الإثنين , 23 ديسمبر 2024
img-20170221-wa0013

ملف : شلل الاطفال

فيروس شلل الأطفال (بالإنجليزية : poliovirus)

هو فيروس معوي بشري وأحد أعضاء عائلة الفيروسات البيكورناوية.

 

طرق انتقال العدوىعدل :

 

هو فيروس شديد العدوى ينتقل من شخص إلى آخر عبر عدة طرق تشمل التواصل المباشر بين شخص مصاب وآخر سليم، وعبر المخاط والبلغم من الفم والأنف، وعن طريق البراز الملوث، بالإضافة إلى الطعام والماء الملوثين بالفيروس.

 

يدخل الفيروس الجسم عبر الفم أو الأنف، ثم يتكاثر في الحلق والأمعاء وبعدها يتم امتصاصه إلى الجسم وينتقل عبر الدم إلى باقي أجزائه. وفي العادة فإن فترة حضانة الفيروس (المدة الزمنية من دخوله الجسم إلى بدء ظهور الأعراض) هي ما بين 5 و35 يوما، ولكنها في المتوسط من أسبوع إلى أسبوعين.

 

 

تقرير منظمة الصحة العالمية عن شلل الأطفال في عام 2012

 

منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي انحسرت الإصابات بالمرض عالميا بفضل التطعيم بنسبة أكثر من 99%، ولكنه ما زال موجودا في بعض الدول مثل أفغانستان وباكستان والهند ونيجيريا، كما أشارت بيانات حديثةلمنظمة الصحة العالمية إلى احتمال ظهور حالات منه في سوريا.

 

الفيزيولوجيا المرضية :

 

الفيروس ينتقل في العادة عبر الفم إلى الجسم حيث يتكاثر في الأمعاء . من هنا ينتقل أولاً إلى العقد اللمفاوية ثم ينتقل من الغدد اللمفاوية مع الدم إلى جميع انحاء الجسم. في حاله انتشار الفيروس في الجسم يصل أيضا إلى النخاع الشوكي ، حيث يهاجم الخلايا العصبية في القرن الامامي للنخاع الشوكي ( الخلايا المسئولة عن حركة العضلات ) .الجهاز المناعي يجيب على هذه العدوى من خلال انتقال خلايا كريات الدم البيضاء إلى الحبل الشوكي ، حيث تلتهب الخلايا وتدمر .النتيجة من هذا الالتهاب تكون اكثر أو اقل وضوحاً حسب الخلايا التي تدمرت ، غالبا ما يكون هذا مقرونا بشلل رخو في الساقين (الإحساس في الساقين غير متأثر لأن الخلايا المسئولة عن الإحساس في القرن الخلفي للحبل الشوكي ). بالإضافة إلى إصابة الحبل الشوكي فأنه في غالب الأحيان يصاب أيضا الدماغ . في هذه الحالة يتم التحدث عن )Poliomyeloencephalitis(. خاصةً في منطقة المخيخ والجسر يظهر بشكل معتاد خلايا التهابيه ( مسببة الالتهابات ) و ضمور الخلايا العصبية، إلاّ انها نادراً ما تسبب أعراض مرضية. فقط خلايا القرن الامامي الشوكي وخلايا في العصب الدماغي التاسع والعاشر تكون غالباً متأثره بالفيروس ما يسبب الأعراض المعروفة لدى المصابين بشلل الأطفال .في حاله أصابه خلايا العصب الدماغي التاسع والعاشر تتأثر وظيفة الحنجرة مما يسبب صعوبة في الكلام والبلع واحيانه صعوبة في التنفس .

 

 

التشخيص :

 

فيروس شلل الأطفال

غالبا ما يشخص المرض بأعراضه السريرية مثل تشنج الرقبة والظهر، صعوبات البلع والاقياء وللتأكد من الاصابة يمكن أخذ عينة من البراز أو مفرزات البلعوم أو السائل النخاعي الشوكي وتحليلها ثم تتظهر النتائج ما اذا كان الشخص حاملا للفيروس من عدمه.

 

أعراض وعلامات الإصابة بشلل الأطفال :

 

بعد دخول الفيروس إلى الجسم هناك ثلاثة مسارات لتطور المرض، هي :

 

تحت السرير

 

وفيها لا يطور المصاب أعراضا واضحة، أو تظهر عليه أعراض طفيفة نسبيا، وبالتالي فربما لا يعلم إصابته بالفيروس. وتشمل هذه الأعراض الحمى الخفيفة وألم في الحلق واحمراره والشعور بالتعب والقيء. وقد تستمر هذه الأعراض مدة 72 ساعة أو أقل.

