الجمعة , 27 ديسمبر 2024
fb_img_1475289523860

في دائرة الضوء : خلاف قديم على قطعة ارض بين جارين يتحول الى قضية رأي عام

(الواقع الجديد) السبت 1 اكتوبر 2016 /المكلا

 

بقلم : أ. علي سالمين العوبثاني
على ضوء خلاف قديم تجاوز عمره العشرون عاما بالتقريب ، حول مبنى مكون من غرفة صغيرة بجوار مسجد شرج الشريف بوادي العين ،بدأ ببنائه الأخ بركات بن سلم في أرض بنا علي ، يقال بأنها وقف ، حيث تطور الخلاف بدخول الأخ عبود النوبي الذي قام بشراء المكان من الأخ بركات أثناء اشتداد النزاع بينه وبين بناعلي ، لأن المتعارف عليه في قضايا البيع والشراء في عموم حضرموت ، بأن ( البائع كفيل بالخله ) وتفسير الخله ..هي أن يصفي البائع المبيع للمشتري ، وتساءل حينها الكثيرون حول تدخل النوبي في شراء المكان مع علمه الأكيد بوجود المشكلة ، واعتبروه تحديا سافرا من الأخير ، في خطوة منه لتأجيج النزاع وذلك بحكم سلطته في الدولة.. ، واستمرت القضية طوال العقدين من الزمن مثلها مثل أي قضية في بلادنا لم تجد طريقها للحل لا في الجانب الرسمي والمحاكم ، ولا في الجانب العرفي الذي كان يتعامل به الأسلاف ، وبدلا من الحل تعقدت الأمور .

وفي العام الماضي حصل شجار بين أولاد النوبي وبعض أبناء آل بناعلي وعلى إثر ذلك تدخل المنصب محمد عبدالله باوزير بغرض حل القضية ، التي اتخذت طابعين أحداهما : حقوقي ، والأخر شجار .. وقد حكم المنصب باوزير في جانب الشجار من آل بناعلي على أولاد النوبي ، بغرامة مالية يدفعها آل بناعلي .. وظل المحل مغلقا ولم يتم الفصل فيه .

غير أن آل بناعلي طلبوا استئنافا لعدم رضاهم بالحكم الصادر من المنصب ، وظلت القضية تراوح مكانها .

وتقول بعض المصادر القريبة من المناصب بأن المنصب طلب بعد ذلك تدخل المقدم أحمد بن سالم برهيش العوبثاني كونه من الشخصيات المؤثرة في قبيلة العوابثة ، وذلك في مسعى للحل في القضية وعدم إبقائها جامدة ، وقد استبشرت الأوساط الاجتماعية بالوادي ورحبت بهذا التدخل لإنهاء هذا الخلاف بين الأخوة .

وكان اتفاق الصلح الذي عرضه المقدم برهيش على الطرفين يقضي بالآتي :

1) أن يؤجر المكان للنوبي لمدة أربعة سنوات مقابل الحكم الذي توصل إليه المنصب باوزير حول الشجار في وقت سابق .

2) وبعد انقضاء السنوات الأربع المتفق عليها من قبل الطرفين (النوبي – بناعلي ) يجدد العقد برضاهما .

3) وفي حالة اختلاف الطرفين فإن أمر المحل يعود للمقدم برهيش .

وقد تم التوقيع على محضر الاتفاق من قبل الأخ عبود النوبي والمقدم عبدالله أحمد بن عكاس الذي اشترط قبل التوقيع بموافقة عشيرته بناعلي وقد حضر الاتفاق مجموعة من آل باوزير..

ولكن علمنا من مصادرنا الموثوقة بأن آل بناعلي عتبوا على مقدمهم بتوقيعه على المحضر دون العودة إليهم ، وطالبوا بإلغاء هذا الاتفاق .

وفي تلك الأثناء حدث ظرف طارئ للمقدم برهيش لوفاة حفيده (أحمد ) نجل الدكتور .. مما أضطره للسفر بصورة عاجلة إلى المملكة .

وهناك تم إبلاغ آل بناعلي بأن المحضر سُلم للمنصب باوزير ، بعدها جاءت عملية ردة الفعل من قبل شباب من آل بناعلي بهدم المبنى القائم موضع الخلاف، دون علم المقدم والعقلاء.

وفي اليوم الثاني حضرت أطقم عسكرية إلى الموقع في محاولة عدها آل بنا علي بأنها استفزازية ، حيث تصدى أحد العقلاء لقائد الحملة – الذي كان حكيما هو الآخر في تصرفه- وأخبره بأن تلك مسألة حقوقية ومن اختصاص القضاء والنيابة والشرطة ولو أن جهات الاختصاص بعثت برسالة استدعاء للحضور لحضرنا أمام أي جهة كانت ،فلا موجب لإرسال أطقم ، فآثر الجيش الانسحاب حتى لا تتم المواجهة غير المحمودة العواقب .

على اثر ذلك تداعى العقلاء والمشايخ بوادي العين لاحتواء الموقف ، وتم الاتصال بوكيل المحافظ الأستاذ عصام حبريش الكثيري وإبلاغه بأن الجميع مع حل عادل وشامل للقضية .

