الخميس , 14 نوفمبر 2024
66295eb4315da.jpeg

ذكرى تحرير ساحل حضرموت.. راية الإمارات ترفرف في مواجهة الإرهاب

الواقع الجديد “الخميس 25 أبريل 2024م / خاص

تحل الذكرى الثامنة على تحرير حضرموت من القاعدة، يوم ذهب فيه الإرهاب إلى طي النسيان، وتخلد فيه ملحمة إماراتية – يمنية لا تنسى.

ففي مثل هذا اليوم من عام 2016، خاض القادة الإماراتيون في الميدان مع رفاقهم من أبناء حضرموت ضمن قوات التحالف العربي مهمة تحرير مدينة المكلا، حاضرة المحافظة المطلة على بحر العرب من التنظيم الإرهابي.

آنذاك، كان تنظيم القاعدة قد سيطر على المدينة الساحلية، عاصمة أكبر محافظة يمنية، لمدة عام و22 يوما، وحولها إلى منصة عالمية للعمليات الإرهابية، قبل أن تفتح قوات التحالف ثاني جبهاتها بالتزامن مع المعركة الرئيسية مع مليشيات الحوثي.

وبعد 6 أشهر من الإعداد والتدريب والتجهيز، انطلقت ساعة الصفر وبدأ الزحف نحو مدينة المكلا من 3 محاور شرقا وغربا، في معركة لم تسمح للقاعدة بالتقاط أنفاسها.

وكانت القيادة الإماراتية كلفت العميد الركن مسلّم الراشدي لهذه المهمة الصعبة، فيما تولى العميد أبوخليفة عملية التحرير والإشراف على تنفيذ العملية والتخطيط لها بدقة.

وانطلق المحور الأول (الشرق) من بلدة “الهضبة” وصولا إلى “الضبة”، وهو ميناء الزيت الأساسي في حضرموت، وفق شهادات قادة يمنيين تحدثوا لـ”العين الإخبارية” عن المعركة.

أما المحور الثاني (الغرب)، فتوغل عبر الطريق القبلية، وصولا إلى المكلا نفسها، حيث مهمة تحرير مطار الريان الدولي، الذي كانت جميع بواباته مليئة بالمتفجرات.

والمهمة الثانية، لدى هذا المحور، كانت تحرير القصر الجمهوري غرب المكلا، كونه يعتبر مقرا لتنظيم القاعدة آنذاك، ومركز العمليات الأساسي للتنظيم الإرهابي.

وكان محور الوسط (القلب) هو الأهم، وقاده اللواء ركن فرج البحسني، نائب المجلس الرئاسي حاليا، من الجانب اليمني، إلى جانب قائد من قوات التحالف وضباط ميدانيين آخرين.

وانطلق هذا المحور من بلدة قريبة من غيل بايمين باتجاه بلدة عبدالله غريب وصولا إلى مطار الريان قبل التوجه للمكلا، وبوحدة الحضارم تم القضاء على عناصر الإرهاب.

وكانت هناك غرفة العمليات والسيطرة، التي جمعت المعلومات وتحرت التفاصيل الدقيقة عن مخططات عناصر الإرهاب وكشفها وإحباطها، وفق نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني.

عوامل النصر
وأعرب البحسني عن فخره “بقادة ظلّت بصمات الشجاعة والبسالة والتضحية والنصر شاهدة عليهم في 24 أبريل من عام 2016، وشاهدة على بطولاتهم ولما أبدوه من قوة وانتصار لحضرموت”.

وقال البحسني: “نفتخر في كل ذكرى من تحرير ساحل حضرموت بقادة من القوات المسلحة الإماراتية”، مشيدا بيقظتهم ليلا ونهارا من أجل وضع الخطط المناسبة.

وسرد البحسني تضحيات عديد الضباط الإماراتيين وقال إن “هذا الدور البطولي للقادة الإماراتيين على أرض حضرموت، يجسد دورهم الحاسم في تحقيق النصر لقوات النخبة الحضرمية في معركة تحرير ساحل حضرموت”.

ولفت إلى أنهم كانوا “في مقدمة الصفوف” جنبا إلى جنب معه، وكان “الإصرار والعزيمة لهؤلاء القادة الشجعان أحد الركائز الأساسية للنصر”.

