الواقع الجديد “الخميس 11 يناير 2024م / رامي الردفاني
عاود خصوم الانتقالي المراهنة على مشاريع تفتيت الجنوب بإحياء ورقة “الإقليم الشرقي” والمطالبة به كطرف ثالث ضمن التسوية السياسية القادمة, أوراق خاسرة تلعب عليها القوى المعادية للمجلس الإنتقالي الجنوبي ( حزب الإخوان والحوثي) بهدف تفتيت الجنوب وإسقاط قضيته العادلة , فمنذ ان ظهرت الورقة للمرة الأولى على يد القيادي البارز في حزب الإصلاح (إخوان اليمن) صلاح باتيس، عقب هزيمة التشكيلات العسكرية والأمنية الموالية للحزب في شبوة أغسطس 2022م، والتي لم تلق تجاوباً أو تأثيراً يذكر, توارت فكرة الإقليم الشرقي الذي يضم محافظات شبوة، حضرموت، المهرة، وسقطرى، عن الأحداث مع انتقال المعركة إلى محافظة حضرموت، مما دفع بخصوم الانتقالي وعلى رأسهم الإخوان بورقة “مجلس حضرموت الوطني” الذي تشكل بعد نحو عام تقريباً من ظهور “الإقليم الشرقي” إلا أن تلك الورقة تعثرت هي الأخرى.
وبالتزامن مع التحركات والخطوات السياسية الهامة التي قام بها الانتقالي مؤخراً على المشهد الجنوبي، دفع الإخوان لإحياء ورقة ثالثة تحت مسمى” الإقليم الشرقي” بنشر باتيس وإعلام الإخوان بياناً صادراً “شخصيات اعتبارية” من أبناء الإقليم يطالب بما أسماه “حضور متوازن وعادل وندي لأبناء الإقليم الشرقي.. لا يتبع لشمال ولا جنوب في أية تسوية سياسية من خلال تمثيل عادل يضمن لهم الشراكة والندية”، من خلال التمثيل “في أي مفاوضات أو مشاورات للتسوية السياسية النهائية بشكل عادل بما يضمن استحقاقاتهم”.
اللافت في ذلك الإشادة غير المسبوقة التي حظي بها البيان من قبل رئيس مجلس الشورى أحمد بن دغر الذي قال بأن أصحابه “حافظوا على موقف وطني يمني لا مواربة فيه”، بل زعم أن البيان هو “صوت الجمهورية والوحدة الاتحادية قوية يمنية وطنية” و”أنه قول فصل ليس بعده قول”.
” ردة فعل “
البيان يأتي بشكل واضح كردة فعل على الخطوات الأخيرة التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي وبخاصة اجتماع مجلس العموم التابع للمجلس في عدن الأسبوع الماضي ومخرجاته التي بدا فيها أشبه بتفويض سياسي جنوبي لقيادة الانتقالي استعداداً لأي مفاوضات تسوية قادمة.
كما أن تحريك ورقة “الإقليم الشرقي” جاء رداً على الاهتمام الواضح والخاص الذي حظي به هذا الإقليم على هامش اجتماع مجلس العموم في عدن، وتمثل في اللقاءات المنفردة التي عقدها رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي مع وفود محافظات شبوة، حضرموت، المهرة، وسقطرى والتي عكست إدراك قيادة الانتقالي لحجم المعركة المقبلة والصراع الذي يواجه في هذه المحافظات من قبل خصومه وحجم ما لديهم من مشاريع وأوراق تفتيت خارطة الجنوب باللعب على إرث الماضي، حتى وإن كانت تتناقض مع كل ادعاءاتهم ومزايداتهم بأسم “الوحدة”، فضرورة مواجهة الانتقالي تُبيح محظورات “الانفصال” لديهم.
” رفض جنوبي”
أجمع سياسيون وناشطون واعلاميون جنوبيون عن رفضهم المطلق ما يسمى المجلس الموحد للمحافظات الشرقية.
وقال الاعلامي ” محمد العولقي” :”نحن أبناء شبوة كغيرنا من أبناء حضرموت و المهرة و سقطرى نوضح أن ما يسمى المجلس الموحد للمحافظات الشرقية التابع لحزب الإصلاح والحوثي، الذي يروج له الإخواني صلاح باتيس لا يمثلنا ولا نعترف به لا من قريب ولا من بعيد”.
