((الواقع الجديد)) الجمعة 3 مارس 2017م/المكلا
سعفة القدم هي مرض فطري يصيب الجلد, يتعرض الرياضيون أكثر من غيرهم للإصابة به؛ لأن أقدامهم أكثر من غيرهم عرضة لارتفاع درجة حرارتها وزيادة رطوبتها بسبب الأحذية الرياضية والتدريب، وفطريات قدم الرياضي معدية على نحو كبير، وتنتقل إلى الآخرين إذا مشى المصاب حافيَ القدمين على أرض حوض السباحة أو غرف تغيير الملابس، أو تشارك في استعمال المناشف أو أحذية الرياضية. ويمكن أن تنتشر الإصابة أيضاً إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الأظفار.
تأخذ فطريات القدم وقتا طويلا قبل أن تشفى و هي أحد الاصابات الجلدية المزمنة عادة و العوامل الاساسية التي تسهل الاصابة بالفطريات هي:
1- بيئة رطبة:
و لهذا تنمو الفطريات بشكل اساسي في القدمين و تحت الثديين و تحت الابط عند الاطفال لان هذه المناطق تتعرق بشكل كبير و تبقى رطبة معظم الوقت ما لم تتم العناية بها بشكل جيد.
2- مناعة منخفضة :
لا تنمو الفطريات على اجسام الاصحاء لان جهازهم المناعي يقاومها بشكل متواصل ما يحد من الاصابة بها و من انتشارها و تصيب الفطريات الاشخاص الذين يعانون من الامراض المزمنة التي تخفض المناعة و لمن يعانون من سوء تغذية سديد أو متوسط.
3- غياب عوامل المقاومة الطبيعية :
تعيش على اجسامنا انواع عديدة من البكتيريا الجيدة و التي تنافس الفطريات على العيش على جلد الانسان و يؤدي تناول المضادات الحيوية أو استعمال المعقمات المضادة للبكتيريا بشكل مفرط الى قتل البكتيريا الجيدة أيضا و بالتالي تستغل الفطريات هذه الفرصة لتنتشر.
الأعراض:
يتسبب هذا المرض بإحداث تقشر وتساقط مع حكة للجلد في المنطقة المصابة. كما يمكن أن يتشقق الجلد وتظهر بثرات مما يؤدي إلى ظهور الأنسجة الداخلية مع ألم وانتفاخ والتهابات. وغالباً ما تترافق هذه العدوى الفطرية بعدوى جرثومية ثانوية الأمرالذي يتطلب استخدام المضادات الحيوية. يمكن أن تنتشر العدوى إلى أماكن أخرى من الجسم مثل منطقة العجان وعندئذ تسمى العدوى بمسميات مختلفة بناءً على مكان العدوى كما هو الحال في القوباء الحلقية. غالباً ما يكون مكان هذه الإصابة بين أصابع القدم وخصوصاً بين الإصبعين الرابع والخامس.
التشخيص:
يتمكن أن يتم التشخيص إما من قبل الصيدلي أو الطب العام أو حتى أخصائيي الجلد وإصابات الأقدام. تشخص هذه العدوى غالباً بالعين المجردة وفي حالات الشك يتم اللجوء إلى المجهر الضوئي بعد معالجة العينات بهدروكسيد البوتاسيوم KOH وتدعى هذه المعالجة ب اختبار هيدروكسيد البوتاسيوم. يساعد التشخيص باستخدام المجهر الضوئي على استبعاد حالات الإكزيمة والصداف والتي تشابه بأعراضها عدوى قدم الرياضيين . يعتبر اختبار هيدروكسيد البوتاسيوم ذو قيمة عالية في تشخيص مثل هذه الحالات ولكن لسوء الحظ ممكن أن يعطي نتائج خاطئة وخاصة عند البدء باستخدام مضادات الفطور قبل التشخيص. في مثل هذه الحالات يتم اللجوء إلى التشخيص النسيجي بالاعتماد على خزعات من الجلد المصاب.
– من شخص لآخر
تتسبب هذه الإصابة بفطريات طفيلية وهو مرض مرض قابل للانتقال. ينتقل هذه العدوى بشكل نموذجي في البيئات الرطبة وعند المشي بشكل حافي مثل الحمامات وخزائن تبديل الملابس. كما يمكن أن ينتقل المرض عند الاستخدام المشترك للأحذية وبشكل أقل عند الاستخدام المشترك للفوط.
– إلى أماكن أخرى من الجسم
يمكن أن تتنتشر هذه الفطريات الطفيلية التي تسبب قدم الرياضي إلى مناطق أخرى من الجسم وخاصة أظافر أصابع القدم وتسبب ما يعرف ب Onychomycosis أو المنطقة الحنية tinea cruris.
الوقاية و العلاج:
تساعد الإجراءات الوقائية ليس فقط في تجنب الإصابة عند الإنسان السليم بل أيضاً في شفاء المرضى من خلال عدم التعرض المتكرر للعامل المسبب. مع علمنا المسبق بأن هذه الفطريات تعيش في المناطق الرطبة مثل الحمامات وغرف تبديل الملابس فيجب الحفاظ على الأرجل جافة ونظيفة قدر الإمكان. بالإضافة لذلك فإن العناية الصحية العامة تلعب دوراً هاماً في الوقاية كأن لا يتم استخدام الفوط والأحذية بشكل مشترك مع الآخرين وبالتالي تقليل فرص التعرض للعوامل المؤدية لمثل هذه الحالات. و أظهرت الدراسات بأن حوالي 30-40% من الحالات تشفى بمجرد أخذ إجراءات الصحة العامة الخاصة بالوقاية كالحفاظ على تجفاف القدمين و تغيير الجوارب كل يوم و الإكثار من تناول الفواكه. كما يتم العلاج باستخدام مركبات الآزول و المضادات الفطرية عند الحاجة و أشيعها بودرة أو محلول الكلوتريمازول حيث يحقق الأخير نسبة شفاء أعلى بإذن الله.