الإثنين , 23 ديسمبر 2024
images-6-1

الام الثدي : الاسباب العلاج

((الواقع الجديد)) الثلاثاء 21 مارس 2017م/المكلا

 

 

تتوجه النساء إلى عيادات الثدي لإجراء فحوصات روتينية أو بسبب أعراض معينة. العرض الأكثر شيوعا الذي يجلب النساء للفحص هو الألم في الثدي. اليكم أسباب آلام الثدي.

 

تتوجه النساء، بمبادرتهن الشخصية أو يتم تحويلهن، إلى عيادات الثدي لإجراء فحوصات روتينية أو بسبب أعراض معينة. أكثر اعراض سرطان الثدي شيوعا، الذي يدفع النساء إلى التوجه للفحص هو الألم في الثدي.

 

الملفت للانتباه هو الطريقة التي تصف بها المرأة إحساسها بالألم. حتى الان، سجلت 61  ظاهرة مختلفة. الأكثر شيوعا من بينها: شعور بالألم، شعور بوجود شيء ما يضغط، شعور بعدم الراحة المثير للضيق، شعور بوجود عبء أو ضائقة، احساس باحتراق كالنار.

 

مقدمة قبل الدخول في اسباب الام الثدي

 

لقد تم بحث ظاهرة الألم في الثدي منذ القرن التاسع عشر. وقد قسم الطبيب كوبر النساء اللواتي يشعرن بالام في الثدي إلى مجموعتين – الأولى: النساء اللواتي تشعرن بألم في الثدي دون وجود كتلة محسوسة. والثانية: النساء اللواتي تشعرن بألم في الثدي ويمكن خلال الفحص ملاحظة (تحسس) كتلة في الثدي. وخلص الدكتور كوبر في بحثه إلى أن النساء اللواتي تشعرن بألم في الثدي دون وجود كتلة محسوسة هن نساء عاطفيات وعصبيات. وقال باحث فرنسي اخر أن الالم في الثدي هو من نتاج مخيلة المرأة ووصف أولئك النساء بأنهن “نساء خجولات”. في تلك الفترة، معظم الذين عملوا في طب الأثداء كانوا يعتقدون بأنه ليس هنالك أساس عضوي/ فيزيولوجي للاحساس بالالم في الأثداء. في العام 1976 وضع باريس تعريفا للمصطلحين التاليين: ألم دوري في الثدي  وألم  غير دوري في الثدي.

 

دلائل واسباب الام الثدي

 

ظاهرة الألم شائعة جدا لدى النساء في سن الخصوبة. يعتبر الألم في الثدي ظاهرة فيزيولوجية متعلقة بالتغيرات الحاصلة في تركيبة أنسجة الثدي. النساء اللواتي تشعرن بألم في الثدي يمكن تقسيمهن إلى عدة مجموعات:

 

1. ألم ذو طابع دوري – يحصل، بتأثير الهورمونات، تغيير في درجة نفاذية الأوعية الدموية الصغيرة، يؤدي هذا التغيير إلى تراكم سوائل في داخل الثدي. وفي الوقت نفسه، تحصل تغيرات تكافي تكاثرالخلايا. هذه التغييرات المختلفة تكون مصحوبة بإحساس بالتورم والانتفاخ في الثدي. ليست هنالك علاقة بين شدة الألم وبين مستوى الهرمونات في الدم، كما أنه ليست ثمة علاقة بين شدة الألم وبين درجة خطورة التغيرات الحاصلة في نسيج الثدي. يظهر الألم بعد الاباضة (Ovulation) وحتى قبل الحيض ببضعة أيام، ثم يعود ويختفي مع انتهاء الحيض.

 

2. ألم غير دوري – هو ألم ناجم عن تغيرات سليمة (طبيعية) في الثدي. تحدث هذه التغيرات في اعقاب استجابة غير ملائمة من جانب نسيج الثدي للتأثيرات الهرمونية. علامات الاستجابة في نسيج الثدي هي تغيرات هستولوجية (نسيجية) مختلفة في حين يكون مستوى الهرمونات في الدم ضمن المجال السليم.

 

1) كيسات (Cysts) كبيرة الحجم – الكيسة هي كتلة تحتوي على سائل. شفط السائل يقلل من الضغط، مما يخفف من الألم. يتم اللجوء إلى هذا الإجراء في حالات قليلة.

 

2) الغداد (Adenosis) وفرط التنسج (Hyperplasia) – وهي ظاهرة (Manifestation) الشعور بتصلب مرن عند تحسس الثدي. وقد أطلق على هذه التغيرات في الماضي اسماء مختلفة مثل، “الداء الكيسي الليفي في الثدي” (Fibrocystic disease of breast) ، “اعتلال الثدي الغدي” (Mastopathyadenotic) وغيرها. بكلمات أخرى، تكون بنية الثدي تكتلية (درنية) . لا علاقة بين شدة الألم، مدته ومدى التغيرات. العامل المسبب لظهور الألم لا يزال غير معروف تماما. بشكل عام، هنالك تكاثر للخلايا واختراق للنسيج اللمفي والأنسجة الضامة للهيكل الفصيصي (Lobules) {وحدة الافراز في الثدي}.

 

3) توسع أنابيب الإفراز المجاورة للحلمة، أحيانا، تصاحبه إفرازات لا ارادية (تلقائية) من الحلمة ذات لون أصفر/ أبيض/ بني/ أخضر. ورم حليمي (Papilloma) في داخل الأنابيب يظهر في أعقابه  افراز دموي لا ارادي من الحلمة. المسبب للألم في هذه الحالات هو التغيرات الالتهابية غير العدوائية.

 

4) التهاب الثدي بعد الولادة، خراج (Abscess) في الثدي – ينجم الألم عن التغييرات العدوائية. قيلة لبنية / تورم لبني المنشأ (Galactocele) {كتلة تحتوي على الحليب، أثناء الرضاعة)، إصابة الثدي (رضح) وظهور ورم دموي (Hematoma) أو نخر دهني (fat necrosis) تسبب الألم بسبب الضغط المياكانيكي،على ما يبدو.

 

5) اللولب الرحمي (Intrauterine device) الذي يفرز هرمونات، أو العلاج الهرموني الذي يعطى للنساء في سن الإياس (سن “اليأس” -Menopause) يسبب ظهور الألم في بعض الأحيان.اقرأوا المزيد حول اللولب اعراض الحمل على اللولب!

 

6) أدوية مختلفة: الألم في الثدي قد يكون من بين التأثيرات الجانبية في أكثر من 400 دواء مختلف.

 

الالية التي  يظهر الألم نتيجة لها لا تزال غير معروفة. وقد لوحظ، لدى تناول بعض الادوية، ارتفاع في مستوى البرولاكتين (Prolactin) في الدم {وهو الهرمون الذي ىتفرزه  الغدة النخامية (Pituitary Gland) الموجودة في الدماغ خلال الإرضاع}.

 

ألم مصدره ليس من الثدي، لكنه يطال جدار الصدر:متلازمة الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia) – مرض روماتزمي (Rheumatic).التهاب غير محدد في الغضروف بين الأضلاع (الوربي).ألم نتيجة لشد (انقباض) العضلة  الصدرية الكبرى (لدى النساء اللواتي يمارسن الرياضة).كسر في أحد الاضلاع.عملية التهابية أو ورمية في جدار الصدر – غير شائع.العلاج – في الماضي والحاضر

 

هذه الظاهرة منتشرة بشكل واسع. في الماضي، كانت النساء تنصح بعدم شرب الشاي أو القهوة بسب احتوائهما على نسبة مرتفعة من المثيل – أكسنثين (methylxanthine). لكن تأثير هذه التوصية على تخفيف الألم كان ضئيلا. كما أن تأثير بعض الأدوية كان ضئيلا، أيضا، بينما كان فيتامين A عديم التأثير. استخدام مستحضرات اندروجينية (Androgenic) مثل الدانزول (Danazol)، الذي تبين أنه فعال لدى 80% من النساء، غير متبع اليوم بسبب اثاره الجانبية. دهن مراهم مختلفة، مثل الفولتارين (voltaren) أو الكابسايسين (capsaicin) لم يكن فعالا.

 

يمكن الاستعانة بمستحضرات مسكنة للأوجاع ومضادة للالتهابات، حسب الحالة. بعض الأدوية المستخرجة من بعض النباتات، مثل (Actaea racemosablack cohosh)، اكليل الجبل والانغرا، كانت فعالة في التخفيف من حدة الالم. بعضها يحتوي على حمض اللينوليك (Linoleic acid) الذي ليس له، حين يكون وحده، أي تأثير في معالجة الألم في الثدي.

 

النساء اللواتي يعانين من التهاب في الثدي تتم معالجتهن بواسطة المضادات الحيوية، بينما تتم معالجة النساء اللواتي يعانين من خراجة في الثدي بواسطة النزح الجراحي.

 

من الجدير بالذكر أن ظاهرة الألم في الثدي هي ليست متلازمة متجانسة (متماثلة). تعامل الطبيب/ة يجب ان يكون وفقا للحالة، لسن المراة، وصف الألم، الأمراض الدفينة، تناول الأدوية، حالة المرأة النفسية وغيرها. يتعين إجراء فحص يدوي للثدي واستخدام فحوصات التصوير بطريقة ناجعة. من التجربة، يخف الألم لدى معظم النساء، ومعه الشعور بالقلق، حين لا يتم تشخيص شيء غير عادي خلال الفحص اليدوي والفحوصات المساعدة.

 

حقائق حول أسباب الام الثدي:

 

أكثر من 70% من النساء يشعرن، في مرحلة ما من حيواتهن، بألم غير عادي في أحد الثديين، أو في كليهما. بين 40% – 60% من النساء يتوجهن إلى العيادة بسبب الألم في الثدي. وإجمالا، فإن الألم في الثدي يكون أكثر شيوعا في سن الخصوبة.

 

قرابة 75%  من النساء المصابات بسرطان الثدي، تم تشخيص حالتهن في سن الخمسين عاما، وما فوق. حوالي 10% من النساء المصابات بسرطان الثدي تم تشخيص إصابتهن في سن ما دون الـ 40 عاما و2% من النساء في  سن ما دون الـ 30 عاما..

 

وقد أظهرت أحد الأبحاث أن 15% من النساء اللواتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي القابل للشفاء بواسطة الجراحة كن يعانين من الألم ومن الورم/ التغيير في الثدي.  فقط  7% من النساء اللواتي شكون من ألم في الثدي دون أية أعراض مرافقة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي. في بحث أجرته مجموعة اسكتلندية، تم فحص ما يزيد عن 8،500 سيدة توجهن إلى الفحص في أعقاب الام في الثدي. فقط لدى 3% منهن تم تشخيص الإصابة بسرطان الثدي. وفي بحث اخر أجري في انجلترا، تبين أن نسبة شيوع الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللواتي توجهن للعيادة بسبب أوجاع في الثدي بلغت نحو 5%.

 

وحسب تقديرنا، فإن شيوع المراضة بسرطان الثدي بين كافة النساء اللواتي تتوجهن إلى العيادة بسبب الألم هو بنسبة 1% فقط.

 

للتلخيص، يوصى بالتوجه للفحص في عيادة ملائمة. ينبغي القيام باستجواب وثيق الصلة بالموضوع والاستعانة الذكية بفحوصات التصوير.  لا يجوز التغاضي عن الشعور بالألم في الثدي، ولا في أي حال من الأحوال، وذلك رغم الفرضية السائدة التي تقول إن تشخيص سرطان الثدي في مرحلة مبكرة لدى النساء اللواتي يشعرن بألم يحصل بشكل عشوائي وبطريق الصدفة. وبالفعل، فإنسرطان الثدي في مراحله المتبكرة لا يسبب الألم .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.