الواقع الجديد “الأربعاء 15 مايو 2024م / خاص
التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي صباح الإثنين، سعادة السفير ستيفن فاجن سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى بلادنا، عبر الاتصال المرئي.
واستعرض اللقاء، الذي حضره عمرو البيض عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ممثل الرئيس للشؤون الخارجية، وأنيس الشرفي نائب رئيس الهيئة العامة للشؤون الخارجية والمغتربين مستجدات الأوضاع الإنسانية في بلادنا في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية وتردي الخدمات، وبهذا الخصوص أكد الرئيس الزُبيدي على أهمية تقديم دعم عاجل للحكومة لتمكينها من تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين وفي مقدمتها الكهرباء والمياه.
سياسيا، ناقش اللقاء الجهود المبذولة لأحياء العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في بلادنا وإحلال السلام في المنطقة، في ظل استمرار التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب وانعكاساته على الوضع الإنساني، وبهذا السياق، جدد الرئيس الزبيدي دعم مجلس القيادة الرئاسي والقوى المنضوية في إطاره، للجهود المبذولة على الصعيدين الإقليمي والدولي للوصول إلى سلام مستدام، منوها في الوقت ذاته إلى أنه من غير المنطقي الحديث عن خارطة طريق في ظل استمرار التهديد والخطر الحوثي على خطوط الملاحة الدولية.
وطالب الرئيس الزُبيدي الولايات المتحدة الأمريكية بتكثيف جهودها لحماية خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب والتصدي بحزم للعبث الحوثي الهادف لنسف الجهود المبذولة لإنهاء الحرب وإحلال السلام في المنطقة.
أمنيا، ناقش اللقاء تعزيز التعاون بين بلادنا والولايات المتحدة وشركائها لدعم وتعزيز قدرات القوات الأمنية وفي مقدمتها قوات خفر السواحل بما يمكّنها من تنفيذ مهامها في تأمين المياه الإقليمية والإسهام في التصدي للقرصنة الحوثية التي تستهدف سفن التجارة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
من جانبه جدد السفير فاجن التزام حكومة بلاده في تقديم الدعم والمساندة لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة بما يمكنهما من القيام بالمهام المنوطة بهما تجاه المواطنين، ومجددا موقف الولايات المتحدة الرافض للتصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب، وحرصها على تأمين خطوط الملاحة الدولية ومساندتها للجهود الإقليمية والدولية لإحلال السلام في بلادنا
*- المبعوث الأممي في ضيافة الرئيس:*
استقبل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الإثنين، في مكتبه بقصر الرئاسة في التواهي بالعاصمة عدن، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد هانس غروندبيرغ، ونائبه السيد سرهد فتّاح.
ورحّب الرئيس القائد في مستهل اللقاء، بزيارة السيد غروندبيرغ ونائبه والوفد المرافق لهما إلى العاصمة عدن، التي تأتي في وقت تعيش فيه البلاد ظروفا اقتصادية ومعيشية صعبة، مشيدا بالجهود الكبيرة التي بذلها المبعوث الأممي وفريقه خلال الفترة الماضية لتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية تُنهي الحرب وتؤسس لسلام شامل وعادل ومستدام في البلاد.
واستمع الرئيس الزُبيدي من السيد غروندبيرغ، الذي هنأ في مستهل اللقاء الرئيس الزُبيدي بالذكرى السابعة لتأسيس المجلس الانتقالي، إلى شرحٍ وافٍ عن آخر التطورات المرتبطة بالعملية السياسية وجهود السلام وخارطة الطريق، والملفات التي يعمل عليها مستشاروه وفريق عمله، وفي مقدمتها الملف الاقتصادي، وفتح الطرقات، وتبادل الأسرى.
وفي هذا الشأن جدد الرئيس الزُبيدي التأكيد على موقفي مجلس القيادة الرئاسي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، الداعمين لجهود السلام، والجهود الأممية والإقليمية التي تُبذل لحل جميع القضايا وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب من خلال إطارها التفاوضي الخاص المقر في مخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي، والمتفق عليه في مجلس القيادة الرئاسي.
