الأحد , 22 ديسمبر 2024
%d8%ab%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%86-%d8%b4%d9%87%d8%a7%d8%a8-660x300

ثانوية بن شهاب بالمكلا .. صرح تعليمي رفد حضرموت بكوادر سياسية وثقافية لنحو 54 عاما

((الواقع الجديد)) الاحد 11 ديسمبر 2016م/المكلا

 

تقرير : امير باعويضان

 

 

 

لازالت هذه المدرسة العريقة التي تخرج من صفوفها ابرز شخصيات مدينة المكلا الاجتماعية والأدبية والثقافية، تحافظ على مكانتها العلمية على الرغم من تدني المستوى التعليمي الذي وصلت إليه حضرموت وبقية المحافظات نتيجة الأزمات المتكررة التي تشهدها البلاد.

 

 

وعلى مر عقود كانت ولازالت ثانوية ابي بكر بن شهاب تعد المدرسة الأم في حضرموت، إذ تخرج منها اعداد لاحصر لها من كوادر لها باع في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافية والدينية والإدارية.

 

 

اكثر من خمسون عاما

 

تأسست ثانوية أبي بكر بن شهاب في مدينة المكلا عام 1962م، في عهد السلطنة القعيطية بحضرموت أي قبل 54 عاما، وعرفت عند تأسيسها بأسم ثانوية البنين ثم سميت في وقت لاحق بأسمها الحالي تيمنا بالعلامة الحضرمي الراحل السيد ابوبكر بن عبدالرحمن بن محمد بن شهاب العلوي الحسني الذي ولد في قرية فلوقة بمديرية تريم بوادي حضرموت في العام 1864م ودرس وتعلم على كبار علماء حضرموت في ذلك الوقت، واشتهر بكثرة مؤلفاته في علم المنطق والتوحيد والفقه والتاريخ والطبيعة وتوفي في حيدر أباد في الهند ودفن بها عام 1922م.

 

 

وتأثرت الثانوية بكل المتغيرات التي طرأت على الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي في البلاد بعد العام 1967، إلا ان فترة السبعينات والثمانيات كانت شاهدة على ذروة التعليم فيها، وفي التسعينات تم إعادة بناء المدرسة وتزويدها بفصول حديثة.

 

 

ويعد الاستاذ عبدالقادر التلودي سوداني الجنسية اول مدير لثانوية بن شهاب، ومنذ ذلك الوقت تقلد إدارة المدرسة نحو 19 مديرا، آخرهم هو الاستاذ محمد علي باني والذي اعادت الجهود التي بذلها المكانه العلمية والتاريخية للمدرسة بعد ان كانت مهدده بفقدانها مكانتها نتيجة قلة الدعم المالي المقدم من وزارة التربية والتعليم، اضافة إلى اهمال السلطة المحلية بصورة عامة للمدارس العريقة والتاريخية بالمحافظة.

 

 

جيلا بعد جيل

 

وسبق أن اكد مدير المدرسة الحالي باني في مقابلة صحفية نشرت له قبل فترة في احد المواقع على الإنترنت أن تزايد اعداد الطلاب يتجاوز في كل عام القدرة الإستيعابية للمدرسة، ومع ذلك لازالت المدرسة تستقبل ابناءها الطلاب من مدينة المكلا جيلا بعد جيل، مشيرا إلى ان الجهود المبذولة تسعى دائما لأن تستوعب المدرسة اعداد اكثر من الطلاب، وعلى السياق ذاته ذكر ان معظم الفعاليات التي تقيمها المدرسة ساهم فيها مجلس الآباء وبعض فاعلي الخير والمنظمات التنموية.

 

 

نوايا صادقة

 

ويمكن لأي شخص يزور ثانوية بن شهاب اليوم أن يستشعر عراقة هذا الصرح التعليمي واستمراره على العطاء بفضل الجهود المبذولة والنوايا الحسنة التي سعت للإرتقاء بمكانته رغم الظرف العام للبلاد وضعف الامكانيات المتاحة.

 

 

إذ تمكنت الادارة الحالية للمدرسة خلال هذا العام من اقامة مقر لإذاعة مدرسية مجهز بأحدث الاجهزة الصوتية والاذاعية بجهود ذاتية وبدعم بعض المنظمات، ويعد هذا المقر نواة متكاملة لإذاعة FM يمكن اطلاقها مستقبلا، بالإضافة إلى ان الإدارة سعت إلى بناء منصة ذات سقف في ساحة المدرسة لإقامة الطابور الصباحي بمساعدة بعض الخيرين، في حين لازال كثير من طلاب المدارس في مديريات ساحل حضرموت يؤدون الطابور الصباحي تحت حرارة الشمس.

 

 

ودشنت ادارة المدرسة برنامج (بالإملاء نرتقي) والذي يهدف إلى تصحيح الاخطاء الإملائية عند الطلاب، كما أبدت اهتماما كبيرا بالأنشطة اللاصفية كدوري بطولة الشطرنج وكرة القدم، وتكوين جماعات طلابية بإشراف الإدارة تسعى إلى تحفيز الطلاب على الإهتمام باللغة العربية ومفرداتها ونشر الوعي الصحي والبيئي والمجتمعي عبر التثقيف الإعلامي.

 

 

حتى يبقى العطاء

 

ومثلما تمكنت ثانوية أبي بكر بن شهاب من رفد حضرموت بكوادر بارزة في مختلف مجالات الحياة لنحو 54 عاما، فلابد ان تحصل على اهتمام اكبر من الجهات ذات العلاقة ليستمر هذا العطاء وتحافظ المدرسة على هذه المكانه المرموقة.

 

 

ومن منطلق واجبنا الإعلامي وحرصنا على الحفاظ على مكانه المدارس التاريخية بحضرموت، فإننا ندعو السلطة المحلية بالمحافظة ومكتب التربية والتعليم بساحل حضرموت وكل منظمات المجتمع المدني والخيريين إلى الإهتمام بهكذا مدارس وتقديم الدعم لهم لتستمر في تخريج كوادر قادرة على بناء حضرموت والنهوض بها مستقبلا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.