الأربعاء , 25 ديسمبر 2024
1666255092.jpeg

بينها الانتقالي.. إعادة هيكلة الوفد الحكومي المفاوض لتمثيل جميع القوى الفاعلة

“الواقع الجديد” الخميس 20 أكتوبر 2022م /خاص

كشفت مصادر مطلعة لـ”العرب” عن إعادة هيكلة للفريق المفاوض عن الحكومة الشرعية في المحادثات مع جماعة الحوثي، في خطوة ترمي إلى إشراك جميع القوى الفاعلة في السلطة الشرعية بعد أن كان حزب التجمع الوطني للإصلاح، وهو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، الطرف المهيمن على تركيبة الوفد السابق.
وذكرت المصادر اليمنية أن إعادة هيكلة الوفد الحكومي المفاوض هي مطلب دولي جرى طرحه منذ أشهر، وهو ينسجم مع الواقع الجديد الذي فرضه تشكيل مجلس قيادة رئاسي في أبريل الماضي، تم تسليمه جميع صلاحيات الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.
ويأتي هذا التغيير في خضم مفاوضات شاقة يجريها المبعوث الأممي هانس غروندبروغ من أجل تجديد الهدنة التي انتهت في الثاني من أكتوبر الجاري، ولا تزال مآلات هذه المفاوضات غير واضحة، لاسيما مع استمرار الحوثيين في التمسك بجميع شروطهم للتجديد، رافضين جميع العروض التي قدمت حتى الآن.
وقالت المصادر إن إعادة هيكلة الفريق المفاوض أسفرت عن اختيار تسعة أعضاء برئاسة وزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك. وأوضحت المصادر نفسها أن التوزيع جرى كالآتي: عضوان عن المجلس الانتقالي الجنوبي، وعضوان عن حزب الإصلاح، فيما تم توزيع باقي الأعضاء على المؤتمر الشعبي، والتنظيم الناصري، والمقاومة الوطنية، كما ضم الفريق ناشطة في المجال الحقوقي وهي ياسمين القاضي.
ويرى مراقبون أن إعادة تشكيل الفريق الحكومي المفاوض خطوة ضرورية لتمثيل جميع المكونات المؤثرة في المشهد اليمني، لاسيما وأن الفريق السابق طغى على أدائه الضعف والاستسهال في مواجهة الوفد المفاوض عن الحوثيين.
ويلفت المراقبون إلى أن أعضاء من الفريق السابق بدوا حريصين أكثر على تنفيذ أجندتهم الحزبية الضيقة، أكثر منه الدفاع عن مصالح اليمنيين.
وجاءت التسريبات عن تشكيل الوفد المفاوض الجديد بعد ساعات قليلة على عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى العاصمة عدن، جنوبي البلاد، بعد أكثر من شهرين على مغادرة المدينة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” إن العليمي وصل الثلاثاء إلى عدن عقب جولة خارجية شملت الإمارات والسعودية وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية. وغادر العليمي عدن في منتصف أغسطس الماضي متوجها إلى أبوظبي، ثم الرياض، في زيارة عمل قادته أيضا إلى ألمانيا.
ويرى نشطاء يمنيون أن إعادة هيكلة الفريق المفاوض خطوة ضرورية، لكن الأهم هو كيفية تعاطي هذا الفريق خلال المفاوضات، وهل سيظهر في ثوب الفريق المتجانس أم سيكون رهين الانقسام الحاصل بين القوى السياسية الممثلة داخله، ولاسيما بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح؟
وتشهد العلاقة بين المجلس الانتقالي والإصلاح توترا متصاعدا في ظل تضارب رؤية كلا الطرفين في التعاطي مع طبيعة الصراع الجاري في اليمن، فضلا عن أن الإصلاح يعتبر أن الانتقالي يشكل تحديا خطيرا على نفوذه، وهو ما ظهر في الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظات جنوبية مثل شبوة وأبين.
ويحذر المراقبون من أن الخلافات بين الجانبين، قد تنعكس بشكل سلبي على أداء الفريق المفاوض، وهذا ما سيصب حتما في صالح الحوثيين، الذين سيحاولون ما أمكن الاستفادة من هذا الوضع، لاسيما لناحية فرض شروطهم لتجديد الهدنة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.