الإثنين , 23 ديسمبر 2024
1701342832-1.jpeg

مسؤولون عسكريون: دماء شهداء الإمارات عبدت طريق النصر في الجنوب واليمن

الواقع الجديد “الخميس 30 نوفمبر 2023م / خاص

من عدن إلى مأرب وحضرموت وحتى ساحل الغربي، روت دماء شهداء دولة الإمارات هذه الأرض لتعبيد طريق النصر.

هذا ما أكده مسؤولون عسكريون في يوم الشهيد الإماراتي والذي يهل في الـ30 من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام مخلدا مسيرة عطاء ودروس للأجيال القادمة.
وقال المسؤولون لـ”العين الإخبارية” إن دماء شهداء دولة الإمارات شكلت محور ارتكاز للانتصارات في اليمن ابتداءً من عدن وحضرموت مرورا بمأرب ولحج وأبين وشبوة وحتى تعز والحديدة في جبهتين عسكرية وإنسانية.

ذكرى عظيمة
وقال قائد القيادة والسيطرة التابعة للمنطقة العسكرية الثانية في حضرموت العميد فيصل أحمد بادبيس، إن يوم الشهيد الإماراتي يعد ذكرى عظيمة لكل إنسان يمني خصوصا في حضرموت التي شهدت أعنف المعارك ضد تنظيم القاعدة بدعم ومشاركة إماراتية فاعلة.

وأضاف، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن أبناء دولة الإمارات ضحوا في كل البقاع ابتداءً من تحرير عدن، فكانوا في الصفوف الأول في الجبهات وهم يقودون هذه المعارك إلى جانب إخوانهم اليمنيين حتى تحررت عدن.

وأوضح أن العسكريين القادة والضباط الإماراتيين “استبسلوا في المعارك في حضرموت وعدن والساحل الغربي وتعز وشبوة ومأرب وروت دماؤهم التراب”.

وأشار إلى أن يوم الشهيد الإماراتي يعد فرصة لتعزية أسر الشهداء كذكرى عظيمة خالدة في اليمن ودولة الإمارات والتي ستظل في الوجدان والقلوب ودروسا للأجيال في المدارس.

وأكد أن “ما قدمته دولة الإمارات لم تقدمه أي دولة أخرى وقد ضحت بأبنائها في المعارك حتى تحررت غالبية الأراضي التي كانوا متواجدين فيها عيال زايد”.

وعن دور دولة الإمارات في محاربة القاعدة، قال المسؤول العسكري إنها تتجسد في ملاحم تحرير المكلا وساحل حضرموت لا سيما عملية المسيني، كما حضرت دولة الإمارات في تحرير شبوة من القاعدة والحوثي وشاركت في الصفوف الأولى للمعركة.

وبشأن الموقف العملياتي، أوضح المسؤول العسكري أن الحرب تدور على أشدها في الضالع وحتى “الحد يافع” بلحج مع مليشيات الحوثي كخطوط تماس ملتهبة على حدود الجنوب .

كما أن المواجهات لا تزال على أشدها في مأرب، وقد كان للجيش الإماراتي دور محوري في تحرير هذه المحافظة التي تشكل أهم معقل للحكومة اليمنية شمالا والوصول إلى مشارف صنعاء وذلك جنبا إلى جنب مع القوات السعودية.

أما ما يخص المعركة في الساحل الغربي فقد وصل الجيش الإماراتي مع القوات المشتركة إلى مشارف مدينة وميناء الحديدة لكن القرار الأممي أوقف هذه المعركة والكل يعرف ذلك ما أجبر مليشيات الحوثي للدخول في هدنة هشة.

وأعرب بادبيس عن شكره لقيادة دولة الإمارات العربية ممثلة في الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وكل القيادات السياسية والعسكرية في يوم الشهيد الإماراتي، مؤكدا أن دولة الإمارات وقفت إلى جانب اليمن بكل المحافل الدولية وعلى الأرض.

وأشار إلى “الدعم الإماراتي للنخبة الحضرمية وأن دولة الإمارات قدمت الغالي والنفيس بما فيها الدماء والإمكانيات وشيدت النخبة الحضرمية على أسس عسكرية وعلمية ولا يزال اللسان يعجز عن وصف ما قدمته دولة الإمارات لنا”.

وتعهد المسؤول بعدم نسيان ما قدمته دولة الإمارات وأنه سيظل في الوجدان خالدا، مشيرا إلى عمله إلى جانب الضباط الإماراتيين والذي “لم نشاهد منهم إلا كل الدعم والإسناد والاحترام المتبادل والعطف والنصائح والدعم اللا محدود”.

وأشاد بادبيس “بدور أسر الشهداء الإماراتيين والذين نعوا أبناءهم بفخر في مواقف جسدت عظمة اللحمة العربية وأن اليمن بلدهم الثاني ولم يكن هناك تراجع لا من قبل المواطنين ولا الدولة، منذ أول معركة بعدن ومأرب”.

