“الواقع الجديد” السبت 15 أكتوبر 2022م /خاص
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أيتها الحشود الزاحفة من شواطىء وهضاب ووديان وصحاري حضرموت، يا أبناء سيئون ووادي حضرموت، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته ..
نحتفل اليوم في مدينة سيئون البطلة بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، التي قهرت الإمبراطورية البريطانية، وأجبرتها على الرحيل،
لنستلهم من تلك الثورة محطات البطولة والتضحيات ونتزود بقيمها ومبادئها، لنواصل طريق الكفاح بصبر وجلادة وعزم لايلين، لتحرير ماتبقى من أرضنا وتحقيق استقلالنا الثاني، ونرسم تطلعاتنا نحو المستقبل، المستقبل المشرق الذي لايستثني أحدا من أبناء الجنوب، من المشاركة فيه من أجل إرساء مداميك دولتنا الجنوبية الفيدرالية المستقلة، التي تضمن الحرية والعيش الكريم لجميع أبنائها.
يا حرائر وأحرار حضرموت.. لقد بات شعبنا الجنوبي العظيم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدف استعادة دولته، الذي ضحى بالكثير في سبيل تحقيقه، وخاض نضالا سلميا طويلا ومريرا، مع نظام لايعرف السلمية..
ومنذ العام ٢٠١٤، اضطر شعبنا إلى حمل السلاح، وخاض ملاحم بطولية، للدفاع عن عرضه وأرضه ودينه، فكانت مقاومتنا وقواتنا الجنوبية الباسلة، هي الوحيدة التي استطاعت الصمود في وجه المليشيات الحوثية، وطردتها من معظم الأراضي الجنوبية..
وبتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، كمظلة سياسية جامعة، مفوض من قبل شعب الجنوب ، حدثت انعطافة نضالية مهمة في مسيرة كفاح شعبنا نحو استعادة دولته..
فقد صنع المجلس الانتقالي بحنكة قائده، عوامل الانتصار، بتصميمه على تمكين إرادة شعبنا وفرض سيطرته على أرضه، من خلال تحويل المقاومة الجنوبية، إلى مؤسسات أمنية وعسكرية، ثم سعى بكل اقتدار ، لخوض المعركة السياسية، فأوصل قضية شعبنا إلى المحافل الدولية، وعزز كل هذه المكاسب بفتح باب الحوار مع مختلف المكونات السياسية والشخصيات الاجتماعية.. فبضل انجازات المجلس هانحن اليوم ندلف مرحلة جديدة، مبشرة بتحول ثورتنا إلى دولة..
وما احتشادنا اليوم بهذه المناسبة العظيمة في سيئون، حاضرة وادي حضرموت، إلا لنؤكد عزمنا وإصرارنا على استكمال تحرير كل شبر من أرضنا. فنحن هنا اليوم، في هذه المليونية المباركة وعلى هذا الجزء الغالي من وطننا، لنقول للجميع، أن وادي حضرموت سيتحرر ، ليكون أبناؤه أسيادا عليه، أمنيا وعسكريا واقتصاديا.. وعلى الذين لايزالون متمسكين بباب اليمن، أن يلتحقوا بالحوثي، الذي أطلق على دولة الوحدة المشؤومة رصاصة الرحمة، فلم تعد موجودة على الأرض، بعد أن كانت قد انتهت من قلوب الجنوبيين منذ ٩٤م.
نكرر التهاني بهذا اليوم الأغر، ونستمد منه القوة والعزيمة، للمضي نحو استكمال تحرير أرضنا وانجاز أهداف شعبنا..
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والحرية العاجلة لوادينا والنصر المؤزر لأبطالنا في كل الجبهات.