“الواقع الجديد” السبت 3 ديسمبر 2022م /متابعات
توجت “الوديعة المليارية” الجهود الإنسانية الإماراتية باليمن طيلة 2022، والتي امتدت من شبوة وعدن وسقطرى وتعز جنوبا إلى الحديدة غربا.
ففي الوقت الذي نقل فيه الحوثيون البلد إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم على الإطلاق، وقفت الإمارات انطلاقا من مسؤوليتها تجاه الشعب اليمني، لتخفيف محنته الإنسانية بالمساعدات المباشرة وغير المباشرة التنموية والإغاثية.
إشادة بـ”عطاء” الإمارات والسعودية: تجعلان اليمن أكثر أمانا ورخاء
ولعل أبرز ذلك، ما شكلته الوديعة المالية الإماراتية المشتركة مع السعودية المقدمة لليمن والبالغة 3 مليارات دولار، والتي قدمت الإمارات منها مؤخرا مليار و102 مليون و500 ألف درهم، استمرارا لدعم غير منقطع النظير.
الدعم الاماراتي الاقتصادي والإنساني لليمن لم يقف عند هذا الحد الذي توج بالوديعة المالية عام 2022، ولكن باكورته بدأت منذ سنوات الحرب؛ نتيجة إدراك عميق بأهمية الوقوف الإنساني إلى جانب اليمنيين، في كل موقع طالته أيادي التخريب الحوثية.
إغاثة أهالي شبوة
عبر أذرعها الإنسانية، تواجدت الامارات في إغاثة النازحين والمواطنين ممن تجرعوا ويلات القصف والتدمير الحوثي لمنازلهم وقراهم.
بعد أن مست أيدي الحوثي الإرهابي قرى ومديريات محافظة شبوة (جنوب اليمن)، نتيجة انتهاكات المليشيات، تواجدت أذرع الإمارات الإنسانية في تلك المديريات، منذ بداية العام 2022، خاصة عقب تحرير المديريات الغربية لشبوة من مليشيات الحوثيين، في يناير/كانون الثاني.
كما تواصلت تلك الجهود في الأشهر الأخيرة من ذات العام، عبر توزيع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مساعدات غذائية في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، ضمن جهودها الإنسانية الواسعة التي تنفذها لإعانة المواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية، عقب الخلاص من سيطرة مليشيات الإخوان على المحافظة.
قدم الذراع الإنساني لدولة الإمارات، الهلال الأحمر الإماراتي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 85 طناً و600 كيلو جرام من المواد الغذائية للمواطنين في المصينعة، لتساهم في مساعدتهم على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني وزع الهلال الأحمر الإماراتي أكثر من 85 طنا من المواد الغذائية والاستهلاكية المتنوعة على أكثر من 11 ألف نسمة من أهالي مديرية عرماء النائية بمحافظة شبوة.
وبهذا الصدد حرك الهلال الأحمر الإماراتي قافلة إنسانية وإغاثية إلى مناطق “عرماء” المختلفة بمدنها وريفها وشريطها الصحراوي الطويل، حيث قام فريقها الميداني بتوزيع تلك المساعدات على الفقراء وذوي الدخل المحدود وسط ارتياح من قبل أهالي المديرية.
كما قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بذراعها الإنساني هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مساعدات غذائية كمساعدات عاجلة للسكان والأهالي من الأسر الأشد فقراً وذوي الدخل المحدود في مديرية “دهر” شرق محافظة شبوة.
ووزع فريق الهلال الأحمر الإماراتي أكثر من (64 طناً) و(200 كيلو جرام) من المواد الغذائية للأهالي من المستفيدين من المساعدات الإنسانية في مديرية دهر، والتي من المتوقع أن يستفيد منها حوالي (8250) شخصاً.
وبلغت المساعدات الغذائية المقدمة من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال 2022 في شبوة فقط ما يزيد عن 50 ألف سلة غذائية، ومن المقرر أن يستفيد منها أكثر 252 ألف مواطناً يمنيا منها.
إنعاش الساحل الغربي
وفي الساحل الغربي من اليمن، تواجدت الإمارات عبر أذرعها ومؤسساتها الإنسانية بشكل يرسخ العلاقة الأخوية بين البلدين، من خلال مشاريع عديدة.
شيدت الإمارات مطار المخا الدولي وطريق (المخا – الكدحة)، لكسر حصار تعز فضلا عن تدخلات إنسانية حاسمة نفذتها الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية، شريك الهلال الأحمر الإماراتي على الأرض.
وشهد مطلع العام 2022 مشاريع خدمية وتنموية في مجالات الكهرباء وإنشاء مراكز صحية متكاملة، إضافة إلى تنفيذ مشاريع مياه في مناطق لن تصلها هذه الخدمات منذ عقود، إضافة إلى تعزيز المدن السكنية التي شيدت مؤخرا بكافة الخدمات المرفقة، وعلى رأسها مدينة الثاني من ديسمبر.