ومن الحلول التي اقترحها بعض الوجهاء من قبيلة العوابثة في لقائهم بالشخصية الاجتماعية المعروفة بوادي العين الوالد سالم عبيد باخلعه .. جاءت كما يلي :

– تشكيل لجنة لتثمين المبني الذي تم تكسيره ، تثمينا عادلا .
– دفع قيمة كل ما تم إتلافه من مواد يحتويها ذلك المبنى .
– غرامة تعويض مقابل هدم المبنى .

وبموجب هذه النقاط التي تم طرحها على الشخصية الاجتماعيه الوالد سالم عبيد باخلعه لإقناع الأخ عبود النوبي بالموافقة عليها والتنازل عن القضية برمتها ، وإعادة الأمور إلى نصابها ، بحكم إن الأرض هي وقف بالأساس وتابعة لبناعلي .

ولكن أفادت بعض المصادر ، بأن الأخ عبود النوبي ، رفض تلك المقترحات مؤكداً على حقه في الترافع أمام المحاكم والنيابات ، ولا ندري إلى أين ستمضي هذه القضية .

وفي الأسبوع الفائت ، قابل الأستاذ عصام حبريش الكثيري وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء مقادمة ووجهاء العوابثة ، وفي نهاية اللقاء طلب الوكيل اعطائه فرصة للتباحث مع المقدم علي سالم بلجبلي العوبثاني لإيجاد مخرج لهذه القضية موضوع النزاع .

الخلاصة لكل ما سطرناه من وقائع وأحداث :

أننا لو نظرنا بعين ثاقبة ورؤية متفحصة وعقلانية ، حول ما جرى ويجري من نزاعات استغرقت وقتا طويلا بين محاكم واجتماعات ولقاءات واستشارات قانونية وعرفية ونزولات وضيافات ومبالغ طائلة تهدر على مدار عقدين من الزمن ..ووضعنا مقارنة بينها وبين غرفة لا تتعدى حدودها تسعة متر مربع ، وفي أعلى منطقة بوادي العين ، التي تبعد عن مدينة المكلا بحوالي 220 كيلومترا وتبعد عن مدينة سيئون بحوالي 100كيلومتر .. بمعنى انها في منطقة نائية ليس بها خدمات ..ولو أخذنا بنظرية (الربح والخسارة ) لهذه المساحة لوجدنا الكل خاسر ..

تخيلوا أعزائي القراء بأنه لو حدث تبادل إطلاق النار بين الأطقم التي جاءت وبين شباب متحمس وراح ضحية ذلك شخص أو أكثر من الطرفين ، فما هي النتيجة ؟ وما بالكم لو قام أحد طرفي النزاع بعمل متهور وأريقت دماء طاهرة زكية .. فمن المستفيد ؟

ولو نظرنا للمسألة من الناحية الدينية وإلى حال المتخاصمين الذي جاء فيهم الحديث (عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ ، يَلْتَقِيَانِ ، فَيُعْرِضُ هَذَا ، وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمُ الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ ” ، علما بأنهم جيران .. والمقاطعة الآن عمرها عشرون عاما ،وعليكم بانتظار جولات قادمة من الخصام والقطيعة .. بربكم هل هذا من الدين في شئ أو العقل والمنطق وحق الجوار ..

أيضا لنأتي في النظر إلى القضية من زاوية أعراف أصول البيع والشراء التي كما أسلفنا ذكره ، بأن الأخ عبود النوبي بعد شراء محل النزاع ، وأتضح بأنه لا يعلم بوجود مشكلة بين البائع له وبين الطرف الآخر الذي يدعي بالأرض من المنطق أن يعود الأخ المشتري عبود النوبي إلى البائع له ويبلغه بأن الموقع فيه إشكال وعليه تصفيته أو إعادة قيمة ما دفعه حسب ما هو متعارف عليه في مكاتب العقار في ساحل ووادي حضرموت ولا ينبغي استمراره في الاحتفاظ بالمحل ..ولكن ما حصل هو العكس إن المشتري هو من يصفي لنفسه بحكم سلطته ونفوذه ، وفي ظني بأن هذه الحالة تعتبر فريدة من نوعها في أصول البيع والشراء .. وإذا عدنا إلى مقترح الحل المقدم من بعض شخصيات العوابثة والتي تضمن تعويض عادل عبر لجنة محايدة ذات خبرة .. وكذلك إقراره في المسعى الذي قام به المقدم أحمد سالم برهيش العوبثاني بقبوله بالإيجار المحدد في اتفاق الصلح .. ألا يعني هذا اعترافاً من قبل النوبي بأحقية الأرض لبناعلي ؟

وعود على بدء نود هنا أن نشير بأن تدخل المقدم أحمد بن سالم برهيش في هذه القضية لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة لحرصه في احتواء المشكلة ، مما يعني بالضرورة أنه كان يريد الصلاح بين الأطراف المتنازعة ويراهم أخوة يتوجب إنهاء خلافهم الذي أمتد سنوات طوال .

والمقدم برهيش كما عرفناه من الشخصيات التي اتصفت بالحكمة والرصانة والعقلانية ، وحظيت باحترام وتقدير جميع أفراد قبيلة العوابثة لمواقفه المشرفة تجاه كثير من القضايا .. والرجل ذو مكانة عالية في أوساط قبيلته الممتدة من ساحل ووادي حضرموت والمهرة .

قرائي الأعزاء بعد أن وضعت بين أيديكم كافة تفاصيل هذه القضية منذ بداياتها الأولى ،وما ترتب عليها من خلافات ، فما هي وجهة نظركم .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.