الأحد , 17 نوفمبر 2024
1649202924.jpeg

صحف عربية: بايدن في الشرق الأوسط… يحلم بكسب العرب وإسرائيل…وإيران

“الواقع الجديد” الأربعاء 13 يوليو 2022م / وكالات

ينتظر الشرق الأوسط زيارة الرئيس الأمريكي الرسمية الأولى، التي تشمل محطات أبرزها محادثاته في الرياض مع القيادة السعودية، ثم قادة دول الخليج في قمة نادرة سيحضرها أيضاً زعماء الأردن، ومصر، والعراق، فضلاً عن لقاءاته في إسرائيل والضفة الغربية.

ووفق صحف عربية اليوم الأربعاء، تُمثل الزيارة بمحطاتها وملفاتها، وأهدافها، مرحلة حاسمة في العلاقات بين واشطن ودول المنطقة بشكل عام في ظل التحديات الكبرى التي تعصف بالعالم، بسبب تداعيات أزمة الحرب الروسية في أوكرانيا، وما خلفته من تحديات اقتصادية، ولكن أيضاً، التهديدات الإيرانية المتنامية، بعد فشل آخر المحاولات لإنقاذ الاتفاق النووي، ومنع الخطر الذي تشكله تغذية الاضطرابات السياسية والعنف والإرهاب، على دول المنطقة والعالم.

نحن وبايدن
وفي إطار الزيارة المنتظرة، قالت صحيفة “الخليج”: “من عادة العرب إكرام الضيف عندما يحل بأرضهم، وهو جزء من تراث وتاريخ وسلوك. وبما أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيحل ضيفاً على المملكة العربية السعودية، ليلتقي ملكها وولي عهدها، ثم قادة دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى قادة مصر، والأردن، والعراق، فمن المنتظر أن يلقى استقبالاً يليق بدولة كبرى، وضيافة تليق به، والمملكة لن تقصر في هذا”.

ولكن إكرام الضيف لا يعني حسب الصحيفة، تكرار الزيارات الشكلية، كما تعودت الإدارة الأمريكية على امتداد عقود، وأن على واشنطن، أن الزيارة التي تهدف إلى استعادة الثقة بين الجانبين، يجب أن تكون على” أساس المصالح المشتركة، وليس من منطلق السعي إلى فرض شروط أو املاءات كما تعودت الإدارات الأمريكية المتعاقبة في تعاملها مع دول العالم”، مضيفة أن الأمل معقود على مراجعة الرئيس الأمريكي لموقف إدارته قبل الزيارة “متخلياً عن وهم أن واشنطن عندما تريد شيئاً فيجب أن تطاع، أو أن المصالح الأمريكية أولاً وأخيراً”.

أكثر وضوحاً وأقل ديموغاجية
وفي صحيفة “عكاظ” رامي الخليفة العلي، إن الدول العربية بشكل عام، ودول المنطقة بشكل خاص، قطعت مع التصورات السابقة التي كانت تطبع العلاقات مع واشنطن، معتبراً أن زعماء الدول الذين سيلتقيهم الرئيس الأمريكي في إطار زيارته للمنطقة سيرفعون لساكن البيت الأبيض، خارطة طريق جديدة، للمضي قدماً في شراكة متوازنة بين الجانبين.

وأوضح الكاتب أن الدول العربية اليوم “تنتظر مقاربة أمريكية أكثر وضوحاً وأقل ديماغوجية، فهي تريد تصوراً أمريكياً صريحاً، يعرض على القادة، في ما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، يحترم مصالح وهواجس هذه الدول، كما يريد هؤلاء القادة وشعوب هذه الدول، تحركاً أمريكياً فاعلاً في ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط التي لا تزال تمثل حجر الزاوية في استقرار حقيقي يمكن أن تنعم به المنطقة. وأخيراً أن تكف الولايات المتحدة الأمريكية عن ممارسة الدور الأبوي، أو دور الخواجة التقليدي الذي عهدناه من الدول الغربية، فهذا الدور تجاوزه العصر”.