 

غير الشللي

 

وهنا يكون مسار المرض أقوى ولكنه لا يؤدي إلى الشلل، وتشمل أعراضه نفس أعراض المسار تحت السريري ولكن بشكل أكثر حدة، بالإضافة إلى ألم في العنق والظهر والذراعين والقدمين، وتشنج العضلات والتهاب السحايا.

 

الشللي

 

يصيب حوالي 1% من المصابين , ويتضمن هذا النوع إصابة النخاع الشوكي أو الدماغ أو كليهما معا، وينتهي هذا النوع بحدوث شلل لدى المصاب، وتشمل أعراضه فقدان الانعكاسات (رد الفعل المنعكس)، ألما وتشنجا حادا في العضلات، ورخاوة في الأطراف ناجمة عن فقدان السيطرة عليها، فتبدو متدلية ورخوة.

 

الوقاية :

 

طفل يحصل على تطعيم شلل الأطفال

 

يعتبر التطعيم السلاح الأساسي للوقاية من المرض، ويتم عبر إعطاء الشخص فيروسات المرض التي تم “عدم تفعيلها”، وبالتالي أصبحت غير قادرة على التسبب في الأذى للشخص، لكنها كافية لتحفيز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة تتعرف على الفيروس وتهاجمه وتقضي عليه. تمكن العالمان يوناس سولك وبعده ألبرت سابين في اختراع لقاح ضد شلل الأطفال، ويعتبر أحد أهم الاكتشافات الطبية في تاريخ الطب .

 

– التطعيمات الخاصة بالمرض عبارة عن خمس جرعات تعطى على النحو التالي :

 

الجرعة الأولى عند عمر خمسة وأربعين يوما ً.الجرعة الثانية عند عمر ثلاثة أشهر.الجرعة الثالثة عند عمر خمسة أشهر.الجرعتان الأخيرتان في عمر سنة ونصف والأخيرة بعد الأربع سنوات

 

في حال انتشار المرض أو في حال الاشتباه، يتم إعطاء جرعتين منشطتين من اللقاح بفاصل شهر بين الجرعتين لجميع الأطفال دون الخامسة من العمر بغض النظر هل سبق تطعيمهم أم لأ.

 

لقاح جديد لمكافحة المرض

 

بعد ان اثبت اللقاح القديم نجاحه خلال ثلاثين عام تم ابتكار لقاح جديد في بدايات 2016 لا يعتمد هذه المرة على نسخة مخففة من النوع الثاني لشلل الاطفال الذي تم القضاء عليه بشكل كامل في بدايات الالفية الثالثة التحول لاستخدام اللقاح الجديد سيتم في 155 دولة حيث سيتم استخدام اللقاح الجديد بشكل أساسي في دول نامية، لكن هناك دول أخرى أكثر ثراء ستستخدمه مثل روسيا والمكسيك. وسيقدم اللقاح للمرضى أيضا كجرعات عن طريق الفم، ولذا فإن موظفي الصحة لن يحتاجوا لتدريبات جديدة. قال الدكتور ستيفن كوتشي من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة: “اللقاح الحالي يحتوي على فيروس مخفف نشط يتعلق بثلاثة أنواع من شلل الأطفال. لكننا لا نحتاج إلى مركب النوع الثاني، لأنه لم يعد موجودا في العالم. وفي حالات نادرة جدا فإنه (النوع الثاني من الفيروس) قد يتحور ويؤدي إلى الإصابة بشلل الأطفال من خلال ما يعرف بنشر الفيروس المشتق من اللقاح”.

لذلك فإن إزالة النوع الثاني من اللقاح تستبعد هذه المخاطرة، وتضمن أن لدينا لقاحا سيكون فعالا أكثر على شكل جرعات وشملت الخطة المتعلقة بالانتقال للقاح الجديد التعامل مع مخزون عالمي يقدر بـ100 مليون جرعة من اللقاح تستهدف فقط النوع الثاني والتي خزنت كإجراء احترازي في حال تفشي شلل الأطفال. ونفت منظمة الصحة العالمية بعض التقارير الإعلامية التي أشارت إلى ضرورة تدمير “الملايين” من جرعات اللقاح القديم من خلال الحرق أو غيرها من الوسائل المعتمدة. وفقا لرئيس منظمة الصحة العالمية يقول “لقد اقتربنا أكثر مما سبق من القضاء على شلل الأطفال على مستوى العالم، ولهذا السبب فإننا قادرون على المضي قدما في أكبر وأسرع عملية انتقال متزامن لاستخدام لقاح جديد على مستوى العالم”.

