((الواقع الجديد)) الثلاثاء 3 يناير 2017م/المكلا
بقلم : سعود الشنيني
بعد أن غابت الأسود الحضرمية المتمثلة بجيش البادية الحضرمي قسرا عن المشهد منذ العام 1967م ولخمسة عقود مضت بسبب الأوضاع التي سادت في تلك المرحلة أثر مؤامرات الرفاق التي عصفت بهم وغيبتهم عن المشهد للنيل من حضرموت تحت جنح المد القومي والثورات التي شهدتها المنطقة العربية آنذاك ، وقد سيطر الرفاق على حضرموت وأحكموا قبضتهم عليها بالحديد والنار بقتل كبار قياداتها العسكرية وشخصياتها الأجتماعية وتجارها ومصادرة الأملاك تحت مسميات البرجوازية والأصلاح الزراعي والتأميم ، وسجن قيادات من ذلك الجيش وتسريح من بقي منهم ، وما جرى من مطاردات للكثير من رجال حضرموت في الوديان والشعاب والصحاري وقتل من تمكنوا منه وألتجى من نجا منهم إلى دول الجوار ، كل هذا الإجرام والظلم الذي جرى في حضرموت كان لتجريدها من قوتها العسكرية والإقتصادية والأجتماعية القوية لأخضاعها ونهب ثرواتها ومداخيلها من الضرائب والعوائد الجمركية وعائدات المغتربين وغيرها من الموارد التي كانت ترفد خزينة الرفاق بأكثر من 70% من ميزانيتهم العامة آنذاك .
في العام 1990م سلم ذلك النظام المتهاوي الجمل بما حمل للشمال بالوحدة الظالمة وما تلاها بعد حرب 1994م من سيطرة على حضرموت بنفس نهج الرفاق الذي يثبت تشابه معدنهم وممارساتهم البغيضة بنهب ثروات حضرموت وتسخيرها فيدا ومغنما للمتنفذين من الطغاة ومافيا النفط الأحمرية في صنعاء رافق ذلك إفراغها من كوادرها بإلإغتيالات لكبار قياداتها وكوادرها العسكرية المؤهلة وكبار شخصياتها الإجتماعية وأحتكار شركاتهم لكل الأنشطة التجارية والخدمات النفطية والمقاولات والعمل والسيطرة على مساحات الأراضي وعلى الموانئ والشواطئ لتهريب المخدرات ونشر الفساد والإفساد وغير ذلك .
في منتصف عام 2013م تشكل حلف قبائل حضرموت بقيادة الرمز الوطني الحضرمي الشهيد سعد بن حبريش الذي جرى أغتياله في 2 ديسمبر من نفس العام وبسبب إغتياله قامت الهبة الشعبية الحضرمية في20 من نفس الشهر تغير خلالها وجه حضرموت إلى أشراقة أضاءت ليلها الحالك واستنهضت بنيها لوقف عصابات صنعاء ومتنفذيها على ظلمهم واستبدادهم لحضرموت الذي فاق كل التصورات وانكشف للعالم أجمع .
في 2 ابريل 2015م سيطر تنظيم القاعدة الإرهابي على مدينة المكلا عاصمة حضرموت والمدن الساحلية بعد تسليمها عمدا من قبل قادة القوات العسكري الشمالية المرابطة في حضرموت ، بدأتها القاعدة بأطلاق سراح السجناء ونهب بنكها الرئيسي وبنوك معينة والإبقاء على أخرى تابعة لرأس المال الشمالي ، تزامن ذلك مع تدمير وحرق الكثير من المرافق والمؤسسات الحكومية ونهب محتوياتها والسيطرة على الموانئ والمطار وميناء الضبة النفطي وكل المرافق والمنشآت الحكومية وتعطيلها .
رغم ما جرى لحضرموت من تعاقب ظالم من قبل طرفين متسلطين لا زالا يتربصان بها إلا أن أسود حضرموت المترقبة العودة لعرينها للذود عنه أدركت أن الزمن بات يتقلص أمامها والفرصة أصبحت مواتية للأنقضاض والزج بأشبالها للساحة العسكرية الحضرمية ليتشكلوا ويدكوا عروش الظلم والطغيان وعصابات النهب والفيد وصانعي الإرهاب ومنفذيه وطردهم من مدينة المكلا وبقية مدن ساحل حضرموت في 24أبريل2016م بنصر مؤزر لم يعرف التاريخ أسرع منه.
كل محاولات تلك العناصر الإرهابية أثناء وبعد الهزيمة تكسرت بفعل حدة مخالب الأسود الحضرمية ولم تستطع الأختراق لتنفيذ هجماتها الإرهابية . وفي الوقت نفسه فشل من جاء متمنطقا بخطام ال 67 م يبحث عن ما يعتقد أنها البقرة التي ورثها عن آبائه من رفاق الزمن الماضي لربطها بسهولة والعودة بها إلى زريبته العفنة كما يعتقد .
يتعجب السواد الأعظم من الحضارم من القلة القليلة من بني جلدتهم العاقين لحضرموت الذين عاصروا تلك المراحل وقساوتها ولم يتعضوا من ذلك الماضي اللعين وأصبحوا كالدلل(السماسرة) لعرض حضرموت للبيع في أسواق النخاسة شمالا وجنوبا بأبخس الأثمان .
ليعلم هؤلاء جيدا أن حضرموت ليست للبيع ، وهي ليست حضرموت الأمس بعد ظهور أسودها (قوات النخبة الحضرمية) لإيقاف من تسول له نفسه المساس بأمنها واستقرارها ونهبها وجرها إلى تبعيته ، وهي اليوم تتألق بكل أبنائها البررة وتتهيأ للعبور بخطى ثابتة إلى مستقبلها الواعد الذي ينتظرها بعيدا عن عصابات الفيد والنهب الأحمرية وتطبيل الرفاق الذي لا يناسب العصر .