الإثنين , 23 ديسمبر 2024
e4424b27-431d-44a8-a9f6-9bb42a4addd1.jpg

الذكرى السادسة لتحرير حضرموت.. المعركة التي قضت على القاعدة بالمكلا

“الواقع الجديد” الاحد 24 أبريل 2022م / متابعات

في مثل هذا اليوم عام 2016، انطلقت المعركة المعجزة التي قضت على تنظيم “القاعدة” ومشروع تحويل ساحل حضرموت منصة للإرهاب.

وحينها فتح التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، ثاني جبهة حرب للقضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي الذي سيطر على مدينة وميناء المكلا، عاصمة محافظة حضرموت بتنسيق مع مليشيات الحوثي وذلك بجانب المعركة الرئيسية لوأد تمدد المشروع الإيراني باليمن وإنهاء الانقلاب.

واستغرقت هذه المعركة التي تخطت أهميتها حدود اليمن، أكثر من 6 شهور منذ بدء تجنيد وتدريب القوات المحلية من أبناء حضرموت، والتي شكلت النواة الأولى لـ”النخبة الحضرمية” مرورا بإطلاق العملية العسكرية وتحرير المديريات وحتى عمليات دك أوكار القاعدة.

ويحتفل أبناء الجنوب، وعلى رأسهم سكان حضرموت كل عام بذكرى هزيمة القاعدة والتي تصادف هذا العام الذكرى السادسة للاحتفاء بتضحيات النخبة الحضرمية وكل الذين روت دمائهم أرض المحافظة تحت قيادة التحالف العربي لا سيما القوات الإماراتية.

في هذا التقرير تنشر “العين الإخبارية”، خارطة تفصيلية عن المعركة التي أنهت 387 يوما من سيطرة كابوس إرهاب القاعدة على ساحل حضرموت، وعلى شريط ساحلي يمتد لأكثر من 600 كيلومتر على بحر العرب.

وتعد حضرموت هي أكبر المحافظات مساحة وتستحوذ على ثلث البلاد، وتتألف من 30 مديرية وعاصمتها هي مدينة المكلا وأكبر مدنها والتي سيطرت عليها القاعدة مطلع إبريل/ نسيان عام 2015.

خطة محكمة من 3 محاور

كانت أكثر المخاوف المحلية والدولية من أن يستغل تنظيم القاعدة الإرهابي الموارد المالية خاصة رسوم السفن في تدعيم صفوفه والتمترس أوساط الأحياء السكنية وتحويل المكلا إمارة مغلقة لتوجيه عملياته الإرهابية في البلاد ومختلف دول العالم.

إلا أن الخطة العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية والتي أشرفت على تنفيذها بشكل مباشر القوات الإماراتية المسلحة استهدفت إنهاك التنظيم عسكريا وماليا قبل عزل بؤره والقضاء عليها واحدة تلو الأخرى ما أفقده حتى قدرة معاودة التمركز في جغرافية جديدة.

وعمل التحالف بشكل متسارع على فتح معسكرات التجنيد وتشكيل قوة جديدة لتنطلق المعركة في 24 إبريل/نيسان 2016، عبر هجوم من 3 محاور قتالية في عملية عسكرية شلت قدرات التنظيم الإرهابي بوقت قياسي.

وحددت الخطة العسكرية مسار العمليات بحيث تلتقي المحاور الـ3 في ساحل حضرموت ثم تتجه صوب مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، الهدف الرئيسي للعملية العسكرية، وهو ما حدث بالفعل وتوج بتحريرها.

وانطلق المحور الأول (الشرق) من بلدة “الهضبة” وصولا إلى “الضبة” وهو ميناء الزيت الأساسي في حضرموت، فيما توغل المحور الثاني (الغربي) عبر الطريق القبلية وصولا إلى المكلا نفسها.

وكان محور الوسط (القلب) هو الأهم وقاده اللواء ركن فرج البحسني، نائب المجلس الرئاسي حاليا، وشارك إلى جانبه ميدانيا ضباط من الجيش الإماراتي وانطلق من بلدة قريبة من “غيل بن يمين” باتجاه بلدة “عبدالله غريب” وصولا إلى مطار الريان قبل التوجه للمكلا.

