“الواقع الجديد” السبت 1 أبريل 2023م /خاص
الاتفاق سيؤثر على المشاورات الأممية والإقليمية
في العاشر من شهر مارس أعلنت المملكة العربية السعودية وإيران اتفاقا بينها وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، هذا الاتفاق لاقى ترحيب واسع من عدد من الدول العربية والدولية منها مصر والإمارات وعمان وقطر.
محللون سياسيون يرون أن هذا الاتفاق ستكون له تداعيات عديدة على الحرب في اليمن وعلى القضية الجنوبية، حيث يرى البعض أنه من المحتمل إنهاء الحرب في اليمن كون إيران هي الداعم للحوثيين ، في حال تم تنفيذ بنود الاتفاق.
حاجة ضرورية
الكاتب والمحلل السياسي صالح الدويل باراس أوضح أن الاتفاق السعودي الإيراني كان حاجة ضرورية للدولتين فالمملكة تريد الخروج من مستنقع اليمن ويعيد لها زخمها الدبلوماسي في صنع تفاهمات مع دول كانت تتسم علاقتها بالقطيعة معها وتأمل أن مرحلة زخم سياسي وتصنيعي، كما خططت بالوصول إليه عام 2030م.
وأضاف أن إيران محاصرة دوليا بسبب عدة ملفات وتصدير الثورة انقلب إلى داخلها وتعاني تعثرا في مشروع الملالي وتأمل أن يكون الاتفاق استراحة محارب يعيد لها توازنها، مشيرا إلى أنه إذا تم تنفيذه بمصداقية فإنه يردم هوة بين الدولتين بدأت مع الثورة الإيرانية وتصديرها وإنهاء قطيعة دبلوماسية بين البلدين منذ 2016 عقب هجوم المتظاهرين على البعثات الدبلوماسية.
إنهاء الحرب
بالنسبة لمصير الحرب في اليمن، ومصير المشاورات الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب قال صالح الدويل إن إيران لديها مرونة وتقية سياسية تناور وتأخذ ولا تعطي، بالنسبة لليمن فالحوثي والجغرافيا المسيطر عليها تعتبره إيران خاصرة استراتيجية لها، ولا أعتقد أن تتنازل عنها مهما أعطت من التزامات.
وتابع حديثه بالقول المشاورات الأممية فهي منذ بدأت تعامل الحوثي بأنه الانقلاب المدلل كلما تعنتت، قدمت لها تنازلات وإذا ما هنالك تأثير إيجابي للاتفاق السعودي الإيراني فإنه سيبرز في المشاورات الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب والقدرة على ما ستوفره إيران من ضغط عليه في هذا المسار (مع أني لا أتفاءل أن يقدم أي تنازلات).
دعوة الرئيس الزبيدي
وأشار المحلل السياسي صالح الدويل باراس إلى أنه يمكن اعتبار دعوة الرئيس الزبيدي لروسيا من التداعيات غير المباشرة مع أن ترتيبات الزيارة كانت قبل الاتفاق الإيراني السعودي الذي فاجئ الجميع وستحدد نتائج الزيارة كموقف روسيا من قضية الجنوب إن كانت من التداعيات أم لا.
رفض الحوثيين
وفي ختام حديثه “لعدن لنج ” أوضح باراس أن المتغير الجديد لن يكون عصا سحرية لقضايا اليمن فهي أكثر تعقيدا من تفاهمات أو اتفاقات بين إيران والمملكة، بغض النظر عن الضجيج الإعلامي الذي تناول الاتفاق، فملف الإرهاب لن يتأثر بالاتفاق، مشيرا إلى أن الحوثي سيرفض أو ستوعز له إيران أو ستوعز له أي جهة دولية غير راضية عن الاتفاق، وأعتقد أن موقفه سيظل امتدادا للواءات الإيرانية التي ظل يرددها مع محاولة إيران أن تتبرأ منها.
تأثير إيجابي
قال المحلل السياسي نجيب محفوظ مفيلح في حديثه “لعدن لنج ” أن التداعيات الإقليمية والدولية لاتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران سيكون لها تأثيرات إيجابية كبيرة على واقع كثير من دول المنطقة، وعلى تثبيت وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في تلك الدول وكذا على إحلال السلام والأمن فيها، وستكون لها تأثيرات أيضا على حجم النمو الاقتصادي وتبادل المصالح والمنافع بين دول المنطقة ودول العالم.
تأجيج الصراع
وأضاف مفيلح أن هذا الاتفاق لم يأت عبثا (مثلما كانت أن تداعيات محاولات إشعال فتيل نيرانه لم تكن عبثا)، فهناك جهات دولية دأبت على تأجيج الفتن والصراعات الداخلية وبين الدول، فتاريخ سياستها المبنية على سياسة فرق تسد ضاربا في أعماق التاريخ، فهي قد دأبت منذ الأزل على أن تقتات وتتغذى من خلال تأجيج الفتن والصراعات داخل الدول وبين الدول، ومن خلال تدمير الشعوب عن طريقة تدمير حكوماتها المستقرة، وإغراقها في دوامة حروب وصراعات عبثية تهدر ثرواتها ومقدراتها.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي أن هذه الدول تتيح نصيب مرتزقتها على سدة الحكم على حساب قتل وإبعاد المخلصين مع شعوبهم، ما جعل أغلب الشعوب العربية تعاني اليوم من جور وظلم وعمالة الحكام، ذلك بأنهم حكام معينون لتحقيق مصالح تلك الدول على حساب مصالح الشعوب التي تربعوا على عروش حكمها.
الاتفاق والحرب في اليمن
وقال مفيلح إن النجاح الفعلي على أرض الواقع للاتفاق السعودي الإيراني، سيكون له تأثيرات إيجابية على مصير الحرب في اليمن كونه سينهي تدخلات أطراف دولية كانت تعمل على استدامة الصراع والقتال وفقا لسياساتها التي ترتكز على مثل هذا النهج.
المشاورات الأممية
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي نجيب محفوظ إلى أن المشاورات الأممية ستتأثر بالاتفاق السعودي الإيراني وستتأثر أيضا بزيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي واللواء بن بريك لروسيا، ما سيضع الدول التي تريد أن تجعل مما تسمى بالمشاورات الأممية أداة عبور لتنفيذ ما تريد أن تمليه على شعب الجنوب وفقا لمصالحها مع الحوثي، محل تحفظ ورفض من قبل المجلس الانتقالي الذي اتجه نحو روسيا الاتحادية وأثبت لشعبة الجنوبي العظيم أنه لن يساوم ولن يقبل بأي حلول لن تمكنه من حقة في استعادة قيام دولته الجنوبية كاملة السيادة.