الجمعة , 22 نوفمبر 2024
%d8%b3

أمنستي تتهم السودان باستخدام أسلحة كيمياوية في دارفور

((الواقع الجديد)) هيئة الإذاعة البريطانية BBC – الخرطوم- الخميس 29 سبتمبر 2016

اتهم تقرير لمنظمة العفو الدولية الحكومة السودانية باستخدام أسلحة كيمياوية ضد مواطنيها في دارفور، ما أسفر عن مقتل عشرات الأطفال من بين نحو 200 شخص تقول المنظمة إنهم قتلوا جراء ذلك منذ يناير/كانون الثاني.

وتضيف المنظمة أن أولئك الذين تعرضوا “لدخان سام” تقيئوا دما وعانوا من ضيق تنفس وانسلاخات في الجلد.

ووصفت الحكومة السودانية التقرير بأنه “غير صحيح ومفبرك”.

وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية قريب الله الخضر لبي بي سي إن المنظمة استندت على معلومات خاطئة ومغلوطة بغرض تشويه سمعة البلاد.

وقال الخضر إن إقليم دارفور به بعثة حفظ سلام دولية ولم تتحدث البعثة من قريب أو بعيد عن استخدام الأسلحة الكيميائية “هنالك قوات حفظ سلام وتقوم بمراقبة الأوضاع على الأرض كما إن دارفور قد زارها عدد كبير من المبعوثين الدوليين ولم يتحدث أحدهم عن استخدام الأسلحة الكيميائية”.

واعتبر المسؤول توقيت نشر التقرير مريبا ويخدم أجندة خاصة “نحن الآن تتحدث عن الأمن والاستقرار وانتهاء الصراع في دافور وهذه المنظمة تتحدث عن استخدام أسلحة كيميائية”.

وأضاف أن الحكومة السودانية موقعة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وأن السودان ملتزم بتلك الاتفاقية.

وتقاتل الحكومة السودانية المتمردين في دارفور منذ 13 عاما.

وقد اختفى الصراع في دارفور وضحاياه من ساحة الاهتمام العالمي في السنوات الأخيرة، بعد أن كان حظي باهتمام عالمي في عام 2004 اثر نداءات دولية حذرت من عملية إبادة محتملة فيها.

وتقول تيرانا حسن، مديرة بحوث الأزمات في منظمة العفو الدولية، إن التقرير الجديد عن تكرار هجمات الحكومة السودانية ضد مواطنيها يكشف أنه ” لم يتغير أي شيء” في واقع هذا الصراع.

وحشية

وكشف تحقيق الجماعة الحقوقية الذي استمر ثمانية اشهر عن عمليات “حرق أرض، واغتصاب جماعي، وقتل وتفجيرات” في منطقة جبل مرة في دارفور.

كما وجد الباحثون 56 شاهدا على مزاعم استخدام الأسلحة الكيمياوية في 30 حادثة مختلفة قامت بها القوات السودانية، التي شنت هجوما ضد حركة جيش تحرير السودان التي يقودها عبد الواحد محمد نور في منتصف شهر يناير/كانون الثاني.

وقالت حسن من الصعب وصف مستوى الوحشية في هذه الهجمات بكلمات “فالصور وأشرطة الفيديو التي شاهدناها خلال بحثنا صادمة تماما، يظهر في واحد منها طفل يصرخ من الألم قبل أن يموت، وتظهر صور عديدة أطفالا صغارا عليهم آثار تقرحات وبثور. وكان بعضهم غير قادر على التنفس ويتقيأ دما”.

وتحدث ناجون لمنظمة العفو عن شم رائحة دخان عفنة “وغير طبيعية” ملأت الهواء بعد سقوط القنابل.

وبدأ العديدون بالتقيؤ بعد دقائق من تعرضهم لهذا الدخان، وكان التقيؤ والاسهال مصحوبين بدم، بينما تُرك أخرون وعيونهم “منتفخة”.

وأفيد أيضا أن عيون الناجين تغيرت ألوانها فضلا عن تغير لون إدرارهم، وتصلب جلودهم وتقرحها.

ونقلت المنظمة عن رجل يدعى اسماعيل، حاول مساعدة الناس أواخر يناير، قوله “كانت جلودهم تتساقط وتعفنت أجسادهم وكان تنفسهم صعبا”.

وقد توفي العديد من الأطفال الذين عالجهم، وظل العديدون يعانون من الألم في الأشهر اللاحقة.

وأقر اثنان من خبراء الأسلحة الكيمياوية أن هذه الجروح التي شوهدت متوافقة مع ما ينجم عن هجوم كيمياوي، وأعراض استخدام عوامل كيمياوية تتسبب في ظهور الثآليل والتقرحات.

وتطالب منظمة العفو الدولية بالتحقيق في ذلك داعية الحكومات إلى الضغط على حكومة الخرطوم، من أجل السماح لوكالات الإغاثة الإنسانية بالدخول إلى التجمعات السكانية في مناطق دارفور النائية.

وقالت حسن إن “حقيقة استخدام الحكومة السودانية بشكل متكرر لهذه الأسلحة ضد شعبها لا يمكن تجاهلها وتتطلب اتخاذ فعل”.

وأضافت “هذا الاستخدام المشتبه به للأسلحة الكيمياوية لا يمثل مجرد تقصير جديد في تصنيف الجرائم التي يرتكبها الجيش السوداني ضد المدنيين في دارفور في القانون الدولي، فحسب، بل مستوى جديدا من غطرسة الحكومة السودانية واستخفافها بالمجتمع الدولي”.

وتقول المنظمة الحقوقية إنها ارسلت نسخة من تقريرها إلى الحكومة السودانية لكنها لم تتلق أي رد منها.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.