“الواقع الجديد” السبت 23 يوليو 2022م / وكالات
كشف تقرير صادر عن غرفة المحاسبة الأميركية في الولايات المتحدة، إمكانية شخص عادي أن يجد المواد التي يمكن استخدامها للتسبب بـ”مئات الوفيات ومليارات الدولارات من الخسائر الاجتماعية والاقتصادية”.
ووفقا لمحطة “إن بي سي”، دعت غرفة المحاسبة الأميركية، وهو وكالة تدقيق في الكونغرس، الوكالة المسؤولة عن التحكم في توزيع المواد المشعة، إلى تنفيذ طرق فحص أكثر صرامة على الفور.
وكان عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي قد حاصروا في أبريل 2019 منزل المواطن جاريد أتكينز، في فينيكس، وبعد مواجهة استمرت ساعتين، اكتشفت الأجهزة الأمنية في المبنى ثلاث أجهزة مشعة مسروقة، تكفي لصناعة “قنبلة قذرة” مميتة، وحكم على أتكينز بـ 15 عاما في سجن فدرالي.
والآن، ووفقا لغرفة المحاسبة الأميركية، لم يعد المهاجمون بحاجة إلى سرقة المواد المشعة، بل أصبح بإمكانهم شرائها.
القنبلة القذرة
والقنبلة القذرة، أو القنبلة الإشعاعية، هي قنبلة محاطة بمواد مشعة تنتشر على نطاق واسع على شكل غبار أثناء الانفجار وبالتالي فلانفجارها كثافة حرارية وميكانيكية مماثلة لأي قنبلة أخرى عدا أنها تنشر عناصر مشعة في المنطقة المحيطة بها من شأنها أن تخلف آثار على المدى الطويل.
هدف القنبلة الإشعاعية الرئيسي ليس التدمير بل تلويث منطقة جغرافية وإصابة الأشخاص المتواجدين في الموقع عبر الإشعاعات.
سهولة تصنيع القنبلة
وفي تقرير حصري لـ “إن بي سي”، توصلت غرفة المحاسبة الأميركية إلى أن الإجراءات الأمنية الراهنة لا توفر الحماية الكافية ضد شراء المواد المشعة عالية الخطورة. حيث تمكن المحققون، باستخدام تراخيص مزيفة، من شراء تلك المواد من شركتين أميركيتين مختلفتين، وهو ما يكفي لوقوع خسائر بمئات الوفيات الناجمة عن عمليات إجلاء وأضرار اجتماعية واقتصادية بمليارات الدولارات.
وقال النائب توم مالينوفسكي، وهو ديمقراطي من نيوجيرسي، عضو لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب، التي كلفت بإعداد التقرير: “لقد علمنا بالفعل أن التهديد بشن هجوم بالقنابل “القذرة” في الولايات المتحدة أمر حقيقي”.
وقال: “هناك مجموعات إرهابية فعلية، بما في ذلك جماعات النازيين الجدد في الولايات المتحدة، تحاول الحصول على قنبلة قذرة لشن هجمات حقيقية ضد المدنيين”.
وأضاف: “والآن يخبرنا مكتب المساءلة الحكومية أنه من السهل جدا لأي شخص الحصول على المواد اللازمة في الولايات المتحدة لصنع قنبلة قذرة.”
إجراءات جديدة
في بيان لمحطة “إن بي سي”، قالت اللجنة التنظيمية النووية الأميركية إنها تتخذ إجراءات تتعلق بالقضايا المحددة في التقرير، بما في ذلك التواصل الفوري مع الشركات المصنعة للمواد المشعة وتسريع تغيير القاعدة للتحقق بشكل أفضل من تراخيص الشراء.
لكنها قالت إن نتائج التقرير لا تبرر تغييرا طارئا في القواعد.
وأضافت الوكالة أن “فرض متطلبات أمنية فورية سيخاطر بآثار غير مقصودة على الاستخدامات الطبية والأكاديمية والصناعية المهمة والآمنة لهذه المواد”.
وتستخدم المواد المشعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة لأغراض متنوعة، بما في ذلك المساعدة في علاج السرطان وتعقيم الأطعمة والأدوات الطبية. ولكن نظرا لإمكانية استخدامها في صنع قنبلة قذرة تستخدم المتفجرات التقليدية لنشر المواد المشعة، فإن اللجنة التنظيمية النووية الأميركية تنظم بيعها واستخدامها