حدث استثنائي
“يشكل يوم الشهيد الإماراتي حدث استثنائي فهو يصادف يوم الـ30 من نوفمبر/ تشرين الثاني وهو يوم خروج آخر جندي بريطاني من عدن ليشكل العيد عيدين في اليمن”.

هذا ما أكده متحدث القوات الجنوبية في اليمن المقدم محمد النقيب بأن يوم الشهيد الإماراتي يعد حدثا استثنائيا يعيد التذكير بالملاحم الإماراتية بمختلف الجبهات والتي اختلطت مع أبناء المقاومة الجنوبية وشكلت لُحمة تضامن وتحالف وطني وقومي كبير.

وأعرب المسؤول العسكري عن فخره بما قدمته دولة الإمارات من انتصارات قائلا إنه “لولا الدعم الإماراتي بمختلف الجوانب اللوجستية وكذلك الإغاثي والإنساني والمشاركة الميدانية في العمليات العسكرية، ما كان لهذه الانتصارات أن تتحقق، ولما عشنا لحظة الزهو والانتصار”.

وبحسب النقيب في حديثه لـ”العين الإخبارية”، فإن “دماء شهداء دولة الإمارات شكلت محور ارتكاز ومحور نجاح على الأرض منذ اللحظة الأولى التي انهمر فيها دم الشهيد القائد عبد العزيز الكعبي في ملحمة تحرير مطار عدن الدولي لتتولى الانتصارات إلى العند ولحج وحتى باب المندب”.

وأضاف أن “القوات الإماراتية لم تكن فقط مشاركة على أرض الجنوب في مواجهة مليشيات الحوثي، وإنما كانت تتحرك قُدما في الصفوف الأمامية إلى مأرب وغيرها من مناطق الشمال”.

وأوضح أن “دولة الإمارات وفرت كل مقومات المعركة التي خضناها وعلى رأسها مقوم الدم، وكان أول الشهداء الملازم عبد العزيز الكعبي الذي قاد معركة تحرير مطار عدن وهي من أعظم المعارك والملاحم البطولية التي خاضتها القوات الإماراتية جنبا إلى جنب مع أبطال المقاومة الجنوبية”.

وأكد أن أبطال دولة الإمارات “كانوا معنا في الصفوف الأولى المتقدمة في ماراثون الموت وفي ماراثون المواجهة، تقاسمنا معهم أهوال وتضحيات هذه المعركة وتقاسمنا معهم أيضا شرف صناعة البطولات والأمجاد في معركة تحرير عدن وصولا إلى الساحل الغربي”.

أضف إلى ذلك فقد مثلت “الخبرات لضباط القوات الإماراتية نموذجا يحتذى به لدى أبطال قواتنا في المقاومة الجنوبية، نحن عندما نتحدث عن معركة تحرير عدن فيجب استحضار أبطال الإمارات على رأسهم أبو عمر الطنيجي وكثير من القادة الأبطال الذين نذكرهم بفخر وكبرياء لأنهم شاركوا فعلا في الميدان في خط الموت ومواجهة مليشيات الحوثي”.

وعن الجبهة الأخرى، قال النقيب إنها تمثلت بمكافحة الإرهاب وهي معركة غير مألوفة، لكن وجود القوات الإماراتية ووجود قيادتها معنا كان ضمانة أكيدة لأن نخوض هذه المعركة لننتصر حينها كانت العاصمة عدن ترفع فيها الرايات السوداء من قبل تنظيم القاعدة، وكادت أن تسقط وتتحول هذه المدن إلى مقاطعات تابعة لهذا التنظيم الإرهابي”.

وأشاد النقيب بما وصفه بـ”ذكاء وعبقرية الجيش الإماراتي والإقدام لأبطال المقاومة الجنوبية والذي استطاع أن يخوض المعركة وتفجير الطلقة الأولى ضد هذه التنظيمات الإرهابية وقد امتد الدعم الإماراتي إلى تأهيل قوات الأمن، وإيجاد قوة متخصصة في مكافحة الإرهاب”.

وأضاف: “نحن نقول لأشقائنا في الإمارات بمناسبة يوم الشهيد الإماراتي إننا خضنا المعركة الأولى هنا في عدن واليوم نخوضها في الجبال النائية بشبوة وأبين في معاقل التنظيمات و لا يزال هذا الدعم الإماراتي متدفقا في مكافحة الإرهاب سواء في سهام الشرق أو سهام الجنوب”.

وقال إن “دولة الإمارات هي يد الإنسانية وبالتالي لا يمكن أن تكون إلا ضد هذا الإرهاب وما ثبت لنا ليس فقط على مستوى الجنوب ولكن على مستوى العالم دولة الإمارات هي الحياة، وبالتالي فهي ستواجه كل أدوات الموت وعلى رأسها الإرهاب”.

وثمّن “حجم عطاء الأشقاء الإماراتيين قيادة وشعبا وقوات مسلحة وليس الدعم اللوجستي والمادي والإغاثي والإنساني، وإنما عطاء الدم، الدم الذكي الغالي من شهداء وجرحى القوات الإماراتية”، متعهدا بالوفاء له وعدم نسيانه وسيظل محل فخر للدولة حكومة وقيادة وشعبا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.