الإثنين , 23 ديسمبر 2024
2020-04-26-50865.jpg

ماهو المصير المشترك الذي يجمع بين الجنوب والامارات

“الواقع الجديد” السبت 7 مايو 2022م / متابعات

يمثل التعامل مع دولة الامارات العربية المتحدة بقيادة أبناء زايد، إحدى ثمار السياسات الحكيمة التي رسّخها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي منذ تفويضه من قِبل الشعب الجنوبي قبل خمس سنوات ليقود قضية شعبه ويحمل لواء تطلعات استعادة الدولة، حيث تقاطعت بشكل واضح تطلعات الشعب الجنوبي مع أهداف الامارت، فكان القاسم المشترك هو مكافحة الإرهاب، فمنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، كانت بوصلتها موجهة بغية احتلال الجنوب، بيد أن الجهود العسكرية الدؤوبة من قِبل القوات المسلحة الجنوبية مدعومة بعمليات الامارات حرّرت الجنوب من براثن الإرهاب الحوثي.

وجعلت النجاحات التي حققت في الجنوب بقيادة الرئيس القائد الزُبيدي، في مكافحة الإرهاب من الطرف الأكثر صدقًا وقربًا من الامارات والدول العربية في إطار هذه الحرب، ويُستدل على ذلك بأن كل الانتصارات التي تحققت في تلك الحرب يعود الفضل فيها إلى القوات المسلحة الجنوبية سواء في الجنوب نفسه أو في اليمن الشقيق أيضًا، فالتقارب بين الجنوب مع الامارات بفضل سياسات الرئيس الزُبيدي لا يعود فقط إلى الشق العسكري، لكن على الصعيد السياسي أيضًا إذ أظهر المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي حكمة بالغة تضمنت الرغبة في تغليب لغة الحوار، وقد حدث ذلك في إقدام الجنوب بسرعة على المشاركة في محادثات الرياض عام 2019 عقب عدوان أغسطس الذي شنّته المليشيات الإخوانية وأفضى تلك المحادثات إلى توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر من العام نفسه.

وحرص الجنوب على إنجاح ذلك الاتفاق بشكل كامل، مقابل خروقات لم يتوقف الاحتلال اليمني عن ارتكابها، لا سيّما فيما يخص الشق العسكري من الاتفاق إذ رفضت المليشيات الإخوانية سحب قواتها من الجنوب، كما انخرط الجنوب نحو السلام حرصًا على العلاقات مع التحالف والامارات، تجلّى في مشاورات الرياض التي عُقدت مؤخرًا والتي أفضت إلى تشكيل مجلس القيادة الرئاسي والذي يشارك فيه الجنوب كطرف رئيسي وفاعل وحاضر وبقوة من خلال الرئيس الزُبيدي كرُبّان لسفينة قضية شعب الجنوب.

ويعود سبب التقارب بين الجنوب والتحالف إلى السياسات الحكيمة التي اتبعها الرئيس الزُبيدي، والتي قوبلت بنظرة تقدير شديدة للرئيس القائد، بفضل تبنيه رؤية سياسية تتسم بقدر كبير من الوضوح والشفافية والعقلانية، فهذه الرؤية التي غرس الرئيس الزُبيدي بذورها حملت مسارين أحدهما جنوبي يشمل تمسكًا بمسار استعادة الدولة وفك الارتباط كهدف رئيسي لا يمكن أن يحيد عنه الجنوب، والمسار الآخر يشمل بُعدا قوميًّا عربيًّا يتعلق بالعمل على حماية الأمن القومي العربي من التهديدات التي تلاحقه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.