 

 

العلاج

 

لا يوجد علاج شافٍ لشلل الأطفال. يكون التركيز في العلاجات الحديثة على تفريج الأعراض وتسريع الشفاء واتقاء المضاعفات. تشمل التدابير الداعمة المضادّات الحيويّة لمنع العدوى في العضلات الضعيفة، مسكّنات الألم، ممارسة الرياضة باعتدال واتباع نظام غذائي متكامل .

 

علاج شلل الأطفال غالبا ما يتطلب إعادة التأهيل على المدى الطويل بما في ذلك العلاج الطبيعي والسنادات والأحذية الخاصّة وفي بعض الأحيان العمل الجراحي .

 

في حالة الإصابة بالمرض أو الاشتباه بالإصابة يتم التلبيغ الفوري عن الحالات ومن ثم العزل بالمستشفيات وإعطاء العلاجات اللازمة للحالات المرضية. كذلك تتم عملية التطهير المستمر لإفرازات ومتعلقات المريض. أما المخالطين للمريض فيتم حقنهم بعقار الجاماجلوبيولين (بالإنجليزية: gamma globulin) خصوصاً الأطفال دون الخامسة ومتابعة حالاتهم الصحية حتى يثبت عدم إصابتهم بالمرض.

 

احتمالات المرض

 

بعض المرضى الذين يصابون بفيروس شلل الأطفال يتعافون تماما خصوصا اذا لم يتمكن الفيروس من التثأير على الاعصاب . في أولئك الذين يصابون بالتهاب السحايا فقط، يمكن للأعراض ان تستمر لمدة يومين أو عشرة أيام، يليها الشفاء الكامل . في حالات شلل الأطفال في العمود الفقري، إذا ما دمرت تماما الخلايا العصبية المتأثرة، يكون الشلل الدائم؛ لكن الخلايا التي لم يتم تدميرها فتفقد وظيفتها مؤقتة، قد يتعافى المريض في غضون أربعة إلى ستة أسابيع.. نصف مرضى شلل الأطفال في العمود الفقري يتعافون تماما , ربعهم يتعافى ولكن مع إعاقة بسيطة ، اما في الربع الاخير فيترك الفيروس عجز شديد حاد . درجة الشلل الحاد والشلل المتبقي من المرجح أن تكون متناسبة مع درجة الفيروسات في الدم، ويتناسب عكسيا مع درجة من الحصانة. شوكي شلل الأطفال نادرا ما يكون قاتل.

 

مضاعفات مرض شلل الأطفال

 

• حدوث إعاقة مؤقتة أو دائمة.

• الالتهابات الرئوية.

• قصور عضلة القلب والتهابها.

• اضطرابات في وظيفة الأمعاء.

• التهابات المسالك البولية.

• في بعض الحالات قد يؤدي إلى الموت وعادة ما يكون نتيجة قصور عمل الرئتين.

• تطوير متلازمة ما بعد شلل الأطفال.

 

متلازمة ما بعد شلل الأطفال

 

وهي مجموعة من الأعراض التي قد تظهر على الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض بعد فترة طويلة من إصابتهم به، وتكون عادة في المتوسط بعد 25 إلى 35 عاما من الإصابة بالفيروس أول مرة، وتؤدي إلى مفاقمة الأعراض السابقة كضعف العضلات، كما قد تقود إلى ضعف وإصابة عضلات أخرى لم تتأثر بالعدوى القديمة، وتشمل أعراضها :

 

• ضعف وألم وضمور في العضلات.

• ألم وضعف في المفاصل.

• التعب عند بذل أدنى مجهود بدني.

• عدم القدرة على تحمل الجو البارد.

• صعوبات في التنفس والبلع.

• مشاكل في النوم مثل الإصابة باختناق النوم.

 

اليوم العالمي لشلل الأطفالعدل

 

يوافق الـ28 من أكتوبر من كل عام اليوم العالمي لشلل الأطفال، وقد تم اختياره لأنه يوم ميلاد العالم الأميركي جوناس سالك (1914- 1995) الذي تمكن من تطوير أول تطعيم فعال للمرض أعلن عن نجاحه عام 1955.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.