((الواقع الجديد)) الاربعاء 31 مايو 2017 / سيئون – جمعان دويل
شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار , وتتجلى عظمة هذا الشهر الفضيل في مدينة سيئون في التزاور والإفطار والتكافل الاجتماعي وتبلغ ذروة التراحم والتكافل في روحانية أيامه ولياليه , إضافة ممارسةعدد من الالعاب الرياضية في الليالي الرمضانية بالنسبة للشباب والعاب خاصة بالفتيات في تجمعات خاصة كل في حافته لكن في زمنا هذا منها من ظل محافظا عليها ومنها من انقرض وبقيت ذكريات يتداولها القليل في جلساتهم في الحديث عنها .
وفي مدينة سيئون ومنذ زمن قديم وخلال شهر رمضان الكريم تقام ختومات للمساجد أي يتم فيها ختم القرءان حيث كانت تنطلق في ليلة حدى عشر بمساجد آل السقاف نظرا لقلة عدد المساجد آنذاك ثم تزايد عدد المساجد من خلال توسع المدينة وتقدم موعدها و أصبح تبدأ الختومات من ليلة سبع رمضان بمسجد جبران بحي الوحدة والعيدروس بحي السحيل حتى وقتنا القريب الحالي مع التوسع العمراني اصبحت تبدأ من الليلة الخامسة بمسجد المهاجر بحي القرن شمال غربي فندق السلام وهو من المساجد حديثة التأسيس ومسجد الرضوان بحي 22 مايو بمنطقة جثمة وتستمر تلك الختومات يوم بعد يوم في الليالي الوترية من الشهر الفضيل الليلة الخامسة والسابعة والتاسعة حتى نهاية الشهر الفضيل بختم مسجد الزاوية .
ويشهد المسجد ليلة ختمه أي بمعنى ختم القرءان حضور كبير من الأهالي إلى المسجد لسماع دعاء ختم القرءان إضافة إلى قراءة قصائد و موشحات دينية لأئمة وعلماء حضرموت في جو روحاني مهيب يقوم بأدائها بعض المنشدين ويقام في وقت العصرية بجانب المسجد سوق شعبي فيه من الالعاب والشوكولاتة والمقليات والحلويات من خلال الباعة المتجولين والتي تسمى ( بساط ) غالبية زبائنه من الاطفال ذكور وإناث بعد أن يلبسوا أجمل الثياب و أزهاها وهم منتظرين هذه الليلة في شوق ترى على وجوهم الفرحة وهم يتنقلون بين الباعة المفروشين على الارض يعرضون بضائعهم للأطفال والبعض تجده من الاهالي يأتي مصاحبا لأطفاله ليس مقتصرا على اطفال البيوت المجاورة فحسب بل أطفال اقاربهم وأهاليهم الذين يأتون لتناول وجبة الإفطار والعشاء التي تقام في البيوت المجاورة والقريبة للمسجد الذي يحتفل بليلة ختمه وتسمى هذه الوليمة أو العزومة ( تفطير ) كنوع من صلة الأرحام ومضاعفة الأجر في تفطير الصائم .واحيانا وفي غالبية الأخرى تجد أكثر من مسجد يحتفل بختمه في ليلة واحدة موزعة على مناطق المدينة على سبيل المثال في السحيل والبلاد والقرن وغير ذلك ونادرا ما تجد مساجد متقاربة تحتفل بختمها في ليلة واحدة .
وبشكل عام إن ما يميز تلك الختومات كموروث ديني و شعبي إجتماعي قبل أن يكون ذات دلالات أخرى هي التقارب والتآخي والمحبة والفرح والوئام والترابط الأسري من خلال تلك العزائم التي يجتمع غالبية افراد الأسرة الواحدة والقبيلة الواحدة على مائدة إفطار واحدة وتتزايد الفرحة والبهجة التي ترتسم في وجوه الأطفال الذين يلتقون خلال هذا الشهر الكريم.