الأحد , 17 نوفمبر 2024
1654635495.jpeg

ندوة سياسية: واشنطن ستقبل التعامل مع الأقوياء على الأرض

“الواقع الجديد” الاربعاء 8 يونيو 2022م / خاص

عقد مركز سوث24 للأخبار والدراسات أمس الاثنين، ندوة سياسية افتراضية على تطبيق زووم، بعنوان “مآلات الهدنة اليمنية وملف مكافحة الإرهاب”، مع خبراء غربيين ومحليين مختصين بالشأن الخليجي وشؤون الشرق الأوسط.

وشارك في الندوة، الباحث في مجموعة “سترافورد” للدراسات والمختص بشؤون الخليج،ريان بوهل، المحلل الأمني المتخصص بدراسات مكافحة الإرهاب ريان ماورو، والممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية عمرو البيض. أدارت جلسة النقاش المحللة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، هديل عويس، وترجمها كلاميا إلى العربية المحامي صالح النود.

وناقشت الندوة التي جاءت متزامنة مع تمديد الهدنة الأممية في اليمن، التطورات الحالية في البلد في ضوء هذه المستجدات ومآلات هذه الهدنة في المسارات السياسية والعسكرية وعلى ملف مكافحة الإرهاب، خصوصا بعد تصاعد نشاط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، مؤخرا.

الهدنة من منظور الانتقالي الجنوبي

استهل الندوة “عمرو البيض” بالإشارة إلى أنّ الهدنة تمّت بعد أن قبلت “ميليشيا الحوثي” أنها ليست فوق الجميع، خاصة بعد دخول القوات الجنوبية إلى شبوة وتحريرها. معتبرا أنّ الحوثيين سيستغلون “الهدنة لترتيب صفوفهم واستعادة سلطتهم”.

وطرح “البيض”، تساؤل عن الكيفية التي ستتعامل بها الأمم المتحدة فيما بعد الهدنة، وعلى رأسها خطوات بناء الثقة وفتح الطرقات وتبادل الأسرى. وتساءل أيضاً، فيما إذا كان المبعوث الجديد “هانز غروندبرغ” سينجح في توسيع المشاركة السياسة مع مختلف الأطراف، بعد فشل المبعوث السابق “مارتن غريفيثس”. مشيرا إلى أهمية طرح مشكلة “الوحدة” على طاولة الحوار حتى تتشكل عملية سياسة شاملة.

وحول موقف المجلس الانتقالي الجنوبي من التحديات الاقتصادية التي تشهدها البلد، أشار عمرو البيض إلى أنّ “المشاكل جميعها مرتبطة ببعضها البعض”. وأشار البيض إلى أنّ المجلس الرئاسي مازال حديث العهد، ولم يتأسس بشكل كامل، وربما بعد أن يكتمل التأسيس والتشكيل ستبدأ السياسات والعمل.

وبالتالي يرى أنهم سيدفعون لتنفيذ أجنداتهم – في الانتقالي الجنوبي- من خلال وزرائهم في الحكومة، ومن خلال عضو المجلس الرئاسي “عيدروس الزبيدي”، نحو محاربة الجماعات المتطرّفة، ومعالجة كل الملفات، منها “ملف الهجرة” التي باتت مشكلة كبيرة بالنسبة للجنوب.

وأشار البيض إلى أنّهم في المجلس الانتقالي الجنوبي سيسعون للحصول على موقف دولي للضغط على كل الأطراف داخل الحكومة اليمنية لدعم هذه الخطوات.

واشنطن والرياض

الباحث الأمريكي ريان بوهل تحدّث عن طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وانعكاساتها على الملف اليمني. مشيرا إلى متانة “العلاقات التاريخية بين البلدين قوية”.

وقال بوهل أنّ “ميليشيا الحوثي” لا تزال تسعى لاستعادة اليمن إلى الشكل الطائفي الذي تريده، وهي لن تتخلى عن هذا الهدف. حد وصفه.

ووفقا لبوهل فإنّ سعي الحكومة المعترف بها دوليا لمسار السلام، ناجم عن إدراكها “بأن الحرب ليست الآلية المناسبة للوصول إلى صنعاء.” لكنه بالمقابل لا يعتقد “أنّ قوات الحكومة اليمنية قادرة على تحرير صنعاء، خاصة وأن قوات التحالف العربي تراجعت والإمارات العربية كذلك.” لكن إذا تجرأت “ميليشيا الحوثي” على أن تذهب لمهاجمة المدن الرئيسية السعودية “سوف تُواجَه برد قوي.”

