((الواقع الجديد)) الأربعاء 7 ديسمبر 2016 / الحديدة
أحدثت صور سعيدة أحمد بغيلي (18 عاما) بجسدها الواهن صدمة في أنحاء العالم وسلطت الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن الذي تمزقه الحرب.
الآن وبعد أسابيع من تلقيها الرعاية في مستشفى متخصص بالعاصمة صنعاء لا تزال سعيدة تتحدث بصعوبة بالغة بل تعاني أكثر من ذي قبل في تناول الطعام لكنها على الأقل تستطيع الابتسام.
وعمقت الحرب المندلعة منذ نحو عامين بين التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران محنة أسرة بغيلي وملايين الأسر الأخرى في اليمن.
ففي قريتها التي تعاني الجفاف على ساحل البحر الأحمر يواجه السكان الفقراء مشقة كبيرة في تدبير احتياجاتهم من الطعام.
ويعتقد الأطباء أن حالتها الصحية التي بدأت قبل عدة أعوام من بداية الحرب دمرت حلقها وعندما أدخلتها أسرتها للمرة الأولى مستشفى في أكتوبر تشرين الأول كانت تتمكن بشق الأنفس من فتح عينيها أو الوقوف.
وقال وصفي الزكري الطبيب بمستشفى الثورة في صنعاء “أدخلت سعيدة المستشفى لمعرفة سبب عدم قدرتها على الأكل وتبين أنها تعاني من سوء تغذية حاد.
“حالتها الصحية متأخرة وهناك هشاشة وتأخر نمو في العظام وكل الاحتمالات تقول إن عظامها لن تستطيع العودة لحالتها الطبيعية وهذا مرتبط بسوء التغذية الحاد الذي تعاني منه.”
يقول والدها أحمد الذي يقيم قريبا من المستشفى ليكون بجوار ابنته إنها الآن تزن 16 كيلوجراما بعدما زاد وزنها بخمسة كيلوجرامات عما كان عليه عندما دخلت المستشفى للمرة الأولى.
وأضاف “لكنها لا تأكل شيئا سوى سوائل التغذية الطبية. كانت تشرب عصير الحليب مع الموز لكنها الآن ترفض وتعتمد على سوائل التغذية ولا نعرف متى ستتعافى.”
وكان اليمن يعاني أزمة إنسانية حتى قبل بداية الصراع بما في ذلك انتشار الجوع على نطاق واسع جراء عقود من الفقر والصراع الداخلي.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان اليمن وعددهم 28 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأن سبعة ملايين منهم لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.