((الواقع الجديد)) 5 ديسمبر 2016 / تركيا – الاناضول
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، إنّ بعض الجهات تسعى من خلال استخدام سلاح الفائدة (المالية) وتحركات سوق الأسهم والعملات، إلى إنجاح محاولة الانقلاب الذي فشلوا في تنفيذه عبر جناة تلطخت أيديهم بالدماء.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته، في حفل توزيع جوائز نظّمته غرفة صناعة ولاية قيصري، وسط تركيا.
وأوضح أردوغان، أنّ “حكومة بلاده تخطط لإجراء كافة المناقصات التي ستطرحها خلال الفترة المقبلة باستثناء بعضها بالليرة التركية، وذلك دعماً للعملة المحلية وتعزيز قوتها أمام العملات الأجنبية”.
ودعا أصحاب مراكز التسوق إلى تأجير المحلات التجارية لصغار الكسبة بالعملة المحلية، مشيراً أنّ هذه الخطوة ستساهم في إنعاش الليرة التركية وستسهّل أمور المستأجرين.
وأكّد أردوغان، أنّ “الجهات التي فشلت في عرقلة تقدم تركيا عبر أعوانها الذين يرتدون اللباس العسكري، بدأت في الآونة الأخيرة باستخدام أعوانهم الذين يملكون المال لتحقيق مآربهم ضدّ البلاد”، مشيراً أنهم “سيفشلون هذه المرة أيضاً”.
وأكّد رئيس الجمهورية، أنّ كافة محاولات إفشال تقدّم تركيا ستتكلّل بالفشل، وأنّ البلاد ستمضي في طريقها نحو التقدم والازدهار.
وفي هذا الصدد، قال أردوغان: “لن تستطيعوا إيقاف عجلة النمو والتطور في تركيا فبعد محاولة الانقلاب الفاشلة قمنا بافتتاح جسر ياووز سلطان سليم في مدينة إسطنبول، وبعد عدة أيام سنفتتح نفق أوراسيا الرابط بين قطبي إسطنبول من تحت قاع البحر، وفي مطلع 2018 سنفتتح أكبر مطار في العالم وهو مطار إسطنبول الثالث”.
وانتقد الرئيس التركي، سياسة نظام الفوائد (المالية) المتبعة حالياً في البلاد، مبيناً أنّ ارتفاع نسبة الفوائد تعيق قيام المستثمرين باستثماراتهم، الأمر الذي ينعكس سلباً على نسب البطالة والعمالة في البلاد.
وتطرق أردوغان في حديثه، إلى مكافحة منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، مشيراً أنّ الدولة التركية سخرت كافة إمكاناتها من أجل تطهير مؤسساتها من أتباع هذه المنظمة.
وأوضح: “الدولة التركية لن ترحم بعد اليوم المنظمات الإرهابية، وستكون أكثر رحمة وشفقة تجاه مواطنيها، والجميع يعلم بأنّ مكافحة منظمة غولن لن تكون قصيرة وسهلة، فمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف تموز/ يوليو الماضي، باءت بالفشل نتيجة دفاع الشعب عن حكومته المنتخبة”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.