بايدن والوضع الصعب
وفي سياق الزيارة المنتظرة أيضاً، قال وليد فارس في موقع “إندبندنت عربية” إن الإدارة الأمريكية شددية الحرص على إنجاح زيارة الرئيس بايدن إلى دول المنطقة، والقمة التي سيعقدها مع قادة دول الخليج، لحاجتها الماسة إلى مصدر للطاقة لتنظيم الأسواق، ولإعادة الثقة في العلاقات الأمريكية الإقليمية، ولتحقيق إنجازات ملموسة قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وفي ظل التناقضات والتباينات التي تهيمن على الإطار العام للزيارة، بسبب تمسك الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن على الجميع بين الأضداد، أي التنازل لإيران من جهة، والحرص على استعادة علاقات طبييعة مع دول الخليج المنتجة للنفط، والوقوف في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلى جانب تل أبيب مع التمسك بحل الدولتين دون ضغط حقيقي على إسرائيل، وغير ذلك من الأدلة على الرهانات الصعبة التي تصر الإدارة الأمريكية على النجاح في رفعها، ويقول الكاتب: “في الوقت نفسه، إدارة بايدن لم تتخلَ بعد عن الاتفاق النووي، ما يعني أن الرئيس وطواقمه وحلفاءه يريدون إعادة كسب العرب وإسرائيل، ولكن دون خسارة إيران”، وفي السياق ذاته فإن الإدارة الأمريكية تدرك أنها مقبلة على احتمال خسارة الأغلبية في الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بسبب سياستها الإيرانية، ما يزيد الضغط على الرئيس بايدن في جولته الراهنة.
وعليه يقول الكاتب: “البيت الأبيض، يعرف أن هذا الكونغرس، وخاصة الكونغرس المقبل، يرى أن المصلحة القومية للولايات المتحدة تستدعي وجود حلفاء يمكن الاتكال عليهم أمام التحديات الدولية، وأن القيادة الإيرانية لا يمكن الثقة بها بشكل كامل من دون إصلاحات. لذلك، فالرئيس بايدن هو أمام خيار كبير، إما أن يعود إلى واشنطن مع سلة فارغة، وهو أمر لا يريده، وإما أن يعود بجعبة تحالفية إقليمية. فبماذا سيعود؟”

لماذا أزور السعودية
في صحيفة “الشرق الأوسط” تعرض طارق الحميد إلى مقال الرئيس الأمريكي في “واشنطن بوست” عن مبررات وأسباب زيارته إلى المنطقة والسعودية تحديداً بعنوان “لماذا أزور السعودية؟”.

وفي هذا الإطار اعتبر الكاتب أن الرئيس بايدن تعمد نشر مقال “كُتب لتيار محدد بالولايات المتحدة، وهو اليسار، وليس لكل الأمريكيين، ولا حتى للسعوديين، أو المجتمع الدولي”. واعتبر الكاتب أن أهمية المقال لا تكمن في مضمونه المباشر والخفي، بقدر ما تكمن في كتابته ونشره “في الصحيفة الأشد عداء للرياض. صحيح ظهرت أصوات معتدلة، بالولايات المتحدة تطالب الرئيس بايدن بعلاقات أفضل مع السعودية، لكن هذه المرة الرئيس نفسه هو من يشرح أهمية السعودية، وأهمية زيارته”.
أما النقطة الأبرز في المقال فهي في نظر الكاتب، التحول المثير الذي يشكله المقال الذي أمضاه “الرئيس الذي تعهد في حملته الانتخابية بنبذ السعودية” الذي تصدى فيه للدفاع “عن زيارته الآن لجدة، وهو من يشرح أهمية العلاقات بين واشنطن والرياض”.

ويضيف الحميد، أن من النقاط البارزة التي ترافق الزيارة إلى السعودية أيضاً، أن بعض الذين “حرضوا وطالبوا الرئيس بايدن باتخاذ مواقف ضد السعودية”، هم الذين يلطمون الآن بعد مقاله “لماذا أزور السعودية؟”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.