“الواقع الجديد” السبت 14 مايو 2022م / المشهد العربي
أحيا انتخاب الشيخ محمد بن زايد رئيسًا لدولة الإمارات، آمال الجنوبيين في أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من الزخم لقضيتهم العادلة التي تصبو إلى دولة الإمارات.
المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة انتخب اليوم السبت، بالإجماع، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسًا لدولة الإمارات، وذلك بموجب المادة 51 من الدستور.
الشيخ محمد بن زايد سيكمل مسيرة قيادة الإمارات الحكيمة، التي لطالما اتبعت عملت على تغليب أطر السلام والاستقرار والنزول دائما عند رغبات الشعوب وتلبية تطلعاتها، وقد كان ذلك نبراسًا للقيادة الإماراتية على الدوام.
أحد التطلعات المهمة في المنطقة يتمثل في رغبة الجنوبيين في استعادة دولتهم، وقد فوّضوا الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو طموح بات يحظى بردود أفعال إقليمية ودولية، يتجسد في حجم الإقرار بحضور قضية شعب الجنوب على الأرض.
ومع تولي الشيخ محمد بن زايد الرئاسة، فإنّ دولة الإمارات ستكون داعمًا لتطلعات الشعب الجنوبي، تمامًا كما اعتادت أبو ظبي أن تفعل وهي تواءم سياساتها مع تطلعات الشعوب لا سيّما حال تعرُّضها للقهر أو محاولة مصادرة حقها في تحقيق آمالها.
فالشيخ محمد بن زايد غرس وهو في أحد دوائر الحكم في دولة الإمارات سياسات حكيمة راعت تحقيق السلام، وقد تجلّى ذلك في أكثر من مناسبة، مثل الدور الحكيم الذي لعبته دولة الإمارات في التوصل لاتفاق الرياض في 2019، وكذا مشاورات الرياض مؤخرًا، وبعيدًا عن الجنوب واليمن لعب الشيخ محمد دورًا مشهودًا في رعاية وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها بالإمارات في 4 فبراير2019، تلك المبادرة التي تحولت ليوم عالمي يحتفى به دوليا كل عام، كما توسط في إنهاء أحد أطول النزاعات الحدودية في إفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا، في يوليو 2018.
هذا الماضي المضيء لحكمة الشيخ محمد بن زايد جعلت من السياسة الإماراتية نبراسًا لتحقيق الاستقرار ووضع لأي خلافات قد تُثار على الساحة، وهو ما يراهن عليه الجنوبيون لدعم الحاضنة الإقليمية التي تعضد من مسار الجنوبيين نحو استعادة دولتهم.
عاملٌ آخر راهن عليه الجنوبيون، وهو حجم الجهود التي بذلتها دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب والتضييق على منابع التطرف، وقد بذلت أبو ظبي بإشراف ومتابعة مباشرة من الشيخ محمد بن زايد أعظم الجهود في إطار مكافحة الإرهاب بالجنوب منذ عام 2015، متى انطلقت عاصفة الحزم، كما ساهمت في تدريب وتأهيل القوات المسلحة الجنوبية.
هذه الجهود المقدرة دبّت الرعب في قلوب أعداء الجنوب، الذين ردّوا على ذلك بحملات تشويه متعمدة ضد دولة الإمارات، ولعل هذا ما يفسر حجم الرعب الإخواني مع صعود الشيخ محمد بن زايد لسدة الرئاسة في الإمارات، لا سيّما أنّ تنظيم الإخوان يرى أنّ دولة الإمارات وتحديدًا الشيخ محمد بن زايد حائط الصد المنيع في مواجهة الأجندات المتطرفة والتمددية للتنظيم الإرهابي في المنطقة.