((الواقع الجديد)) السبت 11 مارس 2017م/المكلا
مم يتألف المفصل، وكيف بإمكاننا أن نعلم إن كان سليما أو مصابا بأي أذى؟!
كيف يعمل المفصل السليم على امتصاص الصدمات ؟
المفاصل :
هي موضع التقاء عظمتين على الأقل، وهي التي تتيح للعظام أن تتحرك بشكل متناسق، الواحدة مقابل الأخرى. على سبيل المثال، مفصل”المرفق” الموجود في الذراع ويربط عظمة “العضد” بكل من الرسغ والكعبرة. وظيفة المرفق هي إتاحة حركة دائمة، سلسة، امنه، وناجعة بين العظام.
تتألف المفاصل من عدة أقسام، ويعتبر كل واحد منها ضروريا لضمان عمل المفصل بشكل سليم.
الغضروف:
تغلف أطراف العظام عند نقطة التقائها في المفصل، مادة ملساء وظيفتها هي امتصاص الصدمات، ومنع حدوث الضرر للعظام التي تغلفها، تسمى هذه المادة باسم “الغضروف”.
العضلات :
ترتبط العظام ببعضها بواسطة العضلات، وهي أنسجة قوية توفر القوة اللازمة لتحريك العظام.
الأربطة :
ترتبط العظام ببعضها، أيضاً، بواسطة أربطة، وهي أنسجة قوية توفر الغطاء الخارجي، أو المحفظة (Capsule) للمفصل.
السائل الزليلي :
هي طبقة من الخلايا المميزة التي تسمى بالـ”كيسة الزليلية” (Synovial cyst)، وهي التي تغطي السطح الداخلي لمحفظة المفصل وتملأ المفصل بطبقة دقيقة من السائل (السائل الزليلي – Synovial fluid)، الذي يمتص الصدمات ويمنع العظام من إلحاق الضرر ببعضها البعض.
جراب :
تحيط بالمفصل عدة جرابات، وهي أكياس مليئة بسائل فاصل في المكان الذي يمكن أن تحدث فيه احتكاكات بين الجلد والمفصل، بين عظمتين، وبين وتر أو رباط مع العظم.
أهمية امتصاص الصدمات :
إذا كانت مفاصلكم سليمة، فإنكم لن تشعروا بألم شديد يجتاح الركبتين عندما تقومون بضرب أقدامكم بالأرض. هذا الأمر ليس مفهوماً ضمناً، وبشكل مطلق، لأنه كان من المفترض بعضلات الركبة أن تضرب عظام الركبة بعظام الشظية (Fibular bone). لكن الأمر لم يحدث لأن الأنسجة، داخل المفصل، تعمل كممتص للصدمات، كالنوابض التي تمتص الطاقة، فتبطئ، بالتالي، عملية انتقال القوة من عظمة لأخرى.
تتوفر ميزة امتصاص الصدمات في المفصل، بالأساس، بفضل وجود الغضروف وطبقة السائل الدقيقة التي تملأ الفراغ بين العظام. يشبه غطاء الغضروف الذي يغلف أطراف العظام المتصلة ببعضها في المفصل، مادة “التفلون” (متعدد رباعي فلورو الإيثيلين – Teflon) شديدة الصلابة والملساء جداً. يتكون الغضروف من خلايا تتغذى من سائل يسمى السائل الزليلي الذي يملأ فراغ المفصل. يحتوي هذا السائل على بروتينات وسكريات ويتم انتاجه بواسطة طبقة من الخلايا التي تغطي السطح الداخلي للمفصل.
يتسم هذا السائل الزليلي بكونه كثيفا ولزجا كالعسل، الأمر الذي يساعده في حماية المفصل من القوة العادية المصاحبة لحركة العظام السفلى.
يشبه عمل خليط الخلايا والمحلول الذي يحيط بها، عمل الإسفنج إلى حد كبير. مثلاً، مع كل خطوة إلى لأسفل، يتم ضخ السائل المتواجد داخل غضروف الركبة إلى الخارج. وعندما يتحرر الضغط مع ارتفاع القدم عن الأرض، يعود السائل فيتدفق بسرعة إلى داخل الغضروف، ويستعيد شكله الأصلي.