وواجه هذا المحور الرئيسي على وجه التحديد معركة شرسة خصوصا في بلدة “الدواس”، الذي تضم معسكر شديد التحصين لتنظيم القاعدة الإرهابي قبل أن يتدخل الطيران الحربي للتحالف ويدك هذا المعقل لتعبيد الطريق أمام جنود النخبة الحضرمية.

وعقب انهيار تنظيم القاعدة الإرهابي في “الدواس” تراجع التنظيم للتحصن أكثر في بلدة “العيون” عبر تشيد خط دفاعي حصين بمشاركة الأسلحة الثقيلة والدوريات القتالية ما دفع قوات النخبة للتراجع بضعة كيلومترات لتتدخل مقاتلات التحالف في ضربات حاسمة وسريعة لمعقل الإرهابيين ليتم توغل القوات حتى “الريان”.

عمليات أخرى.. دور إماراتي حاسم

ولم تتوقف العملية العسكرية لتحرير المكلا و”غيل باوزير”، لكنها امتدت لتنفيذ 3 عمليات لا تقل أهمية لتحرير الأجزاء الغربية ومرتفعات حضرموت وحملت أسماء “المسيني” و”الجبال السود” و”الانتشار الأمني” في منطقة دوعن ومحيطها.

وكانت عملية “المسيني” العسكرية، هي أشرس معركة بعد تحرير “المكلا” مع تنظيم القاعدة الإرهابي، بسبب التضاريس الجبلية الصعبة الوديان والتي كانت تشكل معسكرا مغلقا شيده التنظيم ليبقى عصي على الاجتياح ومعقل لانطلاق هجماته الإرهابية في “المكلا” و”غيل باوزير”.

وكانت خطة العملية العسكرية لتحرير “المسيني” تحدد مسار صعود الجنود المشاه سيرا على الأقدام إلى أعلى قمم جبال المنطقة ثم نزولا إلى الوادي للتعامل مع المعقل الإرهابي فيما لعب الطيران المقاتل دوره في توفير غطاء ناري عبر سلسلة ضربات مهدت الطريق أمام المقاتلين، وفق حديث سابق للواء فرج البحسني لـ”العين الإخبارية”.

وأكد نائب مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت وقائد النخبة والمنطقة العسكرية الثانية أن معركة تحرير المكلا وساحل المحافظة استغرقت أكثر من 6 شهور منذ بدء إعداد وتدريب المقاتلين وتشكيل الوحدات القتالية.

كما أكد أن القاعدة سيطرت على ساحل حضرموت بتنسيق مع مليشيات الحوثي لمدة عام لكن الدعم غير المحدود والمشاركة التاريخية للقوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي حسما معركة تحرير المكلا والساحل وساهما بشكل محوري وأساسي في إجهاض مشروع التنظيم الإرهابي.

وقال “يدرك العالم جيدا أنه بعد سيطرة التنظيم الإرهابي على رقعة جغرافية لعام كامل يصعب اجتثاثه من هذه الجغرافيا، لكن تدخل الجيش الإماراتي ساهم في القضاء عليه إثر تجربته الكبيرة في التعامل مع حرب العصابات والتنسيق العالي بين القوات الجوية والبرية أثناء خوض المعركة”.

احتفاء وإشادات بدور التحالف

وأطلق ناشطون يمنيون في الذكرى السادسة لتحرير حضرموت من القاعدة هشتاق “انتصار حضرموت نصر للجنوب” للاحتفاء والتذكير بأهمية المعركة التاريخية والثناء على دور التحالف العربي في العملية العسكرية.

كما وجه ناشطون جنوبيون رسائل لقوات التحالف للعمل تحث على تمكين النخبة الحضرمية من الانتشار في مديريات وادي حضرموت الخاضعة لقوات موالية للإخوان وطالبوا بنقلها للجبهات مع الحوثي بناء على “اتفاق الرياض”.

وغرد متحدث القوات الجنوبية المقدم محمد النقيب “تفرض ذكرى تحرير حضرموت الساحل من العناصر الإرهابية تلبية المطلب الملح لتحرير وادي وصحراء المحافظة وسرعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض”.

ولم يرتكز دعم التحالف العربي على تحرير المدن فقط من قبضة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في حضرموت لكنه أمتد للجانب التنموي والاقتصادي ودعم السلطات المحلية لانعاش الحياة وإعادتها إلى مجراها

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.