وشدد الرئيس القائد على ضرورة أن يوازي موقفي مجلس القيادة الرئاسي، والمجلس الانتقالي الجنوبي الداعمين لخيار السلام، موقف من الطرف الآخر ينصب في ذات الاتجاه، مشيرا إلى أن الحديث عن عملية سياسية واتفاق سلام في ظل تصعيد مليشيا الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب، أمرٌ غير واقعي وغير مجدي.
ولفت الرئيس القائد إلى أن التصعيد الحوثي المستمر في البحر الأحمر وباب المندب، والإجراءات المالية الأحادية، فاقمت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد، كما أنها باتت ورقة تحاول استخدامها المليشيا الحوثية للضغط على المجتمع الدولي، لتحقيق مكاسب سياسية.
وأكد الرئيس القائد على أن عملية السلام لها ضوابط ومعايير دولية، يجب أن تلتزم بها جميع الأطراف، منوها في السياق إلى أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار، أو إجراءات لفتح الطرقات، يجب أن تتم تحت إشراف لجان مراقبة من الأمم المتحدة، لضمان تنفيذها ونجاحها.
ومن جانبه أوضح المبعوث الأممي أن كافة الجهود حاليا تنخرط باتجاه الحفاظ على ماتم إنجازه خلال الفترة الماضية، ووقف الخطوات أحادية الجانب من قبل جماعة الحوثي، والإجراءات التصعيدية التي قد تصل بالأوضاع في البلاد إلى واقع كارثي أسوأ مما هي عليه اليوم.
وأكد المبعوث الأممي أن التصعيد الأخير من قبل جماعة الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب، وحالة عدم الاستقرار في الإقليم، ودخول أطراف جديدة على خط الأزمة، قد أثّر سلبا على التفاهمات التي تم توصل إليها خلال اللقاءات السابقة، وأضفى مزيدا من التعقيد على الجهود المبذولة للتوصل لاتفاق خلال الفترة الحالية.
ونوّه السيد غروندبيرغ في ختام اللقاء إلى أنه وبالرغم من التعقيدات التي طرأت على طريق حل الأزمة، فإن الآمال مازالت قائمة للتوصل لاتفاق في جميع الملفات والقضايا المهمة وفي مقدمتها قضية الجنوب، مقدما شكره وتقديره لمجلس القيادة الرئاسي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، على التجاوب الكامل مع الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لإحلال السلام.
*- انتشال قطاع الكهرباء:*
التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء، سعادة عبدة شريف سفيرة المملكة المتحدة (بريطانيا) لدى بلادنا، عبر الاتصال المرئي.
وناقش الرئيس الزُبيدي خلال اللقاء، الذي حضره عمرو البيض عضو هيئة الرئاسة الممثل الخاص للرئيس الزُبيدي للشؤون الخارجية، مستجدات الأوضاع الاقتصادية، والإنسانية في بلادنا، والتطورات ذات الصلة بعملية السلام، وخارطة الطريقة الأممية، في ظل التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب.
وجدد الرئيس الزُبيدي، التأكيد على موقف المجلس الانتقالي الجنوبي، ومجلس القيادة الرئاسي، الثابت والداعم لخيار السلام، منوها في السياق نفسه، إلى أن الوقت الحالي غير ملائم للحديث عن ذلك، بسبب استمرار مليشيا الحوثي في صلفها وتهديداتها لخطوط الملاحة الدولية، وتسببها بمضاعفة معاناة المواطنين في مختلف المجالات.
وأثنى الرئيس القائد على الموقف البريطاني والأمريكي، والأوروبي الموحّد في مواجهة التهديدات الحوثية للملاحة الدولية، مؤكدا أن أي تماهٍ تجاه الهجمات الإرهابية الحوثية، وأعمال القرصنة التي تمارسها ضد السفن التجارية في المياه الدولية، قد يُشجّع منظمات إرهابية أخرى على أخذ نفس المنحى في مناطق أخرى من العالم.