واضاف العولقي :”نحذر باتيس وغيره من التحدث بأسمائنا، ونؤكد أننا لم نفوض أحدا من هؤلاء الذين فشلوا في حياتهم الاجتماعية والسياسية والشعبية، الذين يسعون بمشاريعهم التخريبية إلى إبقائنا تحت حكم الإخوان والحوثي ويخدمون بها أجندات خارجية معادية”.
وعلق ” فريد الدويل باراس” “ضاقت بهم أرض شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى الجميلة بما رحبت ليعقدوا مؤتمر صحفي في سيئون اليوم الثلاثاء باسم “دعاة الإقليم الشرقي” لتدشين العودة الجماعية لأربع محافظات جنوبية كبيرة وبرعاية إعلامية من وسائل اعلام حزب الإصلاح اليمني أعلن عنه الاخونجي والاصلاحي الحضرمي “صلاح باتيس” في مدينة سيئون القابعة تحت نير وسطوة الاحتلال اليمني بحماية ورعاية الحاشدي “يحي أبوعوجا”.
وقال شاعر حضرموت ومدونها السياسي الأستاذ “عبدالله الجعيدي” في تغريده على منصة إكس قال فيها إن هذا المؤتمر الصحفي متسائلا:
“لماذا سيعقد دعاة ما يسمى بالإقليم الشرقي مؤتمرهم الصحفي في سيئون بوادي حضرموت لا في إحدى عواصم محافظات اقليمهم المزعوم (المكلا عتق الغيضة حديبو)؟” “أو إنهم لا يستطيعون القيام بأي نشاط إلا تحت حماية قوات المنطقة العسكرية الاولى لإنهم يدركون إن لا قبول لهم إلا في سيئون فقط؟”
الكاتب السياسي الجنوبي ” صالح علي الدويل باراس” علق في هذا السياق “الكل يعلم ان اوضاع شبوة ليست مثالية كغيرها في الجنوب واليمن وفي سياق حرب انتجت ظروف واحوال غير مثالية لكن معالجة اي اختلالات فيها تكون بتكاتف الجميع مع محافظها وسلطاتها وامنها وليس بمن يقوم بدور ” رقيه المصلية” لجهات لا تريد لشبوة خير ويراد بها تنفيذ مخطط خبيث للزج بها في صراعات باسم المطالب المشروعة التي لن يحققوا منها شيئا للمواطن بل يريدونها مجرد شعار للفوضى”.
وقال : ” حين تكون اي بلاد في حرب ومخاض حلول تورط فيها اقليمها ، فان لا شيء يأتي فيها يكون صدفة او من منطلق الحرص على المواطن او الوطن بل في سياق صراع اجندات ومشاريع او دعم خروج آمن!! ، وقد تكون بعضها محجوبة في حظائر الانتظار الاقليمية حتى أذنت لها بما يتوافق وما يحقق اجندتها ، وقد تكون جاءت في سياق “نحن هنا”.
وأضاف : ” في غمار الحرب والتفاوض يعتبر اي مشروع بأسم الاقاليم مشروعا تفكيكي للجنوب لصالح الحوثي فقوة وحدة الجنوب قوة ليست له فقط بل للقوى الحية في الشمال التي تعادي مشروع الحوثي/ ايران”.
“يعلم التحضيريون ان خيار شعب المحافظات التي يتكلمون باسمها جنوبيا وانها لم تفوضهم ماعدا “ذباب” موزع يضج في التواصل الاجتماعي ، وعبارة ان “الاقليم الشرقي لايتبع الجنوب ولا يتبع الشمال” عبارة تستخف العقول ، فالوحدة صارت بين بلدين وحتى في الحوار اليمني الذي شارك بعضهم فيه ناقشوا القضية الجنوبية ولم يسمع احد انهم ناقشوا قضية اسمها قضية شرق اليمن او الاقليم الشرقي !! ومن يرفضون استقلال الجنوب باسم الاقليم الشرقي يعني قبولهم ب”الحوثنة” شمالا ثم جنوبا ، فلم يترسخ الاقليم قضية وطنية لدى الشعب والنخب في المحافظات التي تحدثوا باسمها كما هي مترسخة القضية الجنوبية ، هذه الاوساط الشعبية هي التي تدفع ضريبة الدم وليست النخب التي “تتفندق” في الخارج مع اول استشعار للخطر ، كما ان وثيقة العهد الاتفاق التي شرعنتها الامم المتحدة الغت الاقاليم ثم عمًدها الحوثي الانقلاب 21 سبتمبر والاجتياح وحرب السنوات التسع فلا ندري على اي قاعدة سيكون الاقليم لا شمالي ولا جنوبي في ظل حوار سعودي حوثي لخروج آمن لها من الحرب”
وقال الكاتب ” سعيد الجريري ” من وقعوا على مذكرة ما سمي بالإقليم الشرقي ممن شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء 2013 – مع التقدير لهم كأشخاص – لم يكونوا يمثلون سوى أنفسهم ومن اختارهم وأحزابهم ولاسيما الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، وهما حزب واحد في المنشأ، تقاسما الأدوار فقط، وفق عقيدة سياسية توسعية على خلفية أساطير الواحدية والحق التاريخي ثم الإلهي”.