وأكد أن “الخبرة الكبيرة للقادة الإماراتيين في مكافحة الإرهاب، كانت عاملا مهما في حسم المعركة وسرعة تطهير ساحل حضرموت بضربات جوية دقيقة لمعاقل الإرهاب بالمكلا، وبتغطية جوية للقوات المحررة، أظهرت كفاءة عالية لسلاح الجو والاستعداد الحربي المتفوق”.

وأشار إلى أنه “لم يتصور كثيرون حجم المخاطرة التي قدمها الأبطال من القوات المسلحة الإماراتية في كثير من المواقف الصعبة، وحجم العدة التي كان يعدها تنظيم القاعدة لحصد كثير من الأرواح، بتفخيخ عدة أماكن حيوية بحضرموت”.

وذكّر أنه بعد تطهير ميناء الضبة قامت وحدة متخصصة من القوات الإماراتية بالكشف عن حجم مهول من العبوات الناسفة والألغام بالضبة، التي كانت مزروعة من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي.

وأوضح أنه “وللكفاءة العالية وخلال فترة وجيزة، تم إبطال العبوات الناسفة وتصفية كافة المواقع الملغمة”، مشددا على أنه “لولا هذا الدور لتسببت في الكثير من الضحايا”.

وضع إكليل الزهور على نصب الجندي المجهول في حضرموت

وقفة للتاريخ
واعتبر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن النصر في 24 من أبريل لا يزال قائما وثابتا، وهذا بفعل “وقفة للتاريخ من الأشقاء، لدعم جهود قوات النخبة الحضرمية لفرض الأمن والاستقرار وصد كل مشاريع التخريب في أكبر محافظات البلاد من شرقها لغربها في ظل حرب الحوثي القائمة”.

وقال إن “تلك الوقفة الصادقة لإرساء السلام والأمن بحضرموت كانت عامل صمود لقوات النخبة الحضرمية، ووقفة لا تنسى مع حضرموت وأمنها واستقرارها، وما نتج عنه من تجربة فريدة”.

وأشار إلى أن تلك “التجربة الفريدة” جعلت ساحل حضرموت “نموذجا فريدا في البناء العسكري السليم، ونموذجا لتوافق القوات العسكرية والأمنية ونموذجا يحتذى به للأمن والاستقرار”.

من جهته، قال نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي إن 24 من أبريل 2016 سيظل حدثا استثنائيا في تاريخ الشعب اليمني، يوم اجترح فيه أبطال القوات المسلحة من منتسبي قوات النخبة الحضرمية “الأشاوس” نصرا تاريخيا مؤزرا.

لافتا إلى أن هذا النصر تكلل بدحر فلول تنظيم القاعدة الإرهابي من ساحل حضرموت بدعم ومساندة “الأشقاء الكرام” في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

ووصف عيدروس يوم 24 أبريل باليوم المجيد، الذي سيخلده التاريخ ليحكي للأجيال قصة أولئك “الأبطال الميامين”، الذين “استرخصوا أرواحهم ودمائهم”، فسطروا ملحمة تاريخية تحولت على إثرها مناطق الساحل إلى واحة أمن وأمان، مؤكدا أن “الواقع خير شاهد” على ذلك.

استذكار التضحيات
وكان ناشطون يمنيون أطلقوا، على نطاق واسع، وسم “بالنخبة حضرموت تنتصر”، الذي استذكروا من خلاله تضحيات القادة من أبناء حضرموت والإمارات ودول التحالف، الذين لعبوا دورا محوريا في تحرير المحافظة من تنظيم القاعدة.

وفي السياق، وضع عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني، اليوم، بمدينة المكلا، إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول بالنصب التذكاري وساحة شهداء حضرموت، في إطار الاحتفالات بالذكرى الثامنة لتحرير ساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.

ويتقدّم فكرة تصميم ضريح الجندي المجهول، مجسم الحصن بشكل منحوت أوسطه جندي حاملا سلاحه، وتشكيل الجندي بعمودين، يتكئ كل واحد منهما على الآخر، تجسيدا لوحدة حضرموت.

وهناك عمودان خلفيان يشكلان قوس النصر الذي يحتضن الجندي، مع إكساء لون الضريح باللون الأسود في دلالة على الحزن والفقد، وساحة التشجير الخضراء التي تدل على رياض الجنة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.