((الواقع الجديد)) وكالة فرانس برس – واشنطن – الخميس 29 سبتمبر 2016
لم يتسم اللقاء بين هيلاري كلينتون وبرني ساندرز بحرارة مميزة الاربعاء، خلال اجتماعهما الثاني منذ نهاية الانتخابات التمهيدية الديموقراطية. لكن الامور كانت افضل من السابق، كونهما يواجهان هدفا ملحا يتمثل بالتغلب على دونالد ترامب في 8 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وخاطب سناتور فيرمونت المستقل الذي صفق له طويلا 1200 شخص في حرم جامعة نيو هامشر في دورهام، هيلاري كلينتون قائلا “اطلب منك ان يكون تفكيرك واسع الافاق”.
وقد أيد الشبان الديموقراطيون السناتور البالغ الخامسة والسبعين من العمر، بحصوله على 80% من اصواتهم في بعض الولايات.
لذا، يستعين به فريق كلينتون لرفع شعبية التي تغلبت عليه في اوساط هؤلاء الشبان من الميول اليسارية، لكن المهمة دونها صعوبات.
ففيما صوت ثلثا الاميركيين الذين تقل اعمارهم عن ثلاثين عاما لصالح باراك اوباما العام 2008، بالكاد تبلغ كلينتون النصف في استطلاعات الرأي المتعلقة بالانتخابات الرئاسية.
وبين الذين خيب ساندرز آمالهم، واولئك الذين يحاول المرشح غاري جونسون استمالتهم، يقلق عدد الذين ما زالوا مترددين، اركان حملة كلينتون.
وقالت كلينتون “انا فخورة لأننا تواجهنا، انا وبرني في حملة الانتخابات التمهيدية، حول مسائل اساسية بدلا من تبادل الشتائم”.
لكن هذه العبارة لم تحمل السناتور الذي كان جالسا الى جانبها على التصفيق. واضافت “كنت انا وبرني نتوق للعمل سوية”.
وقد ايد السناتور مشروع كلينتون جعل الجامعة الرسمية مجانية للطلاب الذين يتحدر 80% منهم من عائلات غير ميسورة. وتعد هذه الخطة نسخة ملخصة للمجانية غير المشروطة التي كان ساندرز اول من اقترحها.
واجاب ساندرز “اؤكد لك أني سأعمل مع الرئيسة كلينتون من اجل اقرار هذا القانون في اسرع وقت ممكن”. وقد حصل هذا الوعد على موجة من التصفيق.
-امتناع الشبان-
والحصول على تأييد الشبان يمر عبر الموضوع الذي لا مفر منه والمتمثل بكلفة الدراسة العليا الذي تمحور حوله لقاء الاربعاء. ففي جامعة نيو هامشر، تصل الكلفة حتى 28 الف دولار في السنة.
وعلى غرار 80% من الشبان في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية، صوتت كل من آبي جنسون وسيليست سوزا (20 عاما) لصالح ساندرز الذي وصلتا للاستماع اليه الاربعاء، لكن القاعة كان قد غصت بالحضور.
وقالت سيليست “لقد أسر قلوبنا. اما بالنسبة لكلينتون، فاوضحت ان لدى كثرا من زملائها “فكرة مسبقة عنها”.
واكد امس الطالب في الدراسات العليا تيريل جاكسون (30 عاما) خلال لقاء آخر لكلينتون في احدى جامعات كارولاينا الشمالية ان “حملة الانتخابات التمهيدية ضد برني ساندرز نجمت عنها اضرار كثيرة”. واضاف ان “اعادة بناء الجسور ستحتاج الى كثير من الوقت”.
والعام 2012، شارك نحو 20 مليون اميركي تقل اعمارهم عن 30 عاما في الانتخابات، اي 54% منهم فقط، كما افادت دراسة احصائية. وبالمقارنة، شارك 72% من الذين تفوق اعمارعم عن 65 عاما، اي حوالى 30 مليون شخص، يشكل المحافظون غالبيتهم.
لذلك تستنفر الالة الديموقراطية كامل ادواتها لحمل الشبان على التصويت لهيلاري في تشرين الثاني/نوفمبر.
على الصعيد اليساري، تبدو جيل شتاين مرشحة حزب البيئة خطرا يمكن احتواؤه، لانها حصلت على 2% من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي.
لكن غاري جونسون الذي ايد اليسار حول قضايا المجتمع (مثل الزواج والمخدرات) واليمين حول الاقتصاد، تمكن بفضل الشبان من الارتفاع الى نسبة يبلغ متوسطها 7% في نوايا التصويت.
وافاد استطلاع اجرته شبكة ان.بي.سي انه حصل على 16% من اصوات الذين تقل اعمارعم عن 30% في مقابل 49% لكلينتون و26% لدونالد ترامب.
وتداركا لهذا التهديد خصوصا، يعول فريق كلينتون على “برني”.
وقالت جنيفر بالميري مديرة الاتصال في فريق كلينتون “بصفته رجل سياسة معروف منذ فترة طويلة جدا، يتسم صوته بالاقناع الشديد”.
ولم يعقد حتى اليوم سوى اجتماعين عامين مشتركين مع كلينتون. وليس من المقرر عقد اجتماع آخر حتى اليوم، لكن بالميري توضح “نقوم بتثبيت المواعيد”.