الآن، بعد 8 سنوات حرب بسبب الأقاليم والحوار الوطني، يحاولون خلط الأوراق بالحديث عما أسموه الإقليم الشرقي، لإظهار (قضية دولة الجنوب)، كقضية تتنازعها جماعات من هواة تشكيل المجالس والمكونات، ولكل منهم فيها مآربه. وبذلك فهم يقدمون خدماتهم – كما كان أغلبهم يقدمها خلال 30 عاماً، لحزبي القبيلة السياسية – لتعزيز موقفهما التقاسمي الضعيف على طاولة الحوثي سيد عاصمتهم اليمنية، التي كانت ولا تزال تدار ، وفق منهجها السياسي والقبلي، مخططات نهب القرار والثروة والسلطة في حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، وعدن ولحج وأبين، (محافظات الدولة العربية المستقلة التي دخلت شريكاً في إعلان وحدة سلمية انتهت بالحرب).
وأضاف :” من لم تزل في رقبته بيعة سياسية أو إيديولوجية لأي من تلك الأحزاب قاصر عن أن يدعي حتى مجرد الحديث عن مستقبل هذا الوطن المستلبة إرادته وهويته، فحزب (الإصلاح – المؤتمر) هو الذي دمر ، وعمّق الفساد الشامل، حتى سلم رئيسه رابع عاصمة عربية لوكلاء إيران: جماعة الحوثي كهنوت اليمننة الجديدة التي يروج هؤلاء اليوم لإقليمهم الشرقي تحت إبطه السياسي”
وقال ” سالم حسين الربيـزي” :” زاد التعدد والتنوع لأسماء التشكيلات والمكونات والمجالس في حضرموت بنفس النمط الذي سبقهم بالفشل نتيجة اخفاء مدير التأليف والاخراج الذي يعمل من خلف الكواليس لا عداد هذا السيناريو الهزيل والمقزز في حاضرت مجتمعنا الجنوبي الذين يجهلون من يطلعون فوق المسرح لاداء دور المسرحية بدون جمهور “
” من المؤكد سيكون الفشل مدوياً اسوة بمن سبقوا هم من تشكيلات كوكتيل بتكرار اسمائهم المعروضة ضمن صفحات الفشل تنتهي فور الاعلان عنها كفقاعة الصابون، ولم يتعضوا عادوا الى التقسيم الجغرافي الثلاثي بما يسمى التحالف الشرقي فلا تستحوا اضيفوا مأرب والجوف لأجل اظهار المؤلف والمخرج لهذا السيناريو الهزيل الذي يحرق الصفة الانسانية وتجاهلها , الى مزبلة التاريخ الذي يدون كل الخطوات المشبوهة فما بالكم بالمؤكد الذي يظهر باهتمامكم”
وقال الإعلامي “عمر ثوري” :” تحت حماية القوات الزيدية اليمنية في وادي حضرموت أعلن -منيل بستين نيلة – في مؤتمر صحفي عن إشهار (المجلس الموّحد للإقليم الشرقي).
في هذا المرة جاء الدكان الجديد بطمس مسمى “حضرموت” وتحويلها إلى المسمى الجديد “الشرقي” ليكشف الحب الزائف لحضرموت عند القائمين عليه، ارضاءً لبعض الجهات اليمنية..
وسبق وأن تم تحويل حضرموت إلى مجرد رقم (المحافظة الخامسة) في عهد الجبهة القومية، وظلّت تلك الخطيئة بصمة لا تنسى، ذهبت الجبهة وبقيت حضرموت, ثم نأتي ونتساءل كيف لحريص على حضرموت حد زعمه أن يمحو أسمها ويكتب لها أسما جديدًا ؟