((الواقع الجديد)) 7 ديسمبر 2016 / واشنطن – bbc
دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء عن النهج الذي اتبعه في محاربة الإرهاب في آخر خطاب له حول الإرهاب العالمي قبل انتهاء ولايته الرئاسية، ودعا إلى بناء تحالفات من أجل مواصلة النجاحات في ساحة المعركة ورفض استخدام التعذيب في الوقت نفسه.
وسلط أوباما الضوء على الخطوط العريضة لسياسته خلال فترته كرئيس للولايات المتحدة وقائدا أعلى للقوات المسلحة على مدى ثماني سنوات. ولم يذكر أوباما الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالاسم، لكن خطاب على ما يبدو كان موجها لخليفته الذي لم يكشف حتى الآن عن استراتيجيته في مكافحة الإرهاب.
وقال أوباما: “بدلا من تقديم وعود مزيفة بأنه يمكننا القضاء على الإرهاب من خلال إسقاط المزيد من القنابل أو نشر المزيد والمزيد من القوات أو الانكفاء على أنفسنا في معزل عن باقي دول العالم، ، يجب علينا أن نتبنى وجهة نظر بعيدة المدى عن عواقب التهديد الإرهابي، ويجب علينا أن نتبع استراتيجية ذكية يمكن أن تصمد.”
وكان أوباما ابتعد بشكل واضح عن استراتيجية سلفه الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وهو ما اتضح في سحب معظم القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان وخفضها من 180 ألف جندي إلى نحو 15 ألف حاليا ومن بينهم مستشارون عسكريون في سوريا.
وقال: “بدلا من إلقاء كل العبء على عاهل القوات البرية الأمريكية، وبدلا من محاولة تنفيذ غزوات على الأماكن التي يظهر فيها الإرهابيون، فقد أسسنا شبكة من الشركاء.”
وأشاد الرئيس الأمريكي باستراتيجيته في مكافحة ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا والتي ركزت بشكل رئيسي على شن غارات جوية مكثفة.
وقال: “(ما يُطلق عليه) تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام فقد السيطرة على مراكز سكانية كبيرة، وانخفضت معنوياته وجفت مصادر التجنيد لديه، ويجري القضاء على قادته ومن يخططون له في الخارج، وانقلب السكان المحليون ضده.”
لكن أوباما أكد على أن الحرب على الإرهاب لا يجب أن تكون على حساب الحقوق المدنية والتقاليد الديمقراطية الأمريكية.
وقال: “يجب أن نتحلى بالحكمة لكي لا نرى أن تعزيز قيمنا والتزامنا بسلطة القانون ليست نقطة ضعف، (بل) إنها القوة الأكبر لنا على المدى الطويل”.
يذكر أن الرئيس المنتخب ترامب، الذي تعهد بتغيير شامل في استراتيجية أوباما من بينها السياسة الخارجية والأمنية، سيتولى مهامه رسميا بعد أكثر من ستة أسابيع بقليل.
ولم يعلن ترامب مرشحه لتولي منصب وزير الخارجية، ولم يوضح استراتيجيته وخططه لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه أكد في حملته الانتخابية على أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى سياسيات “لا يمكن التنبؤ بها” من أجل الفوز في حربها على الإرهاب.
وأكد أوباما أن تهديد الإرهاب الدولي سيظل يمثل مشكلة “لسنوات قادمة.”
وشدد على أن الإرهابيين لا يمثلون المسلمين في أمريكا، وأنه لا يجب على الولايات المتحدة أن تفرض اختبارا دينيا على مواطنيها، في إشارة إلى المقترح المثير للجدل الذي طرحه ترامب خلال حملته الانتخابية بضرورة إخضاع المسلمين “لاختبارات أيديولوجية”.
وقال: “نحن أمة تؤمن بأنه لا يمكن على الإطلاق الاستهانة (بمبدأ) الحرية، وأن على كل واحد منا مسؤولية لتعزيزها، وتعزيز الحق العالمي للتعبير عن الآراء والاحتجاج ضد السلطة الحاكمة ولنعيش في مجتمع منفتح وحر يمكننا أن ننتقد فيه رئيسنا دون عقاب”.