الواقع الجديد موقع إخباري منوع مستقل
((الواقع الجديد)) الجمعة 30 ديسمبر 2016 / ميونيخ
وصل قطار البوندسليغا إلى فترة التوقف الشتوي بعد انتهاء الجولة الـ16 الأسبوع الماضي فعلى عكس العادة تم ترحيل الجولة 17 إلى مابعد التوقف بظل تغيير روزنامة مواعيد الدوري وتأخر انطلاقته هذا الموسم لكن من دون الحاجة للنظر إلى ما ستسفر عنه الجولة القادمة يبدو أن ما ولدته المراحل الـ16 السابقة كان كافياً لإحداث تغييرات جذرية لدى العديد من كبار الدوري.
بداية الحكاية:
انقلاب جذري على جدول الترتيب:
لو وضعنا جدول ترتيب البوندسليغا أمامنا سنفهم سريعاً سبب التقلبات الكبيرة التي حدثت مؤخراً فخلف بايرن ميونيخ الذي انفرد بالصدارة بآخر جولة يوجد على السلم كل من لايبزيغ وهيرتا برلين وفرانكفورت وهوفنهايم أي أن فرقاً بحجم بوروسيا دورتموند وباير ليفركوزن وشالكه وفولفسبورغ ومونشنغلادباخ اكتفت بلعب دور “الكومبرس” رغم خبرتها الكيبرة والأموال التي صرفتها وبشكل حقيقي أكثر بات طموح غلادباخ والفولفي هو الابتعاد عن مراكز الهبوط بالجولات الأخيرة وأمام هذه التغيرات الجذرية شاهدنا حملة تغييرات عشوائية بدأت لدى الكثير من الأندية ولم تنتهي حتى الآن.
نقطة تحول:
الكل يعلّق على شماعة المدرب:
بحصيلة تبدو أقرب للقياسية خسر 9 مدربين مناصبهم خلال النصف الأول من الدوري أي أن نصف الفرق قامت بتغيير قوّادها قبل الوصول لنهاية العام وآخر المنضمين لهؤلاء كان مونشنغلادباخ الذي عوض شوبيرت بكينيغ بعد رحيل الأخير عن فولفسبورغ وحتى مدرب آوغسبورغ ديرك شوستر الذي فاز بجائزة الأفضل بالموسم الماضي وجد ذات المصير قبل جولتين من التوقف.
علامة نجاح:
فرصة للفرملة والبدء من جديد:
أكثر ما يميز الموسم الألماني هو فترة الاستراحة التي تمتد لأكثر من شهر فبهذا الوقت تحصل الأندية على وقت كافٍ لتصحيح المسار والبدء من جديد بعيداً عن ضغط المباريات والمنافسات وبالتالي سيكون هذا الوقت بمثابة فرصة للعديد من المدربين الجدد كي يبدأوا بتطبيق أفكارهم مع فرقهم كما ستكون فرصة لمدرب مثل روجير شميدت ليثبت أن إدارة ليفركوزن كانت على حق حين جددت الثقة به.
التوقف الشتوي لطالما مثّل فرصة للكثيرين كي يكتبوا بداية موسم جديد لهم ولنا كمثال قريب ما فعله دورتموند قبل موسمين حين تقدم من قاع الترتيب للمركز السابع بالنصف الثاني من الدوري إضافة لما فعله ليفركوزن الموسم الماضي حين عاد من بعيد ليخطف المركز الثالث قبل نهاية الدوري لكن هذا العام قد نشاهد المدربين والإداريين يعملون سوياً للحصول على نتائج مهمة بعد فترة التوقف لأن حملة التغييرات لن تتوقف عند هذا الحد.
تطور القضية:
للاعبين نصيبهم أيضاً!:
عمل إداريي الأندية قد يتركز بالفترة القادمة على حسم مصيير العديد من اللاعبين لأن بعض النجوم اختاروا قطع مرحلة جيدة نحو نهاية مسيرتهم مع فرقهم ذهاباً وقد يكون الأوضح بين هؤلاء هو نجم الوسط الإسباني الخبير تشابي ألونسو الذي لم تقُم الإدارة بتجديد عقده الذي سينتهي الصيف القادم حتى الآن وبالتالي قد يرافق تشابي زميله هولغر بادشتوبر بعد أن بدأت التلميحات تتضح حول رغبة بايرن بالتخلص منه قريباً كما قد تكون هذه القائمة مرشحة للاتساع مع قرب انتهاء فترة إعارة كينغسلي كومان من يوفنتوس حيث لم تُعرب إدارة بايرن عن رغبتها بضمه بصفة نهائية حتى الآن.
بعيداً عن بايرن يبدو أن تشيشاريتو سيكون ضحية تأخر ترتيب ليفركوزن لأن المكسيكي تسبب بإضاعة الكثير من النقاط ذهاباً بسبب إهداره لفرص سهلة وركلات جزاء بالجملة ومنذ الآن بدأت التلميحات عن نية كوزن ضم المهاجم البديل للايبزيغ دافي زيلكه بعد بيع تشيشا مقابل حوالي 30 مليون يورو لأي نادٍ يرغب بضمه وبذات النسق يبدو أن صبر توخيل على شاهين انتهى تماماً في حين وصلت الحال المتأزمة بين فولفسبورغ ودراكسلر لحد تجاوز حدود أوراق الصحافة ووصل إلى صافرات الجماهير وهو ما جعل من الدولي الشاب أول المغادرين في رحلة عام 2017 مع انتقاله لسان جيرمان رسمياً.
مجرد رأي:
مازال التصحيح ممكن:
بدون أدنى شك حمل ذهاب الدوري الكثير من المتعة لأن هيرتا وفرانكفورت وهوفنهايم تفننوا بتعذيب الكبار لكن النصف الثاني من الموسم سيُلعب على الإمكانيات التكتيكية واللياقة أكثر من اللعب على الحماس وبالتالي قد نشهد على فرصة جديدة لباير ليفركوزن وشالكه من أجل تصحيح ما فات في حين يبدو أن حد غرق غلادباخ وفولفسبورغ قد فاق حدود المنطق وهو ما قد يبعدهم عن مقاعد دوري الأبطال لكن الأكيد هو أننا سنرى انتفاضة قوية منهما بالنصف الثاني.
تألق الصغار وخيبة الكبار هو العنوان الأكبر لذهاب الدوري وحتى بالسوق بدأنا نشاهد بايرن يهتم بضم لاعبَين من هوفنهايم سوياً وليفركوزن يسعى لضم مهاجم بديل بلايبزيغ فهل هي مفاتيح إعلامية من الكبار لفرملة الصغار أم أننا سنشهد فعلاً على هجوم حقيقي من كوزن وبايرن والآخرين لسحب أصحاب أمجاد النصف الثاني من عام 2016؟