وتطرق اللقاء إلى ما تشهده العاصمة عدن، والمحافظات المُحررة من تدهور في القطاعات الخدمية والأوضاع الاقتصادية، وفي هذا الشأن وجّه الرئيس الزُبيدي الدعوة لحكومة المملكة المتحدة، للتدخل في هذا الملف ولعب دور أكبر إلى جانب الأشقاء في التحالف العربي، وتعزيز قدرات الحكومة للنهوض بالقطاعات الخدمية وقطاع الكهرباء على وجه الخصوص.
من جانبها، جددت سعادة السفير عبدة شريف التأكيد على موقف بلادها الداعم لجهود المبعوث الأممي لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، مشيرة إلى أنها تتفق مع وجهة نظر الرئيس الزُبيدي، في أن تلك الجهود لا يمكن أن تأتي ثمارها في ظل التهديدات الحوثية المتصاعدة في البحر الأحمر وباب المندب.
كما أكدت السفير البريطانية التزام حكومة بلادها بالعمليات الدفاعية في مواجهة الهجمات الإرهابية الحوثية التي تستهدف خطوط الملاحة الدولية، لافتة إلى أن تلك الهجمات ليس لها أي تأثير على الأوضاع في قطاع غزة، ولكن ضررها يعود على اليمنيين في المقام الأول.
وفي سياق آخر، عبّرت السفيرة البريطانية عن أسفها لما يعانيه المواطنون في العاصمة عدن والمحافظات الأخرى من انقطاعات لخدمة الكهرباء لساعات طويلة، مؤكدة أن حكومة بلادها تولي اهتماما خاصا لهذا الملف، وستبذل أقصى جهودها للمساعدة على إيجاد حلول فاعلة لهذه المعضلة.
وأشادت السفيرة البريطانية في ختام اللقاء، بالجهود الكبيرة التي يبذلها الرئيس الزُبيدي لتذليل الصعاب أمام المنظمات الدولية العاملة في العاصمة عدن والمحافظات الأخرى، مؤكدة أن ذلك سيساعد المنظمات الدولية على لعب دور أكبر في تقديم خدماتها الإغاثية والإنسانية للفئات المحتاجة والأشد احتياجا بكل سلاسة ويُسر.
*- تحركات مدروسة:*
الرئيس الزُبيدي يكثّف من لقاءاته الدبلوماسية في ظل الحراك السياسي الراهن الذي يرمي إلى التوصل إلى تسوية سياسية تضع حدا للتوترات الراهنة سواء فيما يخص المسار السياسي أو الوضع العسكري.
وتكثيف الحضور الجنوبي على الساحة السياسية يحمل أهمية بالغة لتفويت الفرصة عن أي مخططات مشبوهة ترمي من خلالها القوى المعادية للمساس بهوية الجنوب وحقه شعبه في استعادة دولته.
وثمن جنوبيون، الحراك السياسي المكثف الذي ينخرط فيه الرئيس الزُبيدي كونه يمثل تعبيرًا حقيقيًا عن قضية شعب الجنوب العادلة في مختلف المحافل.
ويتزامن هذا النشاط المكثف مع حلول الذكرى السنوية لتأسيس المجلس الانتقالي، والتي مثّلت مناسبة فعالة وقوية لإقدام الجنوبيين على تجديد التفويض الموجه للقيادة السياسية لضمان تحقيق التطلعات الوطنية.
*- القوى الدولية ورؤية الجنوب:*
المواقف التي عبر عنها الرئيس الزُبيدي خلال الاجتماع، تأتي في إطار موقف الجنوب الراسخ الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بالعمل على غرس الاستقرار وإيجاد حلحلة للأزمة الراهنة.
والجنوب شريك أساسي ورئيس في الجهود المبذولة من أجل الاستقرار، وله باع طويلة في هذا الأمر سواء من خلال الجهود العسكرية أو على صعيد العمل السياسي من خلال إتباع سياسات رصينة وحكيمة لعبت دورا أساسيا في فرض الاستقرار.
في المقابل، تحرص القوى الدولية على سماع رؤية الجنوب إزاء التحديات الراهنة، تأكيدًا على أهمية الدور الذي يلعبه في إطار العمل تحقيق الاستقرار على الأرض.