سنتخد قرارات نطلب فيها وحدة أبنائنا واحتضان قراراتهم ليأخذوا استحقاقاتهم كاملة”..
ووصف محافظ حضرموت قيام توفيق عبدالرحيم باغلاق المحطة الغازية بواسطة الاقمار الصناعية وأيضًا اضراب الوكلاء في بترومسيلة لعدم انتاج الديزل المقرر لمحطة الاهرام في الوادي بأنه يعد “ممارسة ضغط على قيادة السلطة المحلية وادخلنا في دوامة كأن مقصود خلق راي عام في اتجاه المحافظ بالتالي يصدر قرار اقالته ويجيبوا من هو مفصل على قميصهم “.. وقال : “تم اتخاذ مجموعة تدابير وأنا في الامارات اصدرت خطاب لشركة بترومسيلة للاستعانة بخبرائهم في فك شفرة المحطة الغازية , والان هناك شبه استقرار في خدمات الكهرباء في الوادي ولكن فيه أشياء تحصل خارج عن الارادة مثل الاعطال في المولدات والاحمال والرطوبة وغيرها” ..
وأعرب محافظ حضرموت عن تناقض الحكومة التي ترسل السيولة, السيولة إلى صنعاء وتمنعها عن حضرموت” وقال : “أنا أمس أخاطبهم قالوا با نجيب 500 مليون ريال علشان مرتبات هذا الشهر لانه رمضان حرام .. يا اخي أنا اتفقت معك على 70 مليار لحضرموت 30 مليار للوادي و40 مليار للساحل للبنكين المركزيين لكي تدور هذه المبالغ للمرتبات والاجور والاعتمادات التشغيلية للمكاتب التنفيذية وأيضًا الاعتمادات الاخرى” .. والكلام نفسه ينطبق على الوقود حيث يصرفوه في كل المحافظات الا حضرموت.
وقال المحافظ بن بريك بأن حضرموت تشكل محور ارتكاز في حل القضية الجنوبية وستكون هي الرائدة في مشكلة القضية الجنوبية وستكون باذن الله وفق قرارات مؤتمر حضرموت الجامع وفي هذه الحالة سيحقق أبناء حضرموت قرارهم وارادتهم.
وأضاف : نحن قابلين على مرحلة صعبة .. وقد حققنا جزء منها بنجاح مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع الذي شكل مرجعية للسلطة المحلية بحيث أنه سيكون الفصل في الظروف الصعبة والقرارات الاستثنائية والكبيرة ..والآن الجميع مطمئنًا بأن هناك مرجعية لحضرموت لمساعدة أبنائها .. إلا أنه أفاد بأن هناك ما هو أهم هو المخاض لتحقيق مصير 50 سنة قادمة نحن نتمنى أن لا ننزلق في حروب وانصدامات ومشاكل علينا ان نرسخ الأمن والأمان الذي ضحينا من أجله وبفضل قوات النخبة وشهدائها والحفاظ على الانجازات والانتصارات المحققة.