“الواقع الجديد” السبت 30 يوليو 2022م / متابعات
شهدت مدينة تريم في محافظة حضرموت شرق اليمن، الجمعة، أكبر موكب جنائزي لتشييع جثمان الداعية والمفكر والشيخ الجليل الحبيب أبوبكر العدني بن علي المشهور، الذي وافته المنية يوم الأربعاء الماضي في أحد مشافي الأردن حيث كان يتلقى العلاج.
توفي الشيخ المشهور عن عمر ناهز الـ76 عاما، قضى معظمه في العلم والتنوير ونشر الدعوة الإسلامية، حيث كان الفقيد صاحب مسيرة علمية ودور كبير في البحث والإرشاد، وله إضافات محمودة في الفكر والأدب، والعمل الدعوي المنفتح على نهج الوسطية والاعتدال، والتعايش السلمي بين الحضارات.
نَسَبُهُ:
هو الداعي إلى الله العلَّامة المربي والمفكر السيد أبوبكر العدني ابن علي المشهور.. ينتمي إلى السادة آل باعلوي الحضارمة حيث ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
ولادَتُهُ ونَشأتُهُ:
— وُلِدَ بمدينة أحوَر بمحافظة أبيَن – اليمن عام 1366هـ في أسرة تسلسل فيها الفضل والعلم واشتهر.
— حيث نشأ في كنف والده الداعية إلى الله العلاّمة السيد علي بن أبي بكر بن علوي المشهور.
طَلَبُهُ للعِلمِ:
— حفظ القرآن العظيم على يد والده، ونال نصيباً من العلوم الشرعية واللغوية في حلقات والده وفي «المدرسة الميمونة» ببلدة أحوَر.
— كما تلقى العلوم الشرعية على مجموعة من علماء أحوَر وعدن وحضرموت.
— جمع في تعليمه بين التلقي عن الشيوخ عن طريق التعليم الأبوي والمسند وبين التعليم الأكاديمي المعاصر، حيث تخرج من جامعة عدن كلية التربية قسم اللغة العربية.
— كما حصل مؤخراً على شهادة الدكتوراه من جامعة عدن.
— التحق بسلك التربية والتعليم من شبابه، حيث درَّس في «المدرسة الميمونة» بأحوَر، ثم درَّس ببعض مدارس عدن بعد تخرجه من الجامعة.
الهِجرَةُ إلى الحِجازِ:
— اضطرته ظروف اليمن في تلك المرحلة بالسفر إلى الحجاز عام 1400هـ
— وهناك استمر في تلقي العلم عن جملة من علامئها في مقدمتهم الإمام المربي العلَّامة الحبيب عبدالقادر بن أحمد السقاف.
— عمل إماماً و خطيباً لبعض مساجد جدة خلال فترة وجوده فيها.
العَودَةُ إلى الوَطَنِ:
— عاد إلى وطنه عام 1412هـ.
— حيث تجرد لخدمة الدعوة الإسلامية تربيةً وتعليماً ومنهاجاً، ونشر الوعي الديني على «منهج الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي».
— أنشأ عشرات المعاهد التربوية التعليمية تحت مسمى: « أربطة التربية السلامية » ، والمراكز التعليمية والمهنية، ومراكز الدراسات والأبحاث في أنحاء اليمن.
— أقام العديد من الندوات والحلقات العلمية، ونشاط المنتديات الثقافية، والدورات التعليمية.
رَحَلاتُهُ:
— له رحلات عديدة إلى مصر و الشام و الأردن و سريلانكا وغيرها من البلاد.
— التقى بعلماءها وارتبط بأسانيدهم وأخذ عنهم.
أطروحاتٌ في السَّاحَةِ الدَّعَوِيَّةِ:
— أعاد لحمة ركنية « العلم بعلامات الساعة » كركن رابع إلى أركان الدين الثلاثة ( الإسلام و الإيمان و الإحسان ) كما هو مقرر في حديث جبريل، وفقهه الخاص المسمى بـ« فقه التحولات » و قد تناول هذا الموضوع بتفصيل في كتبه.
— أضاف « سنة المواقف » و « سنة الدلالة » كإضافة محمودة في علم فقه الدعوة.
— وضع فكرة تقسيم المسيرة الإنسانية إلى قسمين:
المدرسة الأبوية (الشرعية) و روادها الأنبياء و العلماء و الصالحون.
المدرسة الأنوية (الوضعية) و رائدها الشيطان وأعوانه من الدجاجلة والكفَّار.
— وضع فكرة « الثالوث الوبائي »: الشيطان – الدجال – الكُفر ،
ويقابله « المثلث المدموج والمعادل الرابع »: التربية – التعليم – الدعوة إلى الله ، والمعادل الرابع: الاكتفاء الذاتي
— دعا إلى تصحيح الانحرافات الفكرية من خلال تصحيح المفاهيم، مثل:
العقل السليم في القلب السليم.
الغاية تقرر الوسيلة.
الإنسان قبل البنيان و المعلم قبل المنهج و التربية قبل التعليم.
المؤلفات:
— له مؤلفات ومنظومات في مختلف العلوم والفنون، مثل: الفِكر ، والتربية، وفقه الدعوة، والتاريخ، التراجم والسِيَر، والفقه، والشِّعر.
— من أهم مؤلفاته في خدمة الدعوة الإسلامية والتربية الأبوية الشرعية:
الأسس والمنطلقات في تحليل غوامض سنة المواقف وفقه التحولات.
التليد و الطارف شرح منظومة فقه التحولات و سنة المواقف.
إحياء لغة الإسلام العالمية.
إحياء منهجية النمط الأوسط من بقية السيف وسادة الصلح.
دوائر الإعادة ومراتب الإفادة.
النبذة الصغرى في معرفة علامات الساعة الكبرى والوسطى والصغرى.
سلسلة أعلام مدرسة حضرموت.
وفاته:
يوم الأربعاء ٢٨ ذي الحجة ١٤٤٤هـ
الموافق: ٢٧ يوليو ٢٠٢٢