الواقع الجديد “الخميس 10 أكتوبر 2024م / متير النقيب
مع اقتراب الذكرى الـ61 لانطلاق شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، التي بدأت من جبال ردفان الشامخة عام 1963، تتجه الأنظار إلى مدينة سيئون في وادي حضرموت، حيث تستعد المدينة لاحتضان “مليونية الهوية الجنوبية”. تأتي هذه المليونية في وقت حساس ومحوري، لتعزيز مطالب أبناء الجنوب باستعادة دولتهم كاملة السيادة، وتجديد العهد والتمسك بالثوابت الوطنية التي ناضل من أجلها الشهداء والجرحى.
*أهمية المليونية وتوقيتها
تعتبر مليونية الهوية الجنوبية حدثًا مفصليًا، حيث تلتقي أهدافها مع الذكرى العظيمة لثورة أكتوبر، تلك الثورة التي أشعلت شرارتها المقاومة الجنوبية في وجه الاستعمار البريطاني. اليوم، وفي هذا السياق التاريخي، تحمل مليونية سيئون رمزية بالغة في استمرار النضال الجنوبي لتحقيق الحرية والاستقلال.
ويؤكد مراقبون أن هذا الحدث يمثل محطة هامة للتأكيد على أن أبناء حضرموت، بكل أطيافهم، يقفون صفًا واحدًا ضد أي محاولات لطمس هويتهم الجنوبية أو فرض أجندات لا تتوافق مع تطلعاتهم الوطنية. وستكون المليونية فرصة لإرسال رسالة قوية إلى العالم بأن حضرموت، بجميع مناطقها من الساحل إلى الوادي، جزء لا يتجزأ من الجنوب العربي، وأن أبناءها مصرون على استعادة دولتهم الجنوبية المستقلة ذات السيادة.
*مشاركة حضرموت.. رسالة وحدة وإصرار
تعد حضرموت اليوم واحدة من أهم مناطق الجنوب، سواء من الناحية الجغرافية أو الاقتصادية، ولذلك فإن مشاركة أبنائها في هذه المليونية تمثل نقطة محورية في مسار القضية الجنوبية. وقد دعا المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلاً بقيادته وعلى رأسهم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، جميع أبناء حضرموت إلى الحضور الفاعل والمميز في هذه الفعالية.
وتكتسب الدعوة للمشاركة الفاعلة زخمًا إضافيًا نظرًا للوضع الحالي في وادي حضرموت، حيث يعاني أبناء المنطقة من وجود قوات المنطقة العسكرية الأولى التي يُنظر إليها باعتبارها قوات احتلال يمني، فضلاً عن تزايد المخاطر الأمنية وتهديدات الإرهاب. وتأتي المليونية لتكون بمثابة موقف شعبي ورسمي موحد ضد هذا التواجد وضد أي محاولات لاستمرار السيطرة على الجنوب بالقوة.
*الهوية الجنوبية بين الماضي والحاضر
ثورة الرابع عشر من أكتوبر لم تكن مجرد لحظة تاريخية، بل هي روح حية تتجدد في وجدان الجنوبيين. لقد قدم الجنوب قوافل من الشهداء والجرحى من أجل تحقيق حلم الحرية والاستقلال. واليوم، بعد 61 عامًا من تلك الثورة المجيدة، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بالهوية الجنوبية التي ناضل من أجلها الآباء والأجداد.
في هذا السياق، تُعد مليونية الهوية الجنوبية فرصة لتجديد الولاء لهذا المسار التحرري، وللتأكيد على وحدة الصف الجنوبي أمام التحديات الراهنة.
المجلس الانتقالي الجنوبي: الممثل الشرعي لأبناء حضرموت
يؤكد أبناء حضرموت اليوم أن المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، هو الممثل الشرعي والحقيقي لتطلعاتهم وآمالهم. وقد برز هذا التأييد بشكل واضح من خلال الدعوات المستمرة للمشاركة الفاعلة في مليونية الهوية الجنوبية، حيث يعول أبناء الجنوب على المجلس في قيادة المفاوضات القادمة بما يضمن حقوقهم ومطالبهم.
كما يعكس هذا التأييد الثقة الكبيرة التي يمنحها أبناء الجنوب للمجلس الانتقالي الجنوبي، كونه الحامل لمشروع استعادة الدولة الجنوبية المستقلة، وضمان تمثيل جميع مناطق الجنوب، بما في ذلك حضرموت، في أي مفاوضات أو حلول سياسية مستقبلية.
*رفض الاحتلال موقف لا يقبل المساومة
إحدى الرسائل الرئيسية التي تهدف المليونية إلى إيصالها هي رفض أبناء حضرموت الساحل والوادي لتواجد قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي تُعتبر رمزًا للاحتلال اليمني في الوادي. وقد عبر أبناء حضرموت مرارًا عن رفضهم القاطع لهذا التواجد العسكري الذي لا يخدم مصالحهم، بل يسهم في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ويُعد غطاءً لانتشار الإرهاب.
وتأتي المليونية لتكون منصة للتأكيد على أن حضرموت لن تكون ساحة مفتوحة للاحتلال أو الإرهاب، وأن أبناءها مستعدون للدفاع عن أرضهم وهويتهم مهما كانت التضحيات.
*تجديد العهد مع ثورة أكتوبر
مليونية الهوية الجنوبية في سيئون ليست مجرد فعالية احتفالية، بل هي محطة نضالية جديدة في مسار الثورة الجنوبية، تعكس وحدة الصف وتصميم أبناء الجنوب على تحقيق أهدافهم الوطنية. ومع حلول الذكرى الـ61 لثورة أكتوبر، يجدد أبناء حضرموت والعاصمة عدن وكل محافظات الجنوب العهد والولاء للثوابت الوطنية المتمثلة في الحرية والاستقلال، وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة.
ومن سيئون، سيُطلق أبناء حضرموت رسالة قوية وواضحة: الهوية الجنوبية ليست للمساومة، والنضال مستمر حتى تحقيق الأهداف النبيلة للشهداء والجرحى، واستعادة دولة الجنوب بكل سيادتها