وفي نوفمبر/تشرين ثاني 2022، وزعت الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية، مساعدات غذائية في مديرية “ذوباب” جنوب غرب محافظة تعز اليمنية، بدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
يأتي ذلك ضمن مشروع توزيع 12 ألف سلة غذائية للنازحين والأسر الأشد فقرًا والمنكوبة بسيول الأمطار في عموم المديريات والمناطق المحررة في الساحل الغربي.
كما ساهمت الخلية الإنسانية في إغاثة المنكوبين من الحرائق في مخيمات النزوح منها مخيم الجشة الذي طاله حريق هائل دمر ممتلكات أكثر من ألفي أسرة قبل تدخل الخلية الإنسانية بدعم إماراتي في إغاثتهم.
وإلى جانب السلل الغذائية، قدمت الإمارات مساكن بديلة لكافة الأسر المنكوبة إثر الحرائق في الساحل الغربي.
التنمية في عدن
وفي الوقت الذي تواصل الامارات دعمها الإنساني والإغاثي في كافة الاتجاهات داخل اليمن، فإن دعمها العاصمة المؤقتة للبلاد فاق كل المستويات، من خلال التركيز على الجوانب التنموية والخدمية.
وتواصلا لدعمها اللامحدود للتنمية لضمان استمرار تدفق الخدمات الأساسية لليمنيين، دشنت الامارات في منتصف مارس/أذار 2022 سلسلة مشاريع تنموية وخدمية مدعومة بشكل سخي من الأذرع الإنسانية لأبوظبي.
أطلقت السلطة المحلية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن حينها المرحلة الأولى لحزمة من المشاريع التنموية لتأهيل البنية التحتية في المحافظة بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وشملت المرحلة الأولى “قطاع المياه والصرف الصحي”، وتتألف من 14 مشروعا تستهدف تأهيل محطة “كابوتا” لمعالجة الصرف الصحي وتوريد مضخات غاطسة مع ملحقاتها للمياه الجوفية، ومولدات كهربائية وتأهيل مضخات الصرف الصحي في خور مكسر.
كما تضم توريد آلية حفار لأغراض الصيانة، وتشييد خط رئيسي ناقل للمياه من محطة إعادة الضخ “البرزخ” إلى خزان التوزيع “باب عدن”، وتأهيل 4 محطات رفع وضخ الصرف الصحي، وتوريد مواد صيانة وقطع غيار وتشييد خط تموين مياة لمدينة كريتر، إضافة إلى توريد معدات صيانة وتنظيف المجاري، وتوفير مضخات شفط مياه الأمطار والمجاري.
الدعم الإماراتي اللامحدود لتأهيل البنية التحتية، أشاد به مسؤولون في عدن، واعتبروه”نقطة البداية لقادم أجمل بدعم من حلفاؤنا في الحرب وشركاؤنا في التنمية”، إشارة للدور الإماراتي الفاعل في تنمية عدن.
وأوضح المسؤولون وعلى رأسهم محافظ عدن أحمد لملس، أن السلطة المحلية في عدن تهدف من خلال تنفيذ 14 مشروعا إلى معالجة كثير من الإشكاليات التي تواجه المياه والصرف الصحي، جميعها بدعم إماراتي.
وأشاروا إلى أن التدخل الإماراتي في هذه الجانب يتركز في إعادة تأهيل وصيانة المباني الخرسانية في المداخل والمخارج بين الأحواض في المحطة والجدران المحيطة وتركيب وتوريد مصافي المخلفات.
إحياء سقطرى
وصل الدعم الاماراتي إلى أماكن كانت تعاني الكثير من الحرمان خدميا وتنمويا، وعملت الأذرع والمؤسسات الخيرية الإماراتية على إحيائها وإنهاء حالة العزلة التي كانت تعيشها بسبب الحرب.
أحد هذه الأماكن التي أحياها الدعم الاماراتي الإنساني، كانت محافظة أرخبيل سقطرى، التي تواجد فيها الخير الإماراتي بشكل لافت وقوي، من خلال عشرات المشاريع الإنسانية الصحية والتعليمية، وفي مجال البنى التحتية.
مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، أنشأت المستشفيات والمراكز الصحية في مناطق الجزيرة، وفي مقدمتها مستشفى خليفة الخيري في حديبو، إضافة إلى تنفيذ رحلات جوية وبحرية للإغاثة، وبعث الطلبة السقطريين المتفوقين للدراسة في الإمارات ودول أخرى.
كما قامت الإمارات برحلات إنقاذ عبر مروحياتها للصيادين ممن تقطعت بهم السبل وتسببت العواصف وتقلبات الطقس بمحاصرتهم في عرض البحر، وكذا العديد من الفعاليات التراثية والثقافية والبيئية التي تسعى الامارات من خلالها إلى حفظ الهوية السقطرية والتنوع البيئي الذي تحظى به.