((الواقع الجديد)) الاثنين 30 يناير 2017 / القاهرة
جاء اعتراف الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب المصري الوطني الأول، بتحمله مسئولية إشراك كريم حافظ الظهير الأيسر للفراعنة للمرة الأولى أمام المغرب فى ربع نهائي كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا فى الجابون أمس، ليثير علامة استفهام كبيرة حول إقدام المدرب العجوز على المغامرة أمام أسود الأطلسي فى مباراة حساسة على كل المستويات، ولولا الحظ الذى ساند الفراعنة فى أكثر من هجوم خطير على مرمى عصام الحضري، من ناحية حافظ لدفعت مصر الثمن غاليا وودعت كان 2017 مبكرا.
كانت مصر قد هزمت المغرب بهدف قاتل لمحمود عبدالمنعم كهربا في الدقيقة الـ 87 من عمر اللقاء، ليتأهل المصريون لنصف النهائي للمرة الأولى منذ أمم 2010 بأنجولا.
كريم حافظ لاعب لانس الفرنسي، والذى خاض مباراته الرسمية الأولى مع الفراعنة أمام المغرب، كان نقطة ضعف واضحة طوال الدقائق الـ 62، حيث اخترق لاعبو المغرب من ناحيته الجبهة اليسرى للفراعنة كثيرا، وهددوا مرمى الحارس عصام الحضري، الذى استبسل ومعه نجوم الدفاع أحمد حجازي وعلى جبر وأحمد المحمدي فى التصدي لأخطر هجمات أسود الأطلسي، وذلك بسبب مغامرة كوبر الكبيرة بإشراك حافظ لأول مرة وفى مباراة حساسة وكبيرة أمام أحد أقوى منتخبات البطولة، والذى يمثل عقدة كبيرة للمصريين على مر تاريخهم العريق فى الكرة الإفريقية، بعدما قرر إشراكه وتغيير خطته التى اعتمد عليها فى المباراة السابقة أمام غانا، بإشراك أحمد فتحي ظهيرا أيسر بدلا من محمد عبدالشافي المصاب وغير القادر على اللعب منذ إصابته أمام أوغندا في الجولة الثانية للدور الأول.. كما أن كوبر فرغ الوسط بجعل محمد النني بديلا لمصلحة فتحي فى وسط الملعب، مما أربك خطط الفراعنة الدفاعية.
استدرك كوبر غلطته بإشراك فتحي فى الجانب الأيسر وإخراج كريم حافظ، وإشراك محمود كهربا في الهجوم، وبدأ الأداء المميز لنجوم الفراعنة في ربع الساعة الأخير من اللقاء أمام المغرب، واستطاع المصريون الخروج بالمباراة لبر الأمان بهدف قاتل لكهربا قبل النهاية بدقائق قليلة، لكن ما حدث أمام المغرب قد لا يتحقق أمام بوركينا فاسو في نصف النهائي، حال كرر كوبر العجوز المغامرة بإرباك التشكيل المصري، خاصة أن خيول بوركينا تسير بثبات شديد منذ المباراة الأولى للكان 2017، حيث حققت الفوز الكبير على تونس القوية بربع النهائي، رغم الهجوم الكاسح لنسور قرطاج والأداء الخططي العالى المستوى لأبناء المدرب البرتغالى دوارتي مدرب بوركينا، واكتلاكه نجوما على مستوى عالٍ من المهارة واللياقة البدنية مثل ناكولما الخطير وصاحب هدف الفوز الثاني على تونس، وبيترويكا والأخوان تراوري وبانسيه وكابوريه، مما يجب معه توخي الحذر من قبل كوبر ورفاقه والتعامل بمنتهى الجدية مع موقعة الأربعاء المرتقبة لـ 92 مليون مصري يتشوقون للتأهل للنهائي القاري الغائب منذ 2010 بأنجولا.
الأداء البطولى للاعبي مصر فى مواجهات أمم إفريقيا الأربع الماضية، والحماس المنقطع النظير لهم فى مقارعة خصومهم، ليس كافيا وحده لبلوغ الأمانى المصرية بالتأهل للنهائي الكبير ومن بعده التتويج بالبطولة والنجمة الثامنة، خاصة مع الإصابة المفاجئة التى تعرض لها كل من محمد النني متوسط الدفاع قبل مواجهة المغرب ومروان محسن نجم الهجوم في نهاية الشوط الأول لمباراة الأحد، حيث بات مطلوبا من الجهاز الفنى للفراعنة تجهيز البديلين المناسبين لهما، بعد دراسة أداء خيول بوركينا وعدم المغامرة الهجومية أو المبالغة الدفاعية حتى لا تشرب مصر من نفس الكأس التى ذاقتها تونس السبت الماضى.