((الواقع الجديد)) الجمعة 24 مارس 2017 / الشحر – حضرموت
بقلم : م. علي عبدالحافظ
في حياتي العامة اوالخاصة قابلت اعداد كبيرة من البشر على مختلف مشاربها وتوجهاتها الفكرية والسياسية والعلمية او المهنية،ٖ قلة قليلة تركت اثرا بليغا او انطباعا عميقا، ٖمن هؤلاء كان الاستاذ الفقيد احمد عبدالقادر بافقيه او كما يحلو له ان يناديه الناس حمدي. من إلتقى به ولو لمرة وان كانت عابرة سيلخص فيه البساطة مع وقار خالي من التكلف، الابتسامة الدائمة مع رصانة معبرة لروحه المرحة ، وقدره غير عاديه للاستحواذ على انتباه المستمع عند تناول الاحداث والمواقف، فكيف من عاش للفقيد قريبا او ملازما له، انه بالفعل مدرسة متحركة مجانية التعليم للقيم الانسانية النبيلة جسدها الله في شخص الفقيد حمدي. وان شئت فان الفقيد كان تجسيدا حيا لذاكرة الوطن التاريخية لما يتمتع به من ذاكرة حديدية فريده وبراعة في رواية الاحداث والمواقف بحيادية تامة ودقة في التصوير لأدوار ابطالها حتى وان بعد امد الاحداث فان براعة الفقيد في السرد تظهر وكانها وقعت لتوها. وان اردت قائدا فان فقيدنا احمد بافقيه كانت مواصفاته قيادية من الطراز الاول بشهادة معظم من عاصروه، وكان من ابرز عناصر نجاحه في ادارة المشاريع الاقتصادية الهامة التي كان على راسها بانه قد اعتمد اصول علم القيادة وفنونها الخفية التي تشربها عن معلمه رجل الاقتصاد الاول الفقيد الراحل الدكتور فرج بن غانم.
الصدق، الامانة، التواضع، التفاني، الشفافية، الانضباط والخبرة المتراكمة كانت على الدوام مفاتيح ابواب الفقيد للنجاح الشخصي والمهني. وللشهادة احسب ان النجاح في نظر الفقيد حمدي لايتعدى عن كونه وسيلة لاسعاد الآخرين من حوله على المستويين العام والخاص وليس هدفا لتحقيق اغراض خاصة، وهذا ربما يعطينا سببا مقنعا في تفسير نظرته للحياة ولمن حوله.كان من السهل ان تراه وكأنه على غير وئام مع حمل اغراءات الدنيا ومباهجها الخادعه، لايجيد التدليس او التملق لها، فقد رحل عنا الفقيد ابيض الوجه واليد، لم يترك ارضا ولا عقارا او رصيدا في البنك، لكنه ترك في سيرته العطره رصيدا غنيا من القيم النبيلة ودروسا نادرة من العلاقات الانسانية التي عزت في هذا الزمن، انه من القلائل الذين سيذكرهم التاريخ باعتزاز للاجيال القادمة.
في الاخير نترحم على روح الفقيد احمد عبدالقادر بافقيه..