“الواقع الجديد” الخميس 29 ديسمبر 2022م /خاص
على وقع التخادم الحوثي الإخواني مع “القاعدة”، أثمر “تحالف الدم” عن “اشتعال” جبهات القتال بالتفجيرات الإرهابية، وبهجمات الذئاب المنفردة.
تلك الهجمات التي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة وخاصة في محافظة أبين، مع امتصاص تنظيم “القاعدة الإرهابي لزخم العمليات التي انطلقت ضده، وتحوله إلى العمل بتكتيكات العبوات الناسفة، أطلق نداءات بضرورة تفعيل الجهد الاستخباراتي، ليسير بالموازاة مع عملية “سهام الشرق”.
وكان تنظيم القاعدة الإرهابي شن منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري 8 هجمات إرهابية وقع أغلبها في بلدات وادي عومران، المحفد، ومودية شرقي أبين، فيما بات يعرف بـ”مثلث الموت”، مما خلف 31 قتيلا وجريحا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أسفرت سلسلة هجمات لتنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وأبين عن سقوط 17 قتيلا وجريحا بينهم ضابط برتبة “رائد”، فيما نجا ضابطان بارزان آخران من ذات التفجيرات الإرهابية.
عمليات “إرهابية” تزامنت مع تصعيد الإخوان في المناطق المحررة، وهجمات برية شنها الحوثيون على جبهتي ثرة في مكيرس والحلحل في مديرية لودر شمالي أبين، في تصعيد لـ”ثلاثي الشر” يهدف لتحقيق أجنداتهم العابرة، وفقا لخبراء.
الذئاب المنفردة
وإلى ذلك، قال الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية باليمن المقدم وضاح العوبلي في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن هناك “أهمية كبيرة لموازاة الجهد الأمني والعسكري القائم ضد تنظيم القاعدة، بجهد استخباراتي، لمواجهة تكتيكات “القاعدة”.
وأوضح الخبير اليمني، أن العمليات الأمنية والعسكرية ستكون غير مكتملة إذا لم يفعل الجهد الاستخباراتي، مشيرًا إلى أن ذلك سينعكس على استنزاف القوات، خاصة مع امتصاص التنظيم الإرهابي لزخم العمليات التي انطلقت ضده، وتحوله إلى العمل بتكتيكات العبوات الناسفة وهجمات الذئاب المنفردة.
وعن أوجه التعاون بين القاعدة والحوثيين، أكد الضابط اليمني أنه “لم يعد خافيا على أحد ما وصل إليه مستوى التخادم بين التنظيمين الإرهابيين (القاعدة والحوثيين)”، مشيرًا إلى أن مؤشرات ذلك باتت واضحة على مدى الفترات الماضية.
وأشار إلى أن أبرز أوجه التعاون بين القاعدة والحوثيين يتمثل في “الضغط العسكري للمليشيات على جبهات مكيراس لتخفيف الضغط على تنظيم القاعدة الإرهابي، ولتشتيت تركيز وجهود القوات الجنوبية التي تخوض معركة مع الإرهاب في أبين.
الخبير العسكري، قال إن “هناك تناغماً مضطرداً بين عمليات التنظيمات الإرهابية والمتطرفة”، مؤكدًا أنه مهما ادعت تلك التنظيمات خلافها الأيدلوجي والعقائدي، إلا أن هناك مصالح مشتركة فيما بينها، ما يجعلها تعمل بتنسيق مشترك لإدارة عملياتها، وتحقيق أهدافها.
أعمال متوقعة
من جهته، يرى نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية باليمن العميد ثابت حسين صالح، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن “تزايد الأعمال الإرهابية مؤخرًا في محافظة أبين كان متوقعًا، وخاصة بعد الضربات التي وجهتها القوات الجنوبية لتنظيم القاعدة ما أفقده القدرة على المواجهة”.
وقال الخبير العسكري، إن “انتهاج تنظيم القاعدة لحرب العبوات يستهدف استنزاف القوات الجنوبية، وإثبات حضور لتواجد التنظيم في هذه المنطقة، لا سيما مودية، عومران والمحفد.
وأشار إلى أن الأعمال “الإرهابية” التي تستهدف القوات الجنوبية تحتاج إلى عمل استخباراتي نشط ومكثف لمراقبة وملاحقة عناصر القاعدة، وتعاون مجتمعي فعال للإبلاغ والكشف عن تحركات وأنشطة عناصر التنظيم؛ لإبطال جرائمهم قبل وقوعها.
ولم يستغرب صالح من مساعي تحويل تنظيم القاعدة لجغرافيا (مودية، عومران والمحفد) إلى مثلث للموت وساحة لاستهداف واستنزاف القوات الجنوبية، خصوصا بعد أن كانت هذه المنطقة قبل أشهر قليلة، المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في اليمن وشبه جزيرة العرب.
تخادم حوثي إرهابي
وعن تحالف القاعدة وداعش، أكد أن “هناك تخادمًا مستمرًا بين جماعات القاعدة وداعش مع الإخوان والحوثيين لتقاطع مصالح وأفكار كل هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة والمعادية لكل ما هو جنوبي وتوجه لاستعادة الجنوب”.
وشدد صالح على أهمية أن ترفع القوات الجنوبية “مستوى اليقظة القتالية والأمنية والسياسية”، مضيفًا: “من المهم للتحالف العربي والمجتمع الدولي تقديم اللازم لهذه القوات التي تخوض حربًا ضد الجماعات الإرهابية المهددة للأمن والسلم والمصالح الإقليمية والدولية”.
ونجا يوم الأربعاء، قياديان عسكريان في اللواء الثالث دعم وإسناد وهم العقيد رفيق حيدرة غالب الغزالي والمقدم مراد نمر من محاولة اغتيال جراء استهدافهم بعمل إرهابي في مودية شرقي أبين
بالتزامن، شنت قوات المقاومة الجنوبية قصفًا مدفعيًا مكثفًا على مواقع مليشيات الحوثي المدعومة من إيران في جبهة ثرة شمالي محافظة أبين وذلك عقب هجوم مدفعي للانقلابيين.
والإثنين الماضي، سقط قتيلان وأصيب 3 جنود آخرون بعملية إرهابية جديدة لتنظيم القاعدة في مديرية المحفد شرقي محافظة أبين.