“الواقع الجديد” الخميس 12 مايو 2022م / خاص
حول العبث الإخواني تعز اليمنية إلى مرتع للفوضى حيث يستغل التنظيم الإرهابي نفوذه الأمني والعسكري بالمدينة لبث سمومه.
أقدم سياسيون ومسؤولون يمنيون باروين على حث مجلس القيادة الرئاسي على التدخل العاجل لإنهاء عبث الإخوان في تعز التي أصبحت ساحة مفتوحة لـ”أمراء الفوضى”.
وباتت تعز ترزح تحت وطأة كماشة الإرهاب الحوثي الذي يحاصرها بشكل جائر منذ 7 أعوام ونصف العام، وتحت سطوة عبث “أمراء” تنظيم الإخوان الإرهابي داخل المدينة انطلاقا من سيطرتهم على السلطات العسكرية والأمنية.
وأحدث جرائم الإخوان؛ اعتداءات نفذتها عناصر مسلحة لمحور تعز العسكري الخاضع للتنظيم الإرهابي على متاجر بيع الذهب والاعتداء على ملاكها، إثر رفضهم تسليم جبايات مالية باهظة وغير قانونية.
وكشف مصدر يمني مسؤول عن أن قادة الإخوان العسكريين فرضوا منذ أكثر من شهر جبايات غير قانونية بغطاء دعم الجبهات، تتراوح من 2 إلى 5 ملايين ريال يمني على المحال التجارية في مدينة تعز، بما فيها الصرافة والذهب والشركات الطبية.
وحذر المصدر من أن الكثير من المحال التجارية والشركات امتنعت واحتجت على النهب المنظم، ما دفع عناصر إخوانية مسلحة لاقتحام عديد من المحلات واختطاف عاملين تحت قوة السلاح لابتزازها ماليا.
وتنضاف التطورات إلى سلسلة طويلة من انتهاكات “أمراء الفوضى والنهب” للإخوان، والتي تصاعدت مؤخرا.
تغير جذري.. لصوص وقتلة
فجرت جرائم الإخوان مؤخرا مطالب ودعوات واسعة من قبل الأوساط البرلمانية والسياسية ورجال الأعمال باليمن ممن دعوا مجلس النواب إلى عقد جلسة عاجلة لمناقشة الوضع في تعز ومسألة قادة الإخوان.
كما طلبوا مجلس القيادة الرئاسي العمل على تغييرات جذرية وإحالة القيادات المتورطة في الجرائم من السلطة المحلية والعسكرية والأمنية للقضاء.
وقال نائب رئيس “هيئة التشاور والتصالح” لمجلس القيادة الرئاسي، عبدالملك المخلافي، إن كل الدعوات والمحاولات والجهود فشلت بالفترة الماضية، في تصحيح الأوضاع والانفلات بتعز، في إشارة إلى عراقيل الإخوان سابقا إثر هيمنتهم على القرار بما فيه العسكري.
وكتب المخلافي يقول عبر حسابه بموقع تويتر، أن “الحماية السياسية التي توفرت للقيادات التي أوصلت تعز لأن يسيطر عليها اللصوص والقتلة وزارعو الفوضى يجب أن تنتهي الآن بعد نقل السلطة لمجلس القيادة الرئاسي”.
ودعا المخلافي، وهو وزير الخارجية الأسبق وسياسي بارز، المجلس إلى تغييرات شاملة في تعز “تبدأ باستبدال شامل للقيادات العسكرية والأمنية”.
مجرمون تحت غطاء الجيش
فشلت عديد الحملات الأمنية في إيقاف العصابات الإجرامية الإخوانية وضبط عناصرها في ظل سيطرة بعض المطلوبين أمنيا بدعم من كبار قادة الإخوان على مفاصل في المؤسسة العسكرية والأمنية وصعوبة ردعهم.
وقال عضو الفريق الاقتصادي التابع للمجلس الرئاسي ورجل الأعمال المعروف، شوقي أحمد هائل، إن “الاعتداءات على المواطنين في تعز تكررت من قبل من يعدون أنهم في الأمن والجيش”، في إشارة لقيادات الإخوان وعصاباتهم التي تتخذ مؤسسات الدولة غطاء لجرائمها.
واستغرب هائل، وهو محافظ تعز السابق وينحدر من كبرى العائلات اليمنية التجارية، تقاعس “الجهات المختصة في تعز من المحافظ إلى قيادة المحور إلى مدير الأمن”، في تلميح إلى رموز الفساد الموالية والتابعة للإخوان.
وجاء حديث شوقي هائل ردا على تغريدة كتبها وزير الإدارة المحلية السابق عبدالرقيب فتح عن جرائم الإخوان في تعز.
وكان فتح أكد أن “مرتكبي الأعمال خارج القانون في تعز” باتوا معروفي الهوية ومقار انتمائهم العسكري التي ينطلقون منها للهجوم على الضحايا المدنيين.
وفيما استشهد فتح بالاعتداء الإخواني على أحد متاجر الذهب، قال إن “الضحايا يقدمون كل المعلومات عن المعتدين، وهذا يؤكد تقصير وإهمال الجهات ذات العلاقة والتي تتحمل المسؤولية وحدها عما يحدث”.
من جهته، اعتبر الناشط السياسي والإعلامي عبدالسلام القيسي أن “جبايات الإخوان مجهود حربي يماثل مجهود الحوثي، حيث تُسلب أموال الناس بالقوة رغم أن البلد تشهد مرحلة جديدة من التوافق”.
وأكد القيسي، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن مجلس القيادة الرئاسي الذي تسلم السلطة الشهر الماضي، لن يقبل أن تبقى تعز تدار كقطاع منفصل كما كان سابقا، وسيتدخل بالتأكيد لإنهاء هذا العبث لأنه يعكف بالفعل على ترتيب الأوضاع بالمحافظات المحررة.
وكان برلمانيون وضحايا طالتهم الاعتداءات الإخوانية أكدوا أنها جرائم متعمدة تنفذ بدعم وغطاء من قبل قيادات عسكرية إخوانية مع تواطؤ من قبل شرطة تعز.
والعام الماضي، سجل تقرير حقوقي ارتكاب “أمراء الحرب” للإخوان نحو 270 انتهاكا أدت إلى مقتل وإصابة نحو 135 مدنيا، حيث ينضوي غالبيتهم تحت المؤسسة العسكرية والأمنية ووقفوا إلى حد كبير خلف الفوضى والنهب بتعز.
وتحتل تعز الريادة بين المدن اليمنية سياسيا وفكريا ومجتمعيا، فهي العاصمة الثقافية للبلاد، وتضم القاعدة الأكبر للأحزاب اليسارية، وشكلت بفعل تكوينها الطبيعي والبشري محل أطماع الحوثي والإخوان، ويحاصرها الانقلابيون منذ 7 أعوام ونصف بشكل أكثر قسوة