إدارة بايدن والتدخل في اليمن

وعن تراجع دور المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركنغ، قال “ريان بوهل” بأنّ “لدى الولايات المتحدة نهج بعدم التدخل، وهذا موجود على الساحة اليمنية وأيضاً في القضية الفلسطينية-الإسرائيلية. فهناك سياسة عامة واستراتيجية لا تدفعها الرغبة لتحديد ملامح في المنطقة”. فالأمريكيين، وفقا لبوهل، أخذوا العبر من الحروب السابقة في أفغانستان. “ولدى إدارة بايدن قيم تريد أن تعتمدها لإيقاف العدوان على الأبرياء والمدنيين وإدخال الدعم، لكنها لا تسعى إلى وضع نوع من الثقل السياسي أو العسكري لتحقيق هذه القيم.”

وذكر “بوهل” كمثال، قصف الحوثيين للعاصمة الإماراتية أبوظبي، إذن كان الهجوم قريباً من القاعدة الأمريكية الذي يمكن اعتباره هجوماً على أمريكا، كما يقول. ويضيف “كان يمكن أن تكون هناك ردة فعل قوية من أمريكا كما في سنوات سابقة، لكن الولايات المتحدة تركت الحل للإماراتيين واكتفت بالدعم اللوجستي للتعامل مع هذا الخطر.”وقال “بوهل” إنّ الولايات المتحدة أصبحت موجودة لدعم الاستقرار وليس لديها أجندة للتدخل، وأوكلت مهمة التعامل مع قضايا المنطقة للمملكة العربية السعودية.”

ويعتقد “ريان بوهل” بأن الولايات المتحدة لا تملك أدوات ضغط مباشرة على الحوثيين لكنها تملك “أدوات ضغط مرتبطة تماماً بدعم السعودية”. ورأى بأنّ واشنطن لا تستطيع الضغط على الحوثيين أكثر مما قد ضغطت في السابق.

التعامل مع الأقوياء

أعاد الباحث في مجموعة ستارفور للدراسات، ريان بوهل التذكير بتجربة محاولة الانفصال مع الأكراد في إقليم كردستان العراق. فرغم علاقتهم مع الولايات المتحدة إلا أنّ هذا “لم يكن كافياً” لواشنطن بأن يكون لهم موقفاً داعماً لاستقلال الأكراد كما يقول.

وعلل بوهل هذا الموقف بأنه ناجم عن مخاوف أمريكية فيما إذا دعمت حركات الانفصال في أي مكان، لما يمكن أن يؤثر على مناطق أخرى. مضيفاً، بأن أمريكا قد تتعامل مع أمر واقع على الأرض، لكن دعمها على تحقيق مثل هذا الأمر مستبعد كثيراً.

وطرح أحد الحاضرين في الندوة سؤالا حول موقف أمريكا الداعم لتقسيم يوغوسلافيا سابقا إلى خمس دول. إذ رأى “بوهل” بأنّ هذا الموقف “جاء في نهاية الحرب الباردة بوجود متغيرات كثيرة، وكانت أمريكا وقتها ترحّب بتفكك دول الاتحاد السوفيتي، لكن ليس لديها الرغبة بأن يتحقق ذلك في الشرق الأوسط.”

كما أشار أيضا بأنّ الوضع في السودان كان مختلفا بوجود حرب لأكثر من خمسين سنة، وكانت هناك حربا ضد الشمال حتى فرض جنوب السودان الانفصال بنفسه. لكنه بالمقابل شدد بأنّ “إذا كانت هناك قوة قادرة أن تفرض شيئا على الأرض، حينها الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تقبل التعامل مع هذا الواقع الجديد.” وذكر بأنّ أمريكا لم تدعم الأكراد لأن ذلك سيكون ضد مصالحها، لكن هناك حالات تعترف بها أمريكا من خلال فرض الاستقلال بالقوة، وفي جنوب اليمن قد يتحقق ذلك، لكن ليس في هذه المرحلة، وفقا للباحث الأمريكي.

تعاظم نشاط القاعدة

وتسائلت هديل عويس عن سر تزايد نشاط القاعدة في جنوب اليمن في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد العمليات التي ضربت مدن جنوبية خلال الأشهر الماضية.

وشدد المتخصص بشؤون مكافحة الإرهاب، ريان ماورو، على أهمية اعتراف الولايات المتحدة بوجود تنظيم القاعدة في اليمن وبأنها مازالت قائمة ونشطة، خاصة وأنّ هناك صوت داخل المجتمع الأمريكي يرفض التدخل الأمريكي في الخارج.

وذكر “ماورو”، بأن إدارة “بايدن” ترى أنها قادرة على أن تحد من خطر القاعدة، خاصة من خلال التوجه بالعمل الاستخباراتي والعمليات المركزّة.

وشرح ماورو، بأنه “من أجل الحصول على دعم أمريكي لابد أن يتصاعد الخطر، على الرغم من أن الولايات المتحدة ليس لديها شهية للتدخل المباشر على الأرض”، مدللا بانسحابها الأخير من أفغانستان.

واعتبر المحلل الأمريكي الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بأنه “قد يوّلد نوعاً من الانتعاش للجماعات المتطرّفة في كل مكان بأن هذا نصر.” خاصة وأنّ “طالبان” كانت عدواً مباشراً وأصبحت الآن معترف بها في السلطة.

ونوّه ماورو، بأنّ هذه العقلية قد تنتشر لأن هناك علاقة أيديولوجية بين الجماعات المتطرفة مثل القاعدة في اليمن، وطالبان في أفغانستان وغيرها. مؤكداً على أهمية فهم تفكير هذه الجماعات وما يجمعها في مناطق مختلفة، والذي من المتوقع أن يكون لها نشاط في شبه الجزيرة العربية.

وجدد عمرو البيض التأكيد على أنّ أجندة المجلس الانتقالي هي استعادة الجنوب كدولة مدنية ديمقراطية تقف ضد جميع الجماعات المتطرّفة سواء في الجانب السني أو الشيعي. وأشار إلى أنهم لا يريدون أن يكونوا فقط ناشطين أمنياً في عدن فقط، ولكن يريدون التوسع نحو مناطق أخرى في شبوة وأبين وغيرها. مؤكداً على تحمّل الجميع المسؤولية بما في ذلك التحالف العربي، لمعالجة كافة الإشكاليات في الجانب الثقافي والتوعوي إلى جانب العملياتي.

وتطرق النقاش في الندوة إلى طبيعة الاتهامات حول العلاقة بين الجماعات الدينية النشطة في اليمن. وبدرجة رئيسية بين غلاقة جماعتي الحوثي والإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) بـتنظيم القاعدة.

فمثلا لم يستبعد ريان ماورو أن تكون هناك علاقة على المستوى التكتيكي بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، خاصة وأنّ إيران لها علاقة مع التنظيم. ودلل ماورو ذلك بتواجد “أبو محمد المصري” الرجل الثاني في القاعدة في إيران وتم استهدافه لاحقاً. وأشار كذلك بإفراج “ميلشيا الحوثي” عن عناصر من تنظيم القاعدة، “وهو ما يشير لعلامات استفهام كبيرة حول مثل هذه الخطوات وماذا تعني.”

أما عن علاقة القاعدة بحزب الإصلاح الإسلامي “الإخوان المسلمين”، قال “ماورو”، أنه من بين كل الجماعات التابعة للإخوان المسلمين، الإصلاح هو الطرف الأكثر تقاربا وله علاقة بالقاعدة.” مشيرا إلى أنّ “أمريكا كانت لديها خيارات بأن تصنّف التجمع اليمني للإصلاح بأنه الأقرب للقاعدة، خاصة وأن [عبد المجيد] الزنداني قيادي في هذا الحزب ومعروف بأنّ له توجهات القاعدة، ويتحدث عن الدولة الإسلامية، كما أن ابنه دعا للجهاد ضد أمريكا.”

ويزعم ماورو “بأن الزنداني له علاقة قوية بحماس، وحركة حماس هي الجناح الفلسطيني المسلح للإخوان المسلمين. لذلك عندما وقّعت الإمارات على الاتفاقات “الإبراهيمية” ربما يصعّد هذا الأمر من خطر هذه الجماعات.” مشيرا إلى ما وجود ما وصفها “علاقة قوية بين القاعدة والإخوان المسلمين على المستوى العملياتي على الأرض.”

مكافحة الإرهاب

بالمقابل أشار عمرو البيض إلى الدور الميداني الذي تلعبه القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ووصفه بـ “الفاعل”. وأشار كذلك إلى أنّ “المجلس الانتقالي يقوم بالتنسيق والحديث مع الأمريكان بمثل هذه المواضيع”. واعتبر البيض أنّ طبيعة هذا التعاون يعود “لعام 1993 عندما تحدّث الرئيس علي سالم البيض وهو رئيس دولة الجنوب السابقة، وتم في حينه تسليم ملف يحتوي على أسماء العناصر الجهادية بما في ذلك “الزنداني”، وكيف تم استخدام هذه العناصر من قبل [الرئيس السابق] علي عبدالله صالح” في حربه ضد الجنوب.” وقال عمرو البيض بأنهم [المجلس الانتقالي الجنوبي] مع توجه وقيم الولايات المتحدة في استقرار هذه المنطقة الحساسة جيوسياسياً.

وعن خارطة الطريق السياسية لتحقيق أهداف “الشعب الجنوبي”، وما إذا كانت تجد صدىً دولياً من أمريكا أو روسيا أو الصين أو دول أخرى، أجاب المبعوث الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي “بأنهم في مرحلة انتقالية، وسيذهبون إلى العملية السياسية الشاملة بحيث تكون مصممة حتى تكون قضية الوحدة أحد القضايا التي تعالجها”.

وتابع، بأنّ فكرة “فك الارتباط” قد لا تكون مقبولة بشكل عام، لكن الحديث هنا عن فشل الوحدة وكيفية حل هذه المشكلة، ولن يتم ذلك إلا من خلال عملية سياسية مصممة وقادرة على أن تحتوي كل القضايا. ووفقا لـ البيض فإنّ هذه الفكرة قد نوقشت في محادثات مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وأشارت بأنّ قضية شعب الجنوب يجب مناقشتها في إطار عملية السلام الشاملة. معتبرا بأنّ هذه الطريقة هي “الأنسب” لحل المشكلة على أمل أن يصلوا إلى حلها بدون اللجوء “للنهج العسكري”.

سياسة واشنطن

كما تطرقت الندوة لآثار الحرب الأوكرانية – الروسية على علاقات الولايات المتحدة بإيران ومدى انعكاس ذلك على اليمن. إذ اعتبر “بوهل” بأن إيران تحاول الحصول على علاقة مع “بايدن” وتسعى لإيجاد حلول من أجل الملف النووي الإيراني، لكن المطالب الإيرانية، في الوقت الحالي غير مقبولة لدى الولايات المتحدة.

ورغم ذلك، يقول بوهل “أنّ هناك رغبة أمريكية لتخفيف حدة التوتر مع إيران، لكن الحرب في أوروبا أخذت الكثير من الجهد والاهتمام، الأمر الذي بدوره قلّل من التركيز على اليمن.”

من ناحيته وصف ماورو تعامل الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأضرار البيئية والإنسانية الناجمة عن الحرب في اليمن بأنه “مزدوج”. ويزعم بأنّ ما سيدفع أمريكا للعمل أكثر في هذا الجانب يمكن له من خلال طريقتين: “الأول – وأعتذر لقول ذلك – ننتظر إلى اللحظة الحتمية عندما يزداد الخطر على أمريكا مثل ظهور ونهوض [تنظيم] القاعدة… والطريقة الثانية، التركيز على رفض منظماتكم ومؤسسات وسلطاتكم للتطرف الإسلامي وتمييز أنفسكم بأنّكم ضد هذه الجماعات”.

ووفقا لوصف ماورو “فإن التطرّف الإسلامي بكل أشكاله مرفوض، سواء كان من الشيعة أو الإخوان المسلمين. وأنه من خلال العمل بمدنية وبعيداً عن التطرّف الإسلامي، قد يجلب هذا الأمر تعاطفاً أمريكياً.

بين طموحات الشارع والتزامات السياسة

ردا على سؤال مقدمة الندوة هديل عويس، حول كيف يمكن للمجلس الانتقالي التوفيق بين الاستجابة لطموحات الجنوبيين والعمل مع مجلس القيادة الرئاسي، قال عمرو البيض بأنّ “الهدف في المرحلة الانتقالية الحالية هو إدارة الجنوب والمناطق المحررة، وتوفير الخدمات وإصلاح الوضع المعيشي والحالة الاقتصادية، أما الهدف المستقبلي [سيتحقق] من خلال عملية السلام.

ويقول البيض: “نعتقد في المجلس الانتقالي الجنوبي بأنه لابد من العمل مع مجلس القيادة الرئاسي، لأنه إذا لدينا حكومة ضعيفة إضافة لاستمرار الحرب، سيسمح ذلك للجماعات “الإرهابية” المتطرّفة بأن تنشط”. وبالتالي “لتأمين مناطقنا ولتحقيق أهدافنا وانهاء هذه الجماعات المتطرفة، علينا أن نتعاون مع مجلس القيادة الرئاسي، وأن نكون بنّائين ولاعبين فاعلين في هذه العملية. ونعمل ذلك كله من أجل هدفنا الرئيسي طويل المدى.”

وشدد البيض على أنّ مسألة الوحدة اليمنية “عاملا غير مساعد للاستقرار في المنطقة، وأن حل الدولتين هو الأكثر استقراراً للشمال والجنوب بعيداً عن المركزية”.

حضر الندوة عدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية والإعلامية اليمنية وباحثين غربيين ونشطاء من الجنسين.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.