((الواقع الجديد)) الجمعة 24 فبراير 2017م/المكلا
يكتبه/ سعود الشنيني
أظهرت الحروب والأحداث التي وقعت في بعض بلدان الربيع العربي فشل العقيدة العسكرية التي تنتهجها جيوشها بولاءها المطلق للحاكم بسبب تركيبتها التي قامت أساسا على رغبة الحاكم وحصرها على منطقته أو طائفته الدينية وتعيين حاشيته والمقربين منه في أهم مفاصل القوة للتحكم والسيطرة على الجيش وضمان ولاؤه له لحمايته من كل مايستهدفه ويزعزع حكمه والسيطرة على مفاصل الدولة لتسخيرها لمصالحه الخاصة ، وهو النهج الذي سرى في بعض من تلك البلدان كاليمن وليبيا وسوريا التي تسببت جيوشها مؤخرا في إنهيار بلدانها بعد سقوط حكامها ، وكلنا يعلم ما جرى ويجري في تلك الديار من قتل وتدمير وتهجير طالها وطال شعوبها إلى اللحظة .
نحن أيضا مررنا بوقائع مماثلة في محيطنا الداخلي تدرجت تصاعديا بما جرى على أيدي مناضلي الجنوب بعد إختطافهم لحضرموت في 1967م وتفكيك جيشها جيش البادية الحضرمي ، وإعلان اليمن الجنوبي التي حكمتها منطقتي أبين والضالع مناصفة بينهما في السلطة والنفوذ وتقاسم التركيبة العسكرية بينهما في سباق مريع للسيطرة على أهم المفاصل العسكرية وهو الأمر الذي أشعل بينهما المواجهات المسلحة والإقتتال تكررت في دورات دموية أوصلتهم نهاياتها للأنتحار الجماعي في أحضان الشمال اليمني في العام 1990م
لم يكن حينها الجيش الشمالي في وضع أفضل من حيث العقيدة والنهج بل كان لا يختلف عن الجيش الجنوبي من حيث ولاؤه المطلق للحاكم الذي توزع في أثنين من طغاة سنحان تقاسما القوة والنفوذ ، ورغم إجتياحه لحضرموت ومناطق الجنوب في صيف 1994م إلا أن عقيدته المتمثلة بالولاء للحاكم اوقعته هو أيضا في جحيم عطان ونقم والنهدين أدت إلى إحراق جحافله وتشتيتها بين التبة والبعرارة في مواقف مخزية لا يحسد عليها .
تلك هي مغبة الولاء لغير الأرض التي أثبتت فشل النهج الخاطئ للحكام الطغاة الذين سقطوا في مزابل التاريخ وجروا بلدانهم للتدمير والخراب ، وشعوبهم إلى الهلاك حين امتطوا صهوة الطغيان والغطرسة والتجبر .
علما بأن تلك الإستراتيجية الخاطئة والنهج المغاير لإرادة الشعوب لا شك فإنها لا تنطبق على جيش الحاكم وحده وإنما هي أيضا تسري بالمثل على المكونات والجماعات والأفراد الذين ذهبوا بعيدا في ولاءاتهم لغير أرضهم الأم .
نموذج رأئع أظهره الجيش المصري الذي ضرب أروع الأمثلة في عقيدته العسكرية وولائه لأرضه التي أكسبته عظمة في عيون شعبه ومهابة لدى الآخرين مكنته من السيطرة على أرضه بكل أقتدار وجعلت كل من يفكر في الإقتراب من عرينه تتلبسه الرهبة والخوف والتراجع مهما كانت قوة جبروته .
نحن في حضرموت نفخر مثل المصريين بجيشنا جيش النخبة الحضرمي الجديد الذي تم بناؤه وفق عقيدة عسكرية راسخة بالولاء لله وحضرموت والدفاع عن حياضها والتضحية في سبيلها وهو ما أثبته قادة وضباط وجنود النخبة الحضرمية الأبطال على أرض الواقع منذ الساعات الأولى لذلك اليوم التاريخي 24 أبريل 2016م
يوم التحرير ، يوم حققوا على سطح حضرموت اروع الإنتصارات والمآثر البطولية تزينت بها هاماتهم في عيون شعبهم الذي عطش طويلا لمثل هذه الأنتصارات وما تلاها من إنتصارات تلاحقت بتصفية أوكار العناصر الإرهابية التي أختبأوا فيها .. وإننا على يقين أن جيش النخبة الحضرمي
لن يقبل بالولاء لغير حضرموت ولا شيء غير حضرموت .
فالنصر حتما حليف جيشا ولاؤه لله ولأرضه
والهزيمة والخذلان هي سمة الجيش الذي ولاؤه للحاكم .