(( الواقع الجديد)) السبت 18 فبراير 2017 / المكلا
لماذا اعتبر رسولنا الكريم – عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم –
أن البيت الذي لا يحتوي على الخلّ فقيرا؟؟
الجواب:
الخلّ من ناحية كيميائية هو الأستيك أسيد، والأستيك أسيد هذا هو مادة وسيطة في استقلاب الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، وهذا يعني أن الكربوهيدرات اثناء استقلابها في داخل الجسم وأثناء تفككها تتحول إلى ما يعرف باسم حمض الخل أو الأستيك أسيد، وكذلك الدهون تتفكك اثناء استقلابها في داخل الجسم لحمض الخل وكذلك البروتينات والأحماض الأمينية تتفكك اثناء استقلابها في داخل الجسم إلى الأستيك أسيد والعملية هذه عملية عكوسة
وهذا يعني أنه من حمض الخل (الأستيك أسيد) يمكن أن أصنع الكربوهيدرات ويمكن أن أصنع البروتنيات ويمكن أن أصنع الدهون كذلك
وهذا يعني أنني لو كنت فقيرا وكان عندي خبزا (كربوهيدرات) وزيتا (دهون) فقط ولم يكن عندي لحم (بروتينات) وأكلت خلا مثل خلنا، فإن هذا الخل سيدخل إلى الجسم ويصنع البروتينات التي لم نأكلها في غذائنا
من أجل هذا منّ الله عليّ وكتبت نقطة إعجازية في هذا الشأن تتعلق بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “نعم الإدام الخل , ما افتقر بيت فيه خل ” رواه ابن ماجة
ومن ناحية غذائية هذا صحيح، لأن الخل يستطيع أن يصنع كافة الكربوهيدرات والبروتينات والدهون في الجسم، ولذلك نقول أن منتجاتنا هي غذاء لوجود الخل والزيت فيها وهي في نفس الوقت مكمّل غذائي لوجود الخلاصات العشبية الغنية بالمعادن والعناصر… ولكن السؤال هنا من يطيق أن يعيش على الزيت والخل طوال عمره ولماذا نحرم أنفسنا من الطعام الذي يحتوي على المواد الغذائية الأساسية؟ إذ إنه يجب التمييز بين الغذاء والمكملات الغذائية
فالغذاء هو الطعام الذي يحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات والدهون وهي المركبات الأساسية التي يبنى منها الجسم وخلايا الجسم، ولكن المكملات الغذائية تشمل الفيتامينات والمعادن والمواد الفعالة والعناصر الموجودة أيضا في خلاصات الأعشاب في منتجاتنا وهي المواد التي تنشط عمل التفاعلات الحيوية سواء أكانت تفاعلات البناء أي بناء الخلايا، أو التفاعلات الوظيفية
ومن هنا كان هذا المفهوم واضحا في القرآن الكريم فالله تعالى ذكر غذاء ثم غذاء ثم غذاء ثم أعشابا (مكملات غذائية) تأملوا ذلك معي في هذه الآيات الكريمة
” وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ( 10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ( 11) (والفاكهة والنخل هنا هما من الغذاء ) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ (وهو أيضا غذاء) وَالرَّيْحَانُ (والريحان هو كل نبات ذو رائحة عطرة وهي التي تحتوي على المكملات الغذائية وهي من الأعشاب) إذن فالقرآن يقول غذاء غذاء غذاء ثم أعشاب
والله ولي التوفيق