((الواقع الجديد)) الخميس 8 ديسمبر 2016 / صنعاء
بدأ العدد الأخير من الصحيفة الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية، صحيفة «26 سبتمبر»، غير مختلفاً عن النشرات الدينية التي تصدّرها المراكز الدينية المتطرفة، وتصدّرت صورة زعيم جماعة الحوثيين الصفحة الأولى دون عنوان.
وتسيطر الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثيين على المؤسسات الإعلامية الحكومية، منذ انقلابهم على الدولة وسيطرتهم على العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر من عام 2014.
ومذاك الحين يطغى اللون الأخضر الباهت التي اتخذته الجماعة الطائفية رمزاً لهويتها، على حياة اليمنيين، ويبرز أكثر في المناسبات الدينية التي يسوّق فيها الحوثيون أفكارهم والمبنية على فكرة الاصطفاء الإلهي كأحد أعمدة الدين.
ولم يقتصر تعد الحوثيين على تغيير السياسة التحريرية للصحف الحكومية، بل تحولت إلى إحدى أدوات التحشيد الطائفي.
ويرتبط اسم الصحيفة بأحد أعظم الأيام في حياة اليمنيين، يوم السادس والعشرين من سبتمبر، وفيه انتصرت قيم المساواة والعدل والحرية، على الحكم الامامي الذي ينظر لليمنيين كطبقات متمايزة، أعلاها الإماميين وأدناها أصحاب المهن الحرة.
وحذفت الإدارة التحريرية للصحيفة، العمود الأيسر من الصحيفة، وكان فيه الأهداف الستة للثورة اليمنية، وحلوا محلها عمود «القول السديد».
وهاجم الكاتب والصحفي محمود ياسين الصورة التي ظهرت بها الصحيفة، وقال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن الصحيفة يُفترض ان تكون ناطقة للجيش.. «عندما تقوم بتلوين المؤسسة بمزاجك المفارق حتى للفلكلور الديني الشعبي، أنت تخبر أنك بصدد دمغ كلما تطاله يدك من شوارع ومؤسسات وحتى أفراداً بلون ميراثك الأخضر، الذي يبدو لكل يمني شكلاً من السواد، وقد ارتبط بما تمثله من قسر واستحواذ».
وأضاف «القسر وهذا التهافت وتطويع كل رمزية من ارث الجمهورية اليمنية لحساب إرثك الخاص هو ما الحق بنا منذ البدء هذه الحالة من عمى الألوان».
من جهته، كتب الصحفي سلمان الحميدي تدوينته «تحليل شكل».
وقال «لاحظوا ما فعلوه.. إنهم يرفعون زعيم مليشيا إلى مرتبة نبي الإسلام، وفي الغلاف لا يوجد أي عنوان يمكن أن تدرج تحته صورة سيد المليشيا، هم يحاولون ربط عبدالملك بالنبي محمد، اللعب بالصورة الذهنية لصناعة القداسة الزائفة لشخص معتوه، صورة عبده الحوثي في الأعلى، لا يوجد فوقه أي عنوان، هو العنوان».
أما حمدي منير الصلوي فوصف الصحيفة بـ«الكتاب الأخضر حق عبدالملك الحوثي»، على غرار الكتاب الأخضر الذي ألّفه الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
بدوره طالب الصحفي عبدالكريم الخياطي، الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الإعلام بإصدار الصحف الحكومية من المحافظات المحررة.
ولم يذهب المدوّن منصور النقاش بعيداّ، حيث قال إن العدد الأخير من الصحيفة المرتبطة بالوعي الجمهوري للجيش ونضال القوات المسلحة بـ«القول السديد في صناعة السادة والعبيد».