((الواقع الجديد)) الاحد 5 يناير 2017 / خاص
بعد أن عملت الإمارات دوراً حاسماً في القضاء على الإرهاب وحققت نجاحاً باهراً في إعادة البناء وتأهيل البنية التحتية ومرافق الدولة ومساعدة التعليم من العودة والنهوض في حضرموت لأنه هو الأساس ورفع المستوى المعيشي والاقتصادي للمواطن ناهيك عن الخوض في مضمار التنمية المستدامة؛ ففي ظل غياب مقومات الدولة وشُح رأس المال، راهنت القيادة الإماراتية على القيادة الحضرمية السياسية والأمنية ومنحتها كل سبل تطبيع الحياة فاستثمرت بكثافة هذا العطاء والمنح لتطوير إنتاجية عمالها ومرافقها وتحسين الوضع وانتشاله لمواكبة التطورات ولتكون السباقة نحو العلا والأول يمنياً في البناء بعد الحرب .
فعندما تحل الحرب يحل الخراب والدمار، وتغيب التنمية ويتهالك الوضع الاقتصادي، وإعادة الحياة إلى طبيعتها ليس بالأمر السهل في ظل وجود الأزمات والدمار والخراب المنتشر في كل أنحاء البلاد وخصوصاً في البنية التحتية.
عصفت الحرب على الإرهاب في حضرموت ، مما انعكس سلباً على التنمية في البلاد، فلا صحة ولا تعليم، بل إن بعض المواطنين لا يجد رغيف الخبز ليقتات به. ووصل الحل إلى افتقار أبسط مقومات الحياة رغم انتصار أبنائها حضرموت على الإرهاب إلا أن لكل عمل ضريبة.
وفوراً دخلت الاغاثات الإنسانية والمساعدات العاجلة الإماراتية في حضرموت ليتنفس أهلها الصعداء، بعد أن احسوا باهتمام ورعاية الإماراتيين وبذلهم العطاء السخي، شعر الناس في حضرموت بقيمة انسانيتهم واهميتهم في هذه البقعة من الأرض التي اختلف عليها الجميع وتقاسموها عشرات المرات دون اكتراث أو رحمة لأهلها وأبنائها الذين يقبعون غالبيتهم في المهجر بعد ما تركوها جراء تعاقب ظلم الحكومات والأنظمة الفاسدة السابقة.
الإمارات عبر قيادتها العسكرية و هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في حضرموت عملوا على بناء الانسان وتنمية ذاته، ليقبل على الحياة وينسى الماضي وما خلفته الحروب؛ حيث جعلته ارتكاز التنمية وعمود الاقتصاد، بل جعلته هو الثروة الحقيقة بعينها فمنحته كل الإمكانات لينهض ويقف على أرضه ووطنه وليكون رقم صعب يهابه الجميع، فعدت العدة وبنت جيش حضرمي متين وبثت روح الأمل في الفقراء والمحتاجين وأصحاب الحاجة، حيث كانت هي مبعث الأمل بالنسبة لهم بعد اشتداد اليأس كانت المنحة.
فالحديث عن تأمين الطعام والشراب والمساعدات الإنسانية المختلفة عبر فريق الهلال الأحمر الإماراتي لم يعد الحديث الشاغل بالنسبة لنا، بل تجاوز ذلك إلى التركيز على توفير سبل التعليم للطلاب، وتأهيل البنية التحتية للدولة من كهرباء وماء وطرقات وغيرها، وبناء وإعداد الكفاءات الحضرمية في مختلف المجالات، للمساهمة في بناء حضرموت ما بعد الإرهاب.
وهذا التفكير الإستراتيجي هو عين ما نحتاجه، ولابد من شكر الحكومة الإماراتية على جهدها المبذول تجاه أبناء حضرموت، وعملت ومازالت تعمل لتكون حضرموت أنموذج لكل محافظات الجمهورية المحررة.
العيون كلها في مختلف المحافظات تصب نحو حضرموت وما حققته وأنجزته في أقل من عام، إنها إرادة شعب واشقاء إماراتيين أوفياء قدموا الخير ولم ينتظروا جزاءً ولا شكورا..
من أعماق قلب كل حضرمي، شكراً أولاد زائد..