“الواقع الجديد” الأربعاء 10 مايو 2023م /خاص
بدأت مساء الثلاثاء بمدينة المكلا أعمال المؤتمر الدولي الأول لأمراض السرطان في اليمن «التحديات وتوجهات المستقبل» الذي تنظمه كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة العرب بالمكلا.
وفي افتتاح المؤتمر نقل وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتدريب المهني والفني الأستاذ الدكتور خالد أحمد الوصابي تحيات دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك وتمنياته لهذا المؤتمر بالتوفيق والنجاح، مؤكدًا بأن انعقاد مثل هذة المؤتمرات العلمية التخصصية يعزز من العلمية التعليمية والبحثية في الجامعات اليمنية، بما يعود بالفائدة على المنظومة التعليمية والمجتمع بشكل عام مشيرًا إلى ان المؤتمر سيقف أمام مرض خبيث أصبح يؤرق الجميع ولا يفرق بين طفل وشيخ وامرأة الأمر الذي يحتم على الجميع حكومة ومؤسسات داعمة ورجال أعمال ومنظمات المجتمع المدني الوقوف صفًا واحدًا لمواجهته بكافة الوسائل الممكنة وتسليط الضوء عليه واساليب علاجه الحديثة.
وأعرب الوزير الوصابي عن الارتياح بافتتاح المراكز الطبية التخصصية لمكافحة مرض السرطان المدعومة من رجال الأعمال والتي يتلقى مريض السرطان فيها العلاج والعناية المجانية حتى تعافيه نهائيًا من هذا المرض، شاكرًا لرئاسة جامعة العرب تنظيم هذا المؤتمر الدولي الطبي الأول على مستوى الوطن، ولجهود مؤسسها الشيخ عبدالله بن دول وعمادة كلية الطب والعلوم الصحية فيها وكل الأساتذة المشاركين في هذا النشاط العلمي والبحثي، متمنيًا أن يحقق المؤتمر كامل أهدافه.
فيما رحبت كلمة السلطة المحلية في حضرموت التي ألقاها الأمين العام للمجلس المحلي صالح عبود العمقي بجميع المشاركين في المؤتمر من الاستشاريين والأكاديميين والأطباء من مختلف المحافظات ومن خارج الوطن، لافتًا إلى أن تواجد الكفاءات والخبرات الوطنية في هذا الحدث العلمي وحجم المشاركات فيه من 12 دولة يكسبه أهمية كبيرة.
وأوضح العمقي بأن السلطة المحلية تنظر لهذا المؤتمر وما يناقشه من أبحاث علمية باهتمام بالغ ولما يرافقه من أنشطة وبرامج تخدم مرضى السرطان وتعزز من مهارات الكوادر العاملة في جراحة الأورام.
والقى نائب وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالله محمد دحان، كلمة الوزارة أكد فيها اهتمامها بعقد وتنظيم المؤتمر تجسيدًا للالتزام بمبدأ الشراكة والتكامل بين مؤسسات الحكومة المتمثلة في وزارتي التعليم العالي والبحث، والصحة العامة والسكان ومع القطاع الخاص في إطار تشجيع ودعم كل الأنشطة العلمية والعملية التي تصب في خدمة المواطن اليمني، ومتابعة همومه الصحية في الداخل والخارج، مشيرًا إلى ان هذه الشراكة هي الوسيلة المثلى لتحقيق الخدمة المناسبة لمستحقيها من أفراد شعبنا.
واعتبر الدكتور دحان تواجد كوكبة من علماء الطب والبحث العلمي في مدينة المكلا من مختلف المؤسسات المعنية في تقديم الخدمات الصحية وإجراء الدراسات البحثية والمؤسسات الداعمة من منظمات المجتمع المدني ومشاركات عربية شقيقة وعالمية من مختلف الدول تأكيد على المبادئ التي تتبناها وتدعمها وزارة الصحة العامة والسكان في مواجهة الأمراض بشكل عام والسرطانات بشكل خاص والتي تقوم على تفعيل البعد الوقائي لمنع انتشار الأمراض الخبيثة ومنها السرطان، عبر دراسة عوامل أسبابها ثم العمل على التشخيص والاكتشاف المبكر لبعض الأورام السرطانية الخبيثة حتى يتمكن المختصون من استشاريين واختصاصيين واساتذة الأورام في بلادنا من تقديم العون للمصابين في مرحلة مبكرة وتوفير وسائل المعالجة لهذه الأمراض ومتطلبات علاجها.
وأشاد نائب الوزير بجهود جامعة العرب واهتمامها بمعالجة الأمراض السرطانية بالاشعاع وشروعها في تأسيس وحدة معالجة بالاشعاع بالمكلا ستشكل إضافة نوعية في مواجهة هذا المرض الخبيث بأشكاله وأنواعه المختلفة، متمنيًا للمؤتمر النجاح والتوفيق والخروج بتوصيات تخدم العملية الصحية في بلادنا.
بدوره رحب رئيس جامعة العرب الدكتور عبود محمد العبل بالجميع، مشيرًا إلى أن تنظيم الجامعة لهذا الحدث العلمي والطبي الدولي يأتي انطلاقًا من رسالتها في خدمة المجتمع ومواكبة التطورات العلمية، معربًا عن أمله في الاستفادة المثلى من خبرات الاستشاريين المشاركين في المؤتمر في تشخيص الواقع ووضع المعالجات التي تسهم في تحسين الخدمة العلاجية المقدمة لمرضى السرطان في بلادنا.
واعتبر الدكتور العبل انعقاد المؤتمر متزامنًا مع بدء تنفيذ وإنشاء المركز الإشعاعي الأول في حضرموت برعاية كريمة من رئيس مجلس أمناء الجامعة يأتي مساهمة في علاج أمراض السرطان والتخفيف من الأعباء المالية للسفر إلى الخارج.
والقيت في حفل الافتتاح كلمة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر ألقاها نائب رئيس جامعة العرب عميد كلية الطب والعلوم الصحية رئيس المؤتمر الاستاذ الدكتور علي محمد باطرفي تقدم خلالها بالشكر والامتنان لكل من أسهم في الإعداد والتحضير لهذا الحدث العلمي الكبير والتغلب على كافة الصعاب، مشيرًا إلى أن المؤتمر الذي سجل للمشاركة فيه أكثر من ألف مشارك حضوريًا او عبر تقنية الزوم، تسلمت لجنته العلمية 56 ورقة وبحث علمي، قامت بتحكيمها واختارت منها 40 بحثًا وورقة علمية انطبقت علبها معايير واشتراطات القبول العلمية المعلنة، وسيتحدث فيه 40 متحدثًا من داخل اليمن ودول عربية هي مصر، السعودية والكويت والامارات، والأردن والعراق ومن امريكا وبريطانيا وألمانيا وهولندا والمجر وكندا مؤكدًا أن مشاركة العدد الكبير من الاستشاريين من الدول العربية والأجنبية في المؤتمر سيضفي عليه قيمة علمية كبيرة وسيمنح المشاركون فرصة مناقشة التحديات التي تواجه أمراض السرطان والبحث عن حلول ومعالجات تتناسب مع الواقع اليمني وتتوافق مع المعايير العلمية.
ولفت الدكتور باطرفي إلى أن هذا المؤتمر تميز عن سابقاته وغيّر النظرة وصحح المفاهيم من خلال ما رافقه من أنشطة وخدمات عملية مباشرة لمرضى السرطان وخاصة في أورام الأطفال وأمراض الدم، وسرطان الثدي عند النساء إضافة إلى افتتاح وحدة أورام تناسلية انثوية، وتدريب الأطباء وتأهيلهم والرفع من قدراتهم ومهاراتهم العلمية.
وألقيت في حفل الافتتاح كلمات عن رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان ألقاها الدكتور سالم أحمد الخطيب، واتحاد الخليجيين لمكافحة السرطان ألقاها الأمين العام الدكتور خالد أحمد، ومنظمة الصحة العالمية ألقاها مدير مكتب المنظمة بحضرموت الدكتور علي جعول، وعن الجهات المشاركة ألقاها عميد كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن الدكتور عبدالحكيم التميمي، وعن منظمات المجتمع المدني القتها نيابة عنهم مؤسسة صلة للتنمية ممثلة بمديرها التنفيذي الأستاذ علي حسن باشماخ اشادت جميعها ببادرة جامعة العرب بتنظيم هذا الحدث العلمي الذي جمع التميز من حيث المشاركة والمستفيدين على المستوى الصحي والأكاديمي ونقل المعرفة وتقديم الخدمة.
وجرى في ختام حفل الإفتتاح الذي حضره وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق الدكتور حسين باسلامة ورئيس جامعة حضرموت أ. د. محمد سعيد خنبش ووكيلا وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. سالم باسليم والصحة العامة والسكان أ. د. سالم الشبحي وقيادات السلطة المحلية بحضرموت، والجامعات الحكومية والأهلية والهيئات والمؤسسات والشخصيات الطبية والأكاديمية تكريم الجهات الداعمة والمشاركة وأعضاء اللجنة التحضيرية والعلمية ورؤساء اللجان العاملة بالمؤتمر بدروع تذكارية.
هذا وبدأت صباح اليوم الأربعاء أعمال الجلسات العلمية للمؤتمر التي تستمر يومين.