الأحد , 5 مايو 2024
fb_img_1489755188178

بالتزامن مع اليوبيل الذهبي ليوم المدينة العربية، عدن تقيم المعرض الثاني في الإرث العمراني وفنون العمارة

((الواقع الجديد)) الجمعة 17 مارس 2017 / عدن – م.سامح باسويد

إحياءاً ليوم المدينة العربية الذي يصادف 15 مارس من كل عام، وبإعتبار مدينة عدن أحد مؤسسي منظمة المدن العربية.. نظم عدد من نشطاء المجتمع المدني المعرض الثاني الذي حمل عنوان “الإرث العمراني وفنون العمارة في مدينة عدن” وجاءت فكرة وأهداف المعرض من حيث رفع مستوى وعي العامة والمسؤولين بأهمية وفائدة الحفاظ على مباني المدينة الخاصة والعامة وقلاعها وتحصيناتها وأسوارها التاريخية وزيادة الشعور بالاعتزاز بقيمتها، وتوثيق وإبراز تفاصيل وجماليات العناصر المعمارية للمباني، وتوضيح فلسفة البناء والتصاميم التي تتوافق مع الظروف البيئية لمدينة عدن كمدينة ساحلية، وأخيراً؛ إيجاد آليات وإجراءات عملية للحفاظ على المدينة، ومنها إعلانها كمدينة تاريخية لها خصوصيتها.

وإشتمل المعرض على العديد من الجنبات القيمة مثل الصور الجميلة للعناصر المعمارية للمباني-من نوافذ وزخارف وقمريات وبرندات وخرستان وأبواب- بشكل متقن وموحي للواقعية، وأيضاً جانب من بعض مقتنيات السكان القدامى -منحوتات خشبية – الذين عاشوا بالمدينة التاريخية وأيضاً الكتب والمؤلفات القديمة، وايضاً بعض المشاركات من محافظة حضرموت كفنان الفن التشكيلي المبدع يعقوب سالم هبشان وغيرهم..

وكل هذه المشاركات أبرزت أنماط عمرانية مميزة في مدينة عدن، سواء في تخطيط أحياء المدينة أو في مبانيها وبيوتها التراثية، وعلى وجه الخصوص في المدينة القديمة التي يطلق عليها تسمية “كريتر” وكذلك في بعض أحياء مدينة التواهي، ويعد الطراز الهندي والطراز الفكتوري السمة الرسمية للبيوت المشيدة.

وعن التعمق في الحديث يتبين لنا ان المعماريون في مدينة عدن راعوا عند تصميم المباني خصوصية تلك المناطق وأساليب العيش فيها، آخذين في الإعتبار بيئتها المحلية، فضلاً عن العناصر والمميزات الأخرى التي شكلت الملامح الوظيفية كسماكة الجدران الحجرية، والعزل الحراري وتوفر منافذ للتهوية، بالإضافة للخصائص الجمالية مثل: العقود والاطواق وفتحات النوافذ والمشربيات، وأيضا الواجهات المنقوشة والمزخرفة.

هذا وقد لاقى المعرض قبول واسع ومشاركات واهتمامات من مختلف الشرائح المجتمعية، وايضاً حضور لبعض مسؤولي الجهاز الحكومي والمثقفين والمبدعين والقنوات الفضائية والمواقع الإخبارية، وبدوري أحد المدعوين من قبل اللجنة المنظمة، فإني أتقدم بجزيل الشكر لإتاحة لي الفرصة للتعرف على هذه الأعمال الريادية التي تنهض بالوطن وتسهم في جلب السياح والمهتمين.

الجدير بالذكر ان المعرض يستمر لمدة ثلاثة أيام، وأقيم بساحة منارة عدن التاريخية بقلب كريتر، حيث تعيش هذه الأيام العاصمة الجنوبية عدن إستقراراً نسبياً من ناحية عودة الحياة الطبيعية إليها بعد عامين شُرّد فيها أبناءها جراء الحرب